الجيش السوري يدخل أحياء تدمر، وترقب اعلان تحرير المدينة خلال ساعات
واصل الجيش السوري تقدمه السريع في مدينة تدمر وسط انهيار كبير في صفوف تنظيم داعش الارهابي، الذين انسحبوا من قسم كبير من مدينة تدمر تاركين العديد من الالغام بهدف إعاقة قوات الجيش السوري وحلفائه، في وقت توقعت فيه مصادر عسكرية اعلان المدينة الأثرية خلال ساعات.
ومشّط الجيش السوري وحلفاؤه الأحياء الغربية من تدمر بعد استعادتها وطرد داعش منها، كما دمرت الطائرات السورية رتلاً للتنظيم كان منسحباً باتجاه طريق السخنة شرقاً.ونشر الإعلام الحربي مشاهد للجيش السوري وحلفائه أمام قلعة تدمر.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن “وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة فرضت بعد ظهر اليوم سيطرتها الكاملة على جبل هيال وجميع التلال المشرفة على منطقة القصور في مدينة تدمر”، وأفاد مصدر عسكري في دمشق تقدم الجيش في محيط المدينة حيث سيطر على “مفترق طرق استراتيجي” قال إنه يعد “مفتاحا للدخول إلى المدينة”.
واعترف المرصد السوري المعارض، بأن الجيش السوري تمكن من دخول إلى تدمر بريف حمص الشرقي وسيطر على حي المتقاعدين الواقع بالقسم الغربي منها، وذلك بعد سيطرتها على كامل القسم الغربي والقسم الشمالي الغربي من ضواحي تدمر. كما علم المرصد أن الجيش وصل إلى بعض المنازل في القسم الشمالي والشمالي الغربي من المدينة، وسط معلومات عن انسحاب عناصر من تنظيم داعش من داخل مدينة تدمر، ولا تزال المعارك قائمة في عدة محاور بين الطرفين في المنطقة.
وأعلنت تنسيقيات المعارضة عن سيطرة الجيش السوري على قلعة تدمر غرب المدينة، وعلى منطقة العوينة والقصر القطري وصولاً إلى منطقة الفنادق والبساتين.
وكان الجيش السوري دخل بدعم جوي روسي الاربعاء مدينة تدمر الاثرية التي يسيطر عليها عناصر “داعش” الارهابيين. وصباح الخميس، تراجع التكفيريون الى الاحياء السكنية في شرق المدينة، وبعد استعادة الجيش والحلفاء لقلعة تدمر والقصر القطري والتلال المحيطة وأهمها تلة سيرياتل، تمكنت قوات الجيش وحلفاؤه من اقتحام المدينة والدخول إلى عمقها وطرد داعش منها، كما أن انهيارات دفاعات التنظيم الارهابي والتكتيك السريع الذي اتبعه الجيش وحلفاؤه للتقدم، مكنهم أيضاً من تحرير مناطق استراتيجية كجبل الطار وكامل نقاط جبل الهيال جنوب غرب تدمر.
واحتل داعش تدمر في ايار/مايو 2015، وبدأ تدمير مبانيها القديمة ومعابدها وسلب آثارها، فألحق بها اضرارا فادحة خلال سيطرته عليها في الفترة الممتدة من ايار/مايو 2015 حتى آذار/مارس 2016 عندما نجح الجيش السوري في دخولها، ولكن داعش عاد واحتلها في كانون الاول/ديسمبر 2016، مستغلاً انشغال الجيش بمعارك تحرير مدينة حلب نهاية العام الماضي، وقلة عدد القوات المرابطة في تدمر، ليبدؤوا هجومهم على المدينة ويحتلوها ثانية في نهاية السنة الماضية، ما اضطر القوات السورية إلى الانسحاب غربا مسافة 65 كلم.
وكان التنظيم الارهابي دمر التترابيلون الأثري المؤلف من 16 عموداً، كما ألحق أضرارا كبيرة بواجهة المسرح الروماني في المدينة الأثرية، بعد أن فجر قوس النصر الشهير عن طريق تفخيخه بالعباوات الناسفة، كما فجر معبد بعل شمين، وهو معبد يقع في الحي الشمالي للمدينة فوق أنقاض معبد أقدم منه، يتألف بناؤه من الحرم وساحتين شمالية وجنوبية تحيط بهما الأروقة، وأمام الحرم عتبة تحمل 6 أعمدة وجبهة مثلثية، ودخلته بعض العناصر المعمارية الإغريقية والرومانية .
وتعد مدينة تدمر السورية، إحدى أقدم المدن التاريخية في العالم، وتنتشر الصروح المختلفة فيها على مساحات واسعة وتعود معالمها الحضارية إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين، وقد ازدهرت بشكل خاص في عهد الملكة زنوبيا ونافست الحضارة الرومانية وقتها، وأدرجتها منظمة اليونيسكو عام 2013 على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر .
وليس بعيداً عن الأوضاع الميدانية في سوريا، وجه سلاح الجو في الجيش العربي السوري ضربات مكثفة على تجمعات وخطوط امداد لتنظيم “داعش” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في محيط مدينة دير الزور.
وأسفرت الضربات الجوية في دير الزور عن تدمير تحصينات وتجمعات للتنظيم التكفيري وايقاع من فيها من ارهابييه بين قتيل ومصاب وذلك في منطقتي معامل البلوك القريبة من لواء التأمين والمهندسين بمحيط جبل الثردة وفي تلة 23 بمنطقة المقابر.
ودمر الطيران الحربي أمس ارتالا من الآليات لتنظيم داعش الإرهابي كانت قادمة من الرقة باتجاه دير الزور وفي قرية حطلة بالريف الشرقي فيما قضت وحدة من الجيش برمايات مدفعية على معظم أفراد مجموعة إرهابية في محيط لواء التأمين على المحور الجنوبي للمدينة.
المصدر / الوقت