التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الإمارات قد تدخل المشهد السوري .. وأنقرة عدو مشترك 

وكالات – سياسة – الرأي –
بعد إشارات الغزل التي أطلقتها واشنطن تجاه أنقرة التي كانت أبدت ميولا لروسيا لفترة وجيزة، يحاول أردوغان الطامح لنظام رئاسي في بلاده ولإعادة لعب الدور المحوري الإقليمي إلى محاباة الولايات المتحدة.

بالمقابل فإن أميركا ومن البوابة الكردية تريد كسب التركي، حيث أعلن البيت الأبيض أن واشنطن غير متحمسة لإشراك الأكراد في المعارك القادمة في الشمال، وهو ماتريده تركيا بالتحديد، مما جعل الكثير من المراقبين يعتبرونها أول إشارة إغواء أميركية للتركي.

عودة التقارب الأميركي ـ التركي يقابله توقعات بتباعد مع موسكو، الأخيرة حاولت عبر محادثات أستانا أن تروض تركيا وتكسبها، فيما خطت أنقرة تلك الخطوة باتجاه روسيا لأن أميركا ابتعدت عنها خطوات عديدة، ولأنها شعرت بأن واشنطن قد تتبنى المقاتلين الأكراد وتجعلهم نواة ما كانت تُسمى بمعارضة معتدلة.

في هذا السياق ذكرت صحيفة إيزفيستيا الروسية أن الجيش التركي وميليشيا الجيش الحر بدآ بشن هجوم عسكري ضد القوات الشعبية الكردية في منطقة مدينة تل رفعت، شمال محافظة حلب لمنع إنشاء كانتون كردي موحد على الحدود التركية.

فيما يرى خبراء أن أنقرة قد بدأت العمليات العسكرية ضد الكرد قبل الانتهاء من دحر مسلحي داعش في مدينة الباب.

على مايبدو فإن هذا التحرك التركي ضد الأكراد في تلك المنطقة جاء بعد التطمينات الأميركية لأنقرة بأنها غير متحمسة لإشراك الأكراد في المعارك الهامة، فضلاً عن كون الإمارات العربية المتحدة قد دخلت خط تبني جماعات بعينها كميليشيا قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد جزءاً هاماً منها، كما أن الإمارات فتحت خط تواصل وتنسيق مباشر مع الجماعات الكردية وهو الذي أغضب تركيا، فالإمارات جعلت جماعة الأخوان المسلمين على لائحة المنظمات الإرهابية وهي لم تخف عدائها لها لا سيما عبر تصريحات ضاحي خلفان بل واتخذت إجراءات أمنية ضدها، وهي الآن تحاول التواصل مع الأكراد أعداء النظام التركي بحسب وصف أنقرة.

هذا قد يجعل الإمارات تدخل المشهد السوري بضجيج إعلامي كبير إذ أن الأكراد مكون سوري سواءً تقبل البعض ذلك الأمر ورحبوا به أم لا، ولهم وجود قوي في الشمال السوري، بالتالي فإن تقديم دعم إماراتي لهم مع تخلي الولايات المتحدة عنهم، وتكشير تركيا أنيابها للانقضاض عليهم، سيكون بمثابة إعلان الظهور الإماراتي الراعي لجماعات مسلحة، وقد ينشأ عنه أزمة تركية ـ إماراتية، وهنا تجدر الإشارة إلأى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد توجه في زيارته الخليجية إلى كل من السعودية والكويت والبحرين دون التعريج إلى الإمارات.

بالنسبة للحكومة السورية فإنها ترى في الأكراد مكوناً أساسياً للمجتمع السوري، وهي بحكم تعقيدات المشهد الميداني رأت أن تتأقلم مع تواجد ميليشيات كردية مسلحة في مناطقهم، وكتوصيف مباشر فإنه لا توجد حالة عداء ما بين الجيش السوري والميليشيات الكردية بالشكل الواضح، هذا يعني أن الإمارات ودمشق قد تتلاقيان عبر الورقة الكردية لمواجهة الأطماع التركية ـ الأميركية.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق