انتصار تدمر انطلاقة ثانية لدحر الإرهاب الداعشي
سلّطت وسائل الإعلام العربية خلال الفترة الأخيرة الضوء على مجريات الأحداث في سوريا، انطلاقا من تحرير مدينة تدمر الأثرية وحتى نتائج المباحثات السياسية المتأرجحة ضمن رباعية جنيف بين ممثلي الحكومة السورية والمسلحین.
إلا أن الإنجاز الأبرز للجيش السوري وحلفائه الذي لابد لنا من تمحيصه هو انتصار باليميرا أو تدمر الأخير، والذي يعدّ بمثابة انطلاقة ثانية بعد انتصار حلب لتطهير الأراضي السورية من رجس الإرهاب، وليكون بمثابة شوكة في حلق أعداء دمشق وداعميهم على الصعيدين المحلي والدولي.
ومن هذا المنطلق فإن الطرف المعادي أحدث تغييرا جذريا في أسلوبه الميداني على الأراضي السورية، الأمر الذي شهدناه واضحا في تفجيرات حمص التي راح ضحيتها أكثر من 40 شهيدا من الدفاع الوطني السوري، والتي وقعت بالتزامن مع انطلاق محادثات جنيف4 بهدف حلّ الأزمة السورية.
الأفضلية للجيش السوري في ساحة المعركة
وأما عن طرحنا هذا فإنه لم يكن وليد اللحظة وإنما بعد متابعتنا لتقارير العديد من القنوات ووكالات الأنباء البارزة، حيث طرح غالبية المحللين السياسيين تقارير تشير الى أن الجيش السوري وحلفائه هم المسيطرون وأصحاب الأفضلية في ساحة المعركة، فكانت جريدة الأخبار اللبنانية و”رأي اليوم” التي تطبع في لندن ووكالة أنباء سبوتنيك الروسية من أكثر وسائل الإعلام التي تناولت ماذكرناه آنفا.
وفي تقرير لها حول تحرير تدمر كتبت جريدة الأخبار: تحرير ثانٍ عاشته مدينة تدمر التاريخية. نجح الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه في السيطرة على “لؤلؤة البادية”، لكن هذه المرة يأتي التحرير في توقيت سياسي وميداني مختلف، في ظلّ انكسار داعش في غير منطقة سورية.
وتابعت الصحيفة: حسم الجيش السوري عملية تحرير مدينة تدمر بنسختها الثانية. استعادة المدينة التاريخية بعد قرابة شهر ونصف من بدء العمليات جاءت بدعم جوّي روسي أساسي، انسحب تنظيم داعش على اثره من المدينة ومحيطها، بعدما تلقّى ضربات قاسية ألحقت به خسائر كبيرة.
واعتبرت الصحيفة اللبنانية البارزة أن تحرير لؤلؤة البادية كما وصفتها لتدمر، يأتي في سياق ميداني وسياسي مختلف عن التحرير الأول، ما يفتح أمام الجيش السوري محاور تقدّم جديدة نحو مناطق سيطرة داعش في الشمال السوري.
انتصار يجهض آمال داعش
وتأتي الأهمية الاستراتيجية للؤلؤة البادية السورية (تدمر) من حيث أنها تمثّل نقطة إمداد لعناصر داعش في أرياف دير الزور وحمص، لاسيما أن معظم عمليات التنظيم الإنتحارية التي كان يشنها على الاردن أو العراق وتركيا كانت تنطلق من تدمر المدينة التي تتوسط قلب سوريا.
وطبقا لما ذكرناه سيكون التحرير الثاني لتدمر بعد التحرير الأول في حلب، بمثابة الإنطلاقة الأخيرة لدحر تنظيم داعش الارهابي وغيره من التنظيمات على كافة الأراضي السورية.
وبما أننا سطرنا كلماتنا لتنقل وجهات نظر أبرز المحللين العرب حول عودة لؤلؤة البادية الى الدولة السورية، فلا بد لنا من التطرق الى صحيفة “رأي اليوم”، التي نشر رئيس تحريرها “عبد الباري عطوان” تحليلا كتب فيها: نجاح الجيش السوري في استعادة مدينة تدمر الاثرية من تنظيم داعش بغطاء جوي روسي، يشكل إنجازا كبيرا، عسكريا وسياسيا، علاوة على كونه دعما معنويا كانت القيادة السورية في حاجة إليه.
وتابعت الصحيفة فمن الواضح ان هذه الخطوة جاءت رسالة لجهات عديدة، تؤكد ان التحالف الروسي السوري في الميادين العسكرية ما زال في ذروته، مثلما تؤكد جاهزية الجيش السوري لخوض معارك لاستعادة مدن اخرى على رأسها مدينة الرقة عاصمة داعش، وانه لم يفقد زخمه وقوته رغم ست سنوات من المعارك.
في الختام نستطيع التنبؤ بما سيحصل في الفترة المقبلة، حيث سنشهد فيها انتصارات لاحقة للجيش السوري من خلال فتح خطوط هجوم ودعم نحو دير الزور المدينة التي ستشهد معارك عنيفة في وجه تنظيم داعش الارهابي على أغلب الظن، وسيكون مصيرها كمصير حلب لا محالة.
المصدر / الوقت