أكاديمية سورية: القواسم المشتركة بين العرب وإيران فاقت كل الفوارق
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أوضحت الأستاذة في جامعة تشرين الدكتورة رنا جوني أن تحقق وعود اﻹمام الخميني (رضوان الله عليه) وانتصار الثورة اﻹسلامية في إيران لم يكن مجرد حادثة داخلية قادت إلى تغيير النظام السياسي، بل كانت الثورة اﻹسلامية زلزالاً مدمراً للعالم الغربي، كما وصفها الكثير من المسؤولين اﻷميركيين واﻹسرائيليين واﻷوروبيين في مذكراتهم التي نشرت فيما بعد.
وأضافت جوني أن اﻹمام الخميني(رضوان الله عليه) كان يطمح، من خلال إعلان التعبئة العامة للشعب الإيراني ﻹعمار البلاد، إلى تجسيد مثال المجتمع الديني السليم والمتطور، مبينة أنه من وحي ذلك أعلن عن تشكيل مؤسسة جهاد البناء التي هيأت اﻷرضية لحضور الكوادر المتخصصة والطاقات الثورية في المناطق المحرومة والقرى واﻷرياف، لتبدأ خلال فترة وجيزة عمليات شق الطرق، وإنشاء المراكز الصحية والعلاجية، وتأسيس شبكات المياه والكهرباء على نطاق واسع.
وقالت جوني: “إن حياة الناس الاستثنائيين نموذج مختلف عن البقية، وذلك في غناها العلمي والفكري والروحي، وكذلك في امتلاكها الوقت لتملأه بالكفاح والنضال ليس من أجل مصالحها الخاصة، وإنما من أجل مصلحة البشرية ودفعها إلى مافيه خير الإنسان وحريته ورفع الفساد والظلم عن كاهله، لتبقى حياة هؤلاء اﻷشخاص نبراساً تهتدي به اﻷجيال، وهكذا كان روح الله الموسوي الإمام الخميني (رضوان الله عليه)”.
وبينت جوني أن إنتصار الثورة الإسلامية في إيران شجعت الشعب اﻹيراني في واحدة من أكثر الانتخابات حرية في تاريخ إيران للإعلان عن تأييده بنسبة 98.2 بالمائة ﻹقامة نظام الجمهورية اﻹسلامية في إيران، وتلت ذلك الانتخابات السياسية لتدوين الدستور والمصادقة عليه، وإقامة انتخابات الدورة اﻷولى لمجلس الشورى اﻹسلامي، حيث اشتد في هذه الظروف تصعيد أمواج الفتن ووتيرة الضغوط الخارجية، وكانت أميركا تسعى عن طريق طابورها الخامس، إلى التمهيد ﻹسقاط النظام عبر إثارتها للفتن والاختلافات.
وأشارت جوني إلى أن التجربة أكدت أن القواسم المشتركة بين العرب واﻹيرانيين والتي كانت أعظم من الفوارق، وهي قادرة على هزيمة أي مخطط يهدف إلى التفريق بينهما اليوم و غداَ. فحين أسقطت الثورة نظام الشاه التابع لأميركا والغرب؛ فإنها عادت إلى مسارها الطبيعي في بيئتها اﻹقليمية، ولاسيما حين طردت السفير الصهيوني، وأحلت مكانه سفير فلسطين، وتبنت يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وساندت الشعب العربي الفلسطيني، وقضايا الأمة العربية واﻹسلامية، وتبنت سياسة عدم الانحياز وفق مفهوم (لاشرقية ولاغربية)، الأمر الذي جعل مصالح سوريا وإيران تلتقي، حيث بنى الراحل حافظ الأسد واﻹمام الخميني(رحمهما الله) علاقات استراتيجية متميزة، على كل الأصعدة والمستويات، وقد ازدادت عمقاً يوماً بعد يوم إلى أن أصبحت وحدة مصير ووجود كما تمثلت اليوم في مساندة إيران لسوريا في مواجهة الحرب الشرسة التي شنتها عليها التترية المعاصرة المتمثلة بالوجه البشع للثقافة اﻷمريكية-الصهيونية، وماتمارسه من سياسات ترمي من خلالها إلى تشويه صورة الإسلام الحقيقة.انتهى