بدو اسرائيل يذوقون ويلات الإضطهاد الصهيوني
قرّر 25 جندياً بدوياً من القابعين تحت تسلّط الاحتلال الاسرائيلي عدم الإلتحاق بالإحتياط بسبب التمييز ضدهم في جيش الكيان، فقد أدرك البدو على مايبدو مدى زيف وعود اسرئيل لهم بمنحهم امتيازات خاصة في حال انضموا الى قواتها.
ولمن يجهل من هم بدو النقب فما عليه الى مشاهدة بعض الصور لهم على محرك بحث “غوغل”، ليدرك مدى المعاناة التي يعيشونها، حيث يقطن مناطقهم نحو 300 ألف بدوي، نصفهم في قرى غير معترف بها تنقصها أدنى مقومات الحياة من مياه وكهرباء ومدارس، وأهلها مهددون بالترحيل وهدم بيوتهم.
وكان قد أرسل 25 جنديا من بلدة بئر المكسور البدوية في الشمال، رسالة غاضبة إلى وزير جيش الاحتلال “أفيغدور ليبرمان” أبلغوه فيها قرارهم عدم الالتحاق بجيش الاحتياط حيال عدم سماح مؤسسات الدولة لهم بالعمل في أعمال مختلفة، على رغم كونهم جنوداً مسرَّحين.
الجندي
الجندي “محمد كاباح” من بدو اسرائيل يحارب في صفوف جيش الاحتلال
لاسيما أن قرارهم هذا لم يأت مرتجلا ولم يكن وليد اللحظ، وإنما جاء بعد أحداث قرية أم الحيران وهدم نحو 15 منزلاً فيها وقتل المربي يعقوب أبو القيعان، وبعد العديد من وعود وزراء حكومة نتنياهو للبدو بتحسين أوضاعهم وبناء شقق سكنية جديدة للجنود البدو بعد إنهاء خدمتهم، ولكن هذه الوعود لم تكن سوى سراب.
الإضطهاد الذي يعانيه البدو تحت كنف هيمنة الكيان الاسرائيلي كشفه هؤلاء الـ 25 بدويا في رسالتهم للجيش، قائلين: حملنا السلاح عندما كنّا في الثامنة عشرة ودافعنا عن مواطني الدولة (الكيان الاسرائيلي)، لكن في نظر الدولة، كما يبدو، فإن ثمة خطراً من حمْل البدو السلاح إذا ما رغبوا في الالتحاق بسلك الشرطة أو العمل في الحراسة أو في جهاز إطفاء الحرائق.
يذكر أن غالبية البدو قد انفصلوا عن الفلسطينيين في الداخل جرّاء ضغوط الاحتلال التي أرغمتهم على الإلتحاق بجيشه لضمان بقائهم وحصولهم على مقومات حياتهم، الأمر الذي حصل أيضا للدروز.
أحد قادة عشائر البدو خلال لقائه ضابط اسرائيلي
أحد قادة عشائر البدو خلال لقائه ضابط اسرائيلي
والأمر المحزن أن البدوي الفلسطيني تعرّض لطعنة مميتة في الظهر، وبات يشعر بأن السلطات الصهيونية تميّز ضده كما ضد سائر المواطنين العرب، وهو ما أكدته رسالة الجنود الـ25.
جدير بالذكر أن غالبية البدو يتم تجنيدهم في كتيبة المشاة الصحراوية المعروفة باسم “الكتيبة البدوية” التي تكبدت في الحدود مع قطاع غزة خسائر في الأرواح.
وفي السنوات الأخيرة احتج البدو على سلطات الكيان الاسرائيلي جرّاء مواصلته في هدم البيوت بداعي البناء غير المرخص. ناهيك عن أن جريمة قتل البدوي “أبو القيعان” بداعي أنه اعتزم دهس أفراد شرطة، كانت كالنار في الهشيم بين علاقة الاحتلال بالبدو، لاسيما بعد أن تبيّن الأسبوع الماضي من تحقيقات الشرطة نفسها أنه لم تكن لديه نية دهس الشرطة إنما كان يهرب من أفرادها الذين أمطروه بالرصاص.
ومع قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948 كان عدد البدو بين 70 حتى 90 ألف نسمة، ومع نهاية الحرب وإعلان الهدنة بين طرفي القتال ونكبة الجيوش العربية انقلبت الآية رأساً على عقب حيث تحول السكان العرب في غضون فترة قصيرة من أكثرية إلى أقلية ومن حكام إلى محكومين يعيشون تحت نظام الحكم العسكري الذي فرضه عليهم الكيان.
والبدو من أكثر الشرائح تضرراً جرّاء نكبة عام 48 حيث تقلص عددهم إلى 11 ألف نسمة وتم مصادرة مساحات واسعة من أراضيهم التي سكنوها منذ فترات بعيدة والتي بغالبيتها أراضي مراعي تعتبر مصدر أساس في معيشة العائلات البدوية في النقب.
جرافات الاحتلال تقوم بهدم بعض المنازل للبدو في النقب
جرافات الاحتلال تقوم بهدم بعض المنازل للبدو في النقب
وفي نهاية المطاف لم يتبقى للبدو سوى الإنخراط في صفوف الجيش الإسرائيلي رغم أنهم غير ملزمين بالتجنيد للحصول على امتيازات ربما تعيلهم في تحسين أمور حياتهم. واقتصرت خدمتهم ضمن وحدات قصاصي الأثر في جيش الاحتلال.
وفي العام 2004 بلغ عدد السكان البدو في الكيان الإسرائيلي ما يقارب 130,000 نسمة في النقب وما يقارب 60,000 نسمة في شمال البلاد ومركزها، ونسبتهم في العدد الإجمالي لسكان الدولة هي 5ر3%.
وينقسم البدو في اسرائيل الى “بدو الشمال” الذين يقطنون شمال الكيان الاسرائيلي ويعتبرون من المخلصين جداً للكيان، وبدو النقب (الجنوب) والقليل منهم من يدخل الجيش الإسرائيلي ونسبة كبيرة منهم تربطهم علاقات نسب وزواج مع قطاع غزة ويشكلون نسبة كبيرة من الحركة الإسلامية داخل أراضي الـ48.
المصدر / الوقت