كاظمي قمي يشيد بمهنية القوات العراقية في عمليات تحرير الموصل
نظم موقع “الوقت” الإخباري – التحليلي ندوة تخصصية لدراسة الآفاق المستقبلية للعراق بعد تحرير مدينة الموصل من تنظيم “داعش” الإرهابي.
وشارك في الندوة سفير الجمهورية الإسلامية السابق في العراق “السيد حسن کاظمی قمي” وأستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران “الدكتور إبراهيم متقي”.
وفي بداية الندوة أشار السيد کاظمی قمي إلى الصعوبات التي واجهتها عمليات تحرير الموصل والخصائص التي تميزت بها هذه العمليات ومن بينها:
– المساحة الجغرافية الواسعة لهذه العمليات مقارنة بالعمليات الأخرى، حيث من المقرر أن يتم تحرير نحو 14 ألف كيلومتر مربع من العصابات الإرهابية في هذه العمليات.
– طبوغرافية المنطقة والتي تتميز بكثير من الحساسية لعدة أسباب منها تمكن “داعش” من امتلاك معدات عسكرية قوية وبناء حواجز كثيرة لوقف تقدم القوات العراقية في هذه المنطقة التي احتلها هذا التنظيم الإرهابي في العاشر من حزيران/يونيو 2014.
– الكثافة السكانية العالية لمدينة الموصل والتي وظفها “داعش” كدروع بشرية لمنع تقدم القوات العراقية والتي اضطرت أكثر من مرة لتغيير خططها العسكرية لتلافي سقوط الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين في هذه المنطقة.
– الميزة الأخرى هي قيام القوات العراقية بإدارة وتنفيذ هذه العمليات بشكل مباشر – دون تدخل القوات البرية الأجنبية – وتشمل هذه القوات الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية. ويمكن القول إن عمليات تحرير الموصل ليست عسكرية فقط؛ بل هي شاملة لكافة أنواع المواجهة الأمنية والاجتماعية.
وفي جانب آخر من حديثه أعرب سفير إيران السابق في العراق عن اعتقاده بأن عمليات تحرير الموصل قد لا تتمكن من القضاء على العناصر الإرهابية بشكل تام وإقرار الأمن بصورة كاملة في كافة أنحاء العراق، مرجحاً استمرار هذا التهديد بأشكال مختلفة في مناطق متفرقة إلى وقت غير معلوم خصوصاً في وسط وشمال البلاد بهدف إشاعة الاضطراب والفوضى في إطار الاستراتيجية الأمريكية المدعومة سعودياً والرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في عموم المنطقة.
وأشار كاظمي قمي إلى أن الإدارة الأمريكية تضع العراقيل بوجه الحكومة العراقية المنتخبة للحيلولة دون نجاحها في أداء عملها لاسيّما في مجال تقديم الخدمات للشعب العراقي.
وأشاد سفير إيران السابق في العراق بمهنية القوات العراقية في محاربة “داعش” على الرغم من الدعم الذي تقدمه السعودية وقطر لهذا التنظيم وباقي الجماعات الإرهابية، والذي حال حتى الآن دون استتباب الأمن في العراق، ومن المرجح أن يتواصل هذا الخطر حتى بعد إكمال تحرير الموصل من هذه الجماعات.
وتطرق كاظمي قمي إلى التظاهرات الشعبية التي شهدتها بغداد في الأيام الأخيرة للمطالبة بالإصلاح السياسي وتحسين الخدمات، معرباً عن اعتقاده بأن هذه التظاهرات ستتواصل بعد تحرير الموصل، محذراً في الوقت نفسه من إمكانية استغلال الجماعات الإرهابية لهذه الأوضاع لتنفيذ عمليات إجرامية ضد الشعب العراقي ومؤسساته المدنية والخدمية والأمنية.
كما ألمح كاظمي قمي إلى أن واشنطن تسعى إلى تعزيز تواجدها العسكري في العراق والضغط على الحكومة العراقية لإصدار قرارات تمنح القوات الأمريكية الصفة القانونية للبقاء في هذا البلد بعد تحرير الموصل من العصابات الإرهابية بهدف تقوية النفوذ الأمريكي العسكري والأمني في عموم المنطقة.
ولفت سفير إيران السابق في العراق الانتباه إلى أن أمريكا تحاول من خلال عقد صفقات عسكرية ضخمة مع العراق الضغط على الحكومة العراقية في المستقبل، مستغلة الظروف الأمنية الحالية لهذا البلد.
وفي ختام حديثه تطرق كاظمي قمي إلى العلاقات بين إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد، مشدداً على ضرورة حل الخلافات وتهيئة الأرضية المناسبة لتعزيز آفاق التعاون بين الجانبين بعد الانتهاء من عمليات تحرير الموصل، محذراً كذلك من محاولات البعض لخلق فجوة بين أربيل وبغداد من خلال العزف على وتر ما يسمى المناطق المتنازع عليها، منوهاً في الوقت ذاته إلى خطورة المحاولات الرامية إلى تقسيم العراق بذريعة إنشاء أقاليم متعددة في مناطق مختلفة من هذا البلد.
المصدر / الوقت