التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

معهد”هادسون”: ترامب كان لا يميز بين قاسم سليماني والسليمانية! 

نظم معهد “هادسون” المقرب من الجمهوريين الأمريكيين قبل أيام ندوة في واشنطن تحت عنوان “الاتفاق النووي في زمن ترامب”. وأدار الندوة “سوزان كيانبور” معدة البرامج في قسم العلاقات الدولية والسياسة الخارجية وشؤون الكونغرس لشبكة “بي بي سي” البريطانية.

وفي بداية الندوة أكدت كيانبور أن مستقبل الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1) لم يعد واضحاً بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” إدارة البيت الأبيض، خصوصاً وإن ترامب كان قد وصف الاتفاق بأنه الأسوأ في التاريخ الأمريكي، وهدد بتمزيقه أو تغيير بعض بنوده في المستقبل.

وألمحت كيانبور إلى أن الدول الأوروبية تنتظر الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية الجديدة للانطلاق نحو تنفيذ بنود الاتفاق النووي مع إيران، مشددة في الوقت ذاته على أن واشنطن ستُدخل نفسها في نفق مظلم وستهدر وقتها دون طائل في حال تحركت باتجاه عرقلة تنفيذ الاتفاق، والدليل على ذلك المفاوضات الماراثونية التي سبقت هذا الاتفاق والتي استغرقت وقتاً طويلاً قبل إبرامه في تموز/يوليو 2015.

وتحدث في الندوة أيضاً “مايكل بريجنت” الخبير بالشؤون الإيرانية، مشيراً إلى أن ترامب كان لا يعرف الفرق بين قائد فيلق القدس في قوات حرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء قاسم سليماني ومحافظة السليمانية العراقية.

وأضاف إنه قال لترامب خلال حملته الانتخابية “إذا كنت لا تعرف من هو قاسم سليماني فكيف يمكنك أن تتحدث عن الاتفاق النووي مع إيران؟!”، مشيراً إلى أن الكثير من وسائل الإعلام والأوساط السياسية قد وجهت له انتقادات بهذا الشأن معتبرة إثارة هذه القضايا بأنها لن تخدم ترامب.

ودعا بريجنت الرئيس الأمريكي الجديد إلى العدول عن رأيه بشأن الاتفاق النووي والمضي بتنفيذ بنوده، معرباً في الوقت نفسه عن اعتقاده بضرورة إقناع الدول الأخرى في المجموعة السداسية الدولية “روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا” كي تواصل جهودها في هذا المجال قبل فوات الأوان وقبل أن تلجأ إيران إلى اتخاذ إجراءات ردّاً على تهديدات ترامب وإجراءاته بشأن الاتفاق.

من جانبه أكد “غاري سيمور” المنسق السابق في البيت الأبيض بخصوص مراقبة أسلحة الدمار الشامل بأن أي إجراء قد يتخذه ترامب لعرقلة تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران من شأنه أن يعقد الأوضاع ويزيد من حدّة التوتر مع طهران، واصفاً مثل هذا الإجراء بـ “غير الذكي” و”غير الحكيم”.

من جهته اعتبر “تريتا بارسي” مؤسس ورئيس “المجلس الوطني – الإيراني الأمريكي” إن الخلاف بين واشنطن وطهران بشأن الاتفاق النووي ناجم في الحقيقة عن الخلافات الأيديولوجية وتقاطع المصالح السياسية والأمنية بين الجانبين، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مراراً بأن المنشآت النووية الإيرانية تخضع بشكل مستمر ودقيق لمراقبة مفتشي الوكالة وليس هناك ما يثير القلق بشأن سلمية هذه النشاطات وهذا الأمر ينبغي أن يؤخذ بنظر الاعتبار بشكل جدّي باعتباره مؤشراً جيداً على التزام طهران بتعهداتها التي وردت في الاتفاق النووي، وبالتالي فإنه ليس من مصلحة واشنطن الوقوف بوجه المجتمع الدولي في هذا المضمار.

وأجمع المشاركون في هذه الندوة على أنه لايمكن إرغام طهران على التنازل عن حقها في الاستفادة السلمية من التقنية النووية الذي أقرته المعاهدات الدولية ومن بينها معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، مشككين في الوقت ذاته بجدوى تشديد الحظر على إيران، منوهين كذلك إلى أن طهران لا ترى أي ضرورة لإعادة النظر في الاتفاق النووي، وهذا ما أشار إليه مراراً الرئيس حسن روحاني، وهذا الأمر يشكل في الحقيقة نقطة قوة لإيران، ولهذا لابدّ للإدارة الأمريكية الجديدة من التعامل مع هذا الموضوع بمرونة ووفقاً للمعطيات التي تفرزها طبيعة تعاطي إيران مع الاتفاق والتي تؤكد جميع القرائن والمؤشرات على أنها سائرة بالاتجاه الصحيح وليس هناك ما يسوّغ عرقلة تنفيذ هذا الاتفاق في الوقت الحاضر على أقل تقدير.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق