نقابة الصحفيين تدخل مرحلة جديدة … وتأجيل انتخابات النقابة
القاهرة – الرأي – رباب سعيد –
يقف الصحافيون المصريون على بعد خطوات قليلة من انتخابات تحدد مصير العلاقة بين الصحافيين والنظام فقد تتركز المنافسة الانتخابية على مقعد نقيب الصحافيين فى مصر حول طرفين مرشحين إثنين الاول بقيادة شيوخ المهنة يرون أن مجلس النقابة الحالى أدخلها فى صدام مع الحكومة أما الثانى يمثل شريحة الصحافيين الشباب المتحمس، لإقصاء أصحاب التيار الصدامي مع النظام، و باستمرار الوضع الحالي المتوتر بين الطرفين، ما لم تكن هناك مبادرات لتقريب وجهات النظر وفتح صفحة جديدة.
ودخلت انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحافيين، التي ستجرى اليوم، مرحلة جديدة حيث أغلق باب الترشح على منصب النقيب و6 أعضاء بالمجلس، بعد أن وصل عدد من تقدموا بأوراقهم إلى 80 مرشحا، بينهم سبعة ترشحوا لمنصب النقيب، و73 يتنافسون على المجلس.
ويحاول كل مرشح في دعايته الانتخابية، التركيز على ملف معين يمس حياة الصحافيين، لاستمالتهم وكسب تأييدهم له، وجاءت أهم الشعارات التي تدور حولها الدعاية، تحت عناوين عريضة مثل “ضرورة تقوية شوكة الصحافيين وإعادة هيبتهم بالمجتمع”، و”زيادة الدعم المادي لهم”، و”وضع حد أدنى للأجور”، و”وقف حبس الصحافيين”.
وطغت التوجهات والمواقف السياسية على الحملة الانتخابية للمرشحين، سواء في عضوية المجلس أو حتى على مقعد النقيب، حيث يحاول كل مرشح أن يذكر مواقفه السابقة التي حظيت بتأييد فصيل واسع من زملائه.
واكد الاستاذ( محمد السيد حماده) نائب مدير تحرير جريدة الاهرام (لـ”وكالة أنباء الرأى الدولية )، أن المنافسة على مقعد النقيب تبدو محسومة بين النقيب الحالي يحيى قلاش، والمرشح عبدالمحسن سلامة، مدير تحرير صحيفة الأهرام الحكومية.
وأفاد المصدرانه يسعى كل منهما لإحياء النقابة من جديد وفقا لرؤيته وأفكاره وتوجهاته السياسية والمهنية.
مشكلة المجلس الحالي للنقابة أنه قام بتحويلها إلى كيان سياسي
وأضاف أن الصحافيين أصبح لديهم الوعي الكافي لاختيار من يمثلهم
ويعتبر متابعون للانتخابات، أن قلاش رأى في وقوفه ضد مؤسسات الدولة، في وقت الأزمة بين النقابة ووزارة الداخلية واقتحام قوات الأمن لها قبل أشهر، ما سوف يضمن له صوت الفئات الشبابية، التي تعادي ما تسميه بالتدخل الأمني في العمل الصحافي.خاصة انه يراهن على تأجيل النطق بالحكم بالقضية المعروفة (بقتحام النقابة وايواء افراد مطلبون امنين)
وخلال بيانات صحافية عديدة صدرت عنه، تمحورت دعاية قلاش حول “موقفه الثابت من معارضة البعض من مؤسسات الدولة، التي تريد تكميم أفواه الصحافيين وكسر شوكتهم”، وهو يعتقد أن هذا كفيل بأن يكون محل ثقة زملائه
في الجهة المقابلة، تحدث مقربون من سلامة، عن أنه “لا يحبذ الصدام مع مؤسسات الدولة، ويهدف إلى إعادة مد الجسور مع الحكومة، تمهيدا لبناء الثقة بين الطرفين، بعيدا عن نظرية تخوين كل منهما للآخر”، ما يمكنه مستقبلا من النجاح في مهمات التفاوض للمطالبة بحقوق الصحافيين المادية والعلاجية والاجتماعية.
ورأى المؤيدون لهذا الرأي، وأكثريتهم من شيوخ المهنة، وتحديدا المنتمين إلى الصحف الحكومية، أن تجديد انتخاب النقيب الحالي، قد يقضي على ما تبقى من علاقة بين الدولة والصحافيين، بسبب الصدام الذي جرى بين مجلس النقابة الحالي ومؤسسات الدولة الأمنية والقضائية.
وينقسم الصحافيون في مصر منذ أزمة النقابة مع وزارة الداخلية إلى فريقين، الأول يمثله شيوخ المهنة وكبار الكتاب والعديد من الصحافيين بالجرائد الحكومية، وهؤلاء يرون أن مجلس النقابة الحالي أدخلها في صدام مع الدولة، وأفقد الصحافيين شموخهم وهيبتهم، بسبب الانتماءات السياسية للنقيب وأعضاء المجلس، حتى أنهم نظموا تيار تصحيح المسارمعارضة داخل مؤسسة الأهرام الحكومية، لرفض قرارات الجمعية العمومية التي حشد لها المجلس وأصدر توصيات دون سقف اصطدمت مع مؤسسات الدولة.
أما الفريق الثاني، فيمثل الشباب النسبة الأكبر منه، وتحديدا في المواقع الإخبارية والصحف الخاصة والمستقلة، ويرى هؤلاء أن مجلس النقابة الحالي ونقيبه، هما من رفضا فرض الوصاية على الصحافيين أو كسر شوكتهم، وسعيا إلى الحصول على الحق في الرأي والتعبير، ومن ثم فهما يستحقان المساندة وتجديد الثقة فيهما.
وقالت الاستاذة حنان اليمونى، المدير التنفيذى لموقع اخبار مصر النهاردة إن رأي أبناء المهنة “جزء من الواقع الفعلي”، وإن مشكلة المجلس الحالي للنقابة، أنه قام بتحويلها إلى كيان سياسي للصراع مع البعض من المؤسسات لدوافع سياسية، بعدما سيطرت عليها شخصيات في المجلس لديها ميول سياسية طغت على عملها النقابي.
واعربت في تصريحتها (لوكالة انباء الرأى الدولية )أن معركة هؤلاء المعارضين مع وزارة الداخلية لم تكن بسبب قضية مهنية ولا حرية رأي، بل كانت بسبب إيواء متهميْن إثنين مطلوبين للعدالة، ودليل ذلك أنهم لم يقفوا مع الإعلامي إبراهيم عيسى عندما تم وقف برنامجه على فضائية “القاهرة والناس”، وكل ذلك ستكون له دلالات عند التصويت في الانتخابات.
وأوضحت أنه من المرجح أن تؤول النقابة إلى مجلس يرأسه سلامة، لا سيما وأن هناك آراء كثيرة تدفع نحو التغيير.انتهى