محلل عسكري: تدمر قلبت طاولة السياسة.. واتفاق منبج أسقط أحلام تركيا
وكالات – سياسة – الرأي –
أكد المحلل العسكري رجب ديب إن وصول الجيش السوري والقوات الحليفة إلى ما بعد تدمر من شأنه أن يقلب موازين الحدث السياسي لصالح الحكومة السورية، التي تمكنت في الوقت نفسه من إقناع الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص إلى سوريا من إدراج سلة محاربة الإرهاب على جدول أعمال محادثات جنيف السورية.
رجب وفي حديث لوكالة أنباء فارس، أكد على إن الدخول السوري في عمق مناطق البادية من شأنه أن يكون تحضيراً منطقياً وفاعلاً للذهاب نحو الشرق السوري بأهداف متعددة الاحتمالات من أولها السيطرة على “السخنة” التي تعتبر ملتقى الطرق الاستراتيجية التي يعتمد عليها تنظيم داعش في التنقل ما بين الأراضي السورية والعراقية عسكرياً وتجارياً، لافتاً إلى أن السيطرة على “السخنة” ستضع الجيش السوري على بوابة الريف الغربي لدير الزور وبالتالي العمل على إسقاط الطوق الذي يفرضه تنظيم داعش على المدينة التي يقطنها حوالي 300 ألف مدني.
وبيّن المحلل العسكري السوري، إن تحرير تدمر من ناحية المنجز العسكري يعد انتصاراً كبيراً للجيش السوري لجهة التكتيكات المتنوعة التي استخدمها بالتعاون مع القوات الحليفة لإتمام أهداف العملية التي اعتمدت على الصعق الناري بعد السيطرة على التلال الحاكمة، وأهمها جبل الطار وسلسلة مرتفعات الهيال، كما إن استعادة السيطرة على حقول الغاز كـ “جحار – المهر” تعتبر من الخطوات الهامة على المستوى الاقتصادي بما يعيد واقع الحال للتيار الكهربائي.
رجب أوضح إن الدخول في مناطق البادية سيعقد الصراع، إذ تنتشر في الجزء الجنوبي من البادية السورية ميليشيات تتبع السعودية بشكل مباشر وهي محمية من التحالف الأميركي، وفي حين إن القوات السورية مصرة على إعادة ربط المناطق الشرقية ببقية الأراضية السورية، فإن المواجهة مع هذه الميليشيات قائمة الاحتمال إذا ما رغب التحالف الأميركي بعرقلة الانتصارات المتوالية على تنظيم داعش، ومن غير المستبعد أن يدفع هذا التحالف أدواته في البادية نحو مهاجمة مجنبات الجيش إذا ما تقدم في عمق البادية، وستكون مثل هذه العملية، إسنادا واضحا لتنظيم داعش الذي ينسحب نحو الشرق بفعل الضربات المتوالية والفاعلة من قبل الصنوف النارية المختلفة لوحدات الجيش السوري وحلفائه.
وختم المحلل العسكري السوري رجب ديب حديثه بالإشارة إلى أن المرحلة الحالية مرحلة عالية الحساسية على المستوى الميداني، ففي الوقت الذي تهدد الميليشيات الموالية للنظام التركي سلامة تطبيق وقف الأعمال القتالية الذي تستفيد منه الحكومة السورية لتوفير المجهود العسكري اللازم لمحاربة تنظيمي داعش والنصرة، فإن النظام التركي نفسه يهدد مسار العمليات السياسية كـ “استانا” من خلال التصرفات غير المدروسة التي يحاول من خلالها إسقاط الاتفاق للعودة إلى النقطة صفر في الملف السوري ميدانيا، خاصة وإن أنقرة أحست إن مشاريعها في الشمال السوري سقطت بفعل اتفاق منبج.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق