كاتب سوري: تركيا لاتملك الإرادة الحقيقية لإيقاف الحرب في سوريا
وكالات – سياسة – الرأي –
اعتبر الكاتب السياسي السوري ريزان حدو أن التصعيد الإعلامي والتراشق الكلامي بين إيران وتركيا لم يكن أمراً مستغرباً، لأن الأهداف والاستراتيجية بين البلدين متباعدة جداً خصوصاً في الملف الأهم الذي جمعهما مؤخراً وهو الملف السوري.
وأضاف حدو في حديث لوكالة أنباء فارس أنه لفهم ما يجري لابد من التذكير بالأهداف التي تسعى تركيا لتحقيقها في سوريا وتحديداً الوصول إلى منطقة الباب تحت عنوان درع الفرات و بالتالي تصبح حلب بين فكي كماشة تركية من جهة الشمال و الشرق فصائل درع الفرات العميلة لتركيا ومن جهة الجنوب و الغرب عبر جيش الفتح المدعوم تركيا، مبيناً أنه وإن تحقق لها ذلك فإنها ستصل إلى هدفها الرئيسي و هو انتزاع حلب و ضمها إلى إدلب، و عند تضاؤل فرص تحقيق هذا الهدف ستنتقل إلى الهدف الثاني ألا و هو إمساك ورقة للتفاوض في محاولة منها عدم الخروج خاسرة من الميدان السوري، لأنها تعرف أن خسارتها الكاملة تعني ارتداد الأزمة إليها.
وأشار حدو إلى أنه في ظل حالة التخبط و الفشل التي تعيشها الحكومة التركية داخلياً و خارجياً جاء التفاهم الروسي التركي الإيراني و الذي تم تظهيره بشكل علني في مؤتمر أستانا، معتبراً أن هذا الاتفاق الذي مكن تركيا من أن تحقق خلال أيام بالسياسة مالم تستطع أن تحققه في ميدان المعارك خلال سنوات، لتتصدر المشهد السوري كطرف ضامن راع للحل السياسي، ما سمح للساسة الأتراك على وسائل الاعلام بالتحدث بعنجهية واضعين شروطاً هنا و هناك و يتهمون هذا بالإرهاب و ذاك بالإجرام، بينما كانت الحكومة التركية قبل الاتفاق تعتبر بنظر الكثير من الدول الراعية أو الداعمة للمنظمات الإرهابية.
وقال حدو: “هذه المؤشرات زادت لدينا انطباعاً بأن تركيا لا تملك الإرادة الحقيقية لإيقاف الحرب في سوريا، وإن الخطوات التركية الأخيرة ليست إلا محاولة لكسب الوقت وملأ الفراغ و إيقاف سلسلة الهزائم التي تعرضت لها حتى تتضح رؤية إدارة الرئيس الأميركي ترامب للأزمة السورية”، مشدداً على أن من وثق بتركيا و عول على الخلاف التركي الأميركي، لابد أنه نسي أو تناسى أن تركيا دولة وظيفية في حلف الناتو يشرف من خلالها على الشرق الأوسط معتمداً على خلفيتها الدينية التي تتناسب مع أغلب سكان الشرق الأوسط لذلك فمهما بدى الخلاف كبيراً فلن يصل إلى مرحلة أن تضحي أميركا بتركيا، و الخلاف هنا في تطبيق الاستراتيجية و في الشكل الذي يراد به تسويق الفكرة.
أما بما يخص التطورات العسكرية في معركة الباب، رأى حدو أنها ليست بعيدة بشكل أو بآخر عن التصعيد الإعلامي التركي الإيراني، حيث يعتبر التقاء قوات الجيش السوري والحلفاء بعد سيطرتها على قرى جب السلطان – الزعرورة – جب الخفي مع قوات سوريا الديمقراطية غربي منبج و تحديداً عند قريتي أم خرزة و حوته، حدثاً مفصلياً في الحرب السورية إن تمكن كل من الجيش وقوات سوريا الديمقراطية من تثبيت مواقعهما، فتأمين طريق بري ممتد من ديريك في أقصى الشمال الشرقي لسوريا وصولاً إلى حلب و عفرين في الشمال الغربي سيحقق عدة مكاسب سياسية عسكرية و اقتصادية لدمشق، وهي بالترتيب:
المكاسب السياسية العسكرية: 1- أصبحت مناطق شرق الفرات و غرب الفرات و سوريا المفيدة متصلة، و بالتالي توجيه ضربة قوية لمشاريع شرق الفرات و غرب الفرات و سوريا المفيدة .
2- إغلاق الحدود السورية التركية بشكل كامل مع بقاء المنطقة الممتدة من (جرابلس – الباب – الراعي – مارع – اعزاز ) معزولة عن محيطها السوري كحالة مؤقتة ليصار لاحقاً إلى تكثيف و توحيد الجهود لإخراج الجيش التركي و حلفائه فصائل درع الفرات بشكل نهائي من الأراضي السورية .
3- قطع الطريق على تدخل تركي غير شرعي في معركة الرقة.
المكاسب الاقتصادية: الطريق البري سيؤدي إلى انتعاش اقتصادي و ذلك عبر وصول خيرات الجزيرة النفطية و الزراعية إلى حلب و دمشق و الساحل ذهابا ، ووصول خيرات الساحل و حلب و دمشق إلى الجزيرة إياباً.
وختم حدو قائلاً :”مما تقدم نرى أن أكبر المستفيدين من المتغيرات الجديدة هي الحكومة السورية فهي حققت بحجر واحد عدة أهداف أولها كما أسلفنا تحجيم الدور التركي في المنطقة الممتدة من جرابلس و اعزاز و بالتالي قطع الطريق على المحاولات التركية للمشاركة في معركة الرقة دون تنسيق مع دمشق، ثانيها المشروع الفيدرالي الكردي الذي بات منتهيا بصيغته القديمة، و بات بحاجة سياسية و عسكرية إلى التنسيق العلني مع دمشق إن أراد المعنيون فيه أن يتنقلوا بسياراتهم من الجزيرة و كوباني إلى عفرينۀانتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق