فروانة: “إسرائيل” تستبدل الاعتقال بالإعدام الميداني تحت ذرائع مختلفة
فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ
قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من الإعدام بديلا للاعتقال تحت ذرائع مختلفة، وصّعدت من عمليات إطلاق النار وإصابة الفلسطينيين مباشرة في أماكن قاتلة، بهدف إعدامهم دون الاكتراث بقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأضاف ” إن جرائم عمليات إطلاق النار باتجاه المواطنين الفلسطينيين بهدف إعدامهم بدلا من اعتقالهم، قد تصاعدت بشكل لافت منذ اندلاع “انتفاضة القدس” في الأول من تشرين أول/ أكتوبر عام 2015، وباتت تشكل ظاهرة، وأن معظم شهداء الانتفاضة سقطوا جراء ذلك “.
وتابع: فيما لازال يقبع في السجون الإسرائيلية العشرات من الجرحى والمصابين الذين قدِّر لهم أن يبقوا على قيد الحياة بعد إصابتهم، ليواجهوا قمع الاحتلال وفاشية إدارة السجون وتنكيلها، وإهمال الأطباء والممرضين واستهتارهم بحياة الجرحى والمصابين وعدم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم أو الاكتراث بمعاناتهم واحتياجاتهم.
وجاءت تصريحات فروانة لوكالة فارس الدولية للأنباء في أعقاب استشهاد الأسير/ محمد عامر الجلاد (24 عاما) من طولكرم شمالَ غربي الضّفة الغربية، يوم أمس الجمعة في مستشفى بلن سون الإسرائيلي متأثرا بجراح أصيب بها جراء إصابته في الصدر لحظة اعتقاله بتاريخ 9/11/ 2016 بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن على حاجز حوارة، وتعرض للتنكيل والتعذيب والإهمال الطبي مما أدى إلى تدهور وضعه الصحي.
وأشار فروانة بان معظم المعتقلين المصابين قد أطلق النار عليهم بهدف القتل وكان بالإمكان اعتقالهم دون إطلاق الرصاص عليهم، وان عدد منهم أطلق النار عليه بعد اعتقاله.
وبيّن إلى أن شهادات من بقوا أحياء من المصابين تؤكد على أنهم تعرضوا لتحقيقات ميدانية، وتركوا فترات طويلة ينزفون الدماء، وان عدد منهم جرى التحقيق معهم في المستشفيات الإسرائيلية وهم مكبلين بأسرّة المستشفى وتحت الحراسة المشددة. كما وأن عدد من المصابين قد ذكروا بأنهم نقلوا إلى السجون ومراكز التحقيق وهم في أوضاع صحية صعبة وسيئة وتم التحقيق معهم واستجوابهم والضغط عليهم، وأن عدد كبير من أولئك المصابين أصبحوا معاقين بسبب تلك الإصابات وما مورس بحقهم من تنكيل وتعذيب وإهمال طبي.
وحمّل فروانة سلطات الاحتلال مسؤولية استشهاد الأسير “الجلاد” الذي حمل الرقم (210) على قائمة شهداء الحركة الأسيرة. كما حملها المسؤولية الكاملة عن حياة كافة الجرحى والمصابين المعتقلين لديها.
ودعا فروانة المؤسسات المختصة ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المختلفة إلى توثيق جرائم القتل والتصفية الجسدية بعد الاعتقال وإطلاق الرصاص على المعتقلين من نقطة الصفر، وتسليط الضوء عليها والتحرك الجاد للضغط على محكمة الجنايات الدولية لفتح تحقيق بشأنها.
من جهة ثانية قال موفق حميد عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية لوكالة فارس الدولية للأنباء أن أوضاع السجون غاية في الخطورة بسبب استمرار انتهاكات الاحتلال التي جاءت بقرار من القيادة السياسية وتساوقا مع القرارات التي أقرت في الكنيست.
وأكد حميد أن التصعيد داخل السجون في ظل توجه إسرائيل متعمد للضغط على أسرى حماس من اجل ابتزازها وتليين موقفها بشأن صفقة الأسرى اتي جرى الحديث عنها مؤخرا.
وشدد حميد أن الاحتلال اعتمد مؤخرا لاستخدام القوة المفرطة ضد الأسرى من خلال الاقتحامات والضرب وهو ما دفع عدد من الأسرى وتحديدا الأسيرين السيلاوي ونصار من مدينة نابلس في الضفة المحتلة لطعن مجند إسرائيلي دفاعا عن أنفسهم وكرامتهم.
وأضاف حميد أن التصعيد الإسرائيلي سيزيد الوضع داخل السجون سوء وسيدفع لمزيد من التوتر إذا ما استمرت إدارة السجون في اقتحاماته مشيرا إلى أن آخر حوار بين الأسرى و إدارة السجون يبشر بأن الأمور لا تتجه نحو التهدئة وهو ما يتطلب أن نكون جميعا جاهزين لدعم الأسرى .
وقال حميد ” أن سبعة آلاف أسيرا يقبعون في سجون الاحتلال بينهم اثنين وخمسين أسيرة على رأسهم الأسيرة لينا الجربوني التي اعتقلت منذ خمسة عشر عاما بينهم ستمائة أسير رهن الاعتقال الإداري ” الاعتقال دون محاكمة ” بالإضافة إلى ثلاثمائة طفل بين سن الثالثة عشر والثامنة عشر
وأشار إلى أن هنالك ألف وثمانمائة أسير مريض وواحد وعشرين صحفيا مؤكدا أن الأسرى ينون خوض إضراب جماعي عن الطعام لوقف الهجمة المسعورة بحقهم في ابريل نيسان المقبل .انتهى