“هيومن رايتس ووتش”: السلطات البحرينية تستهدف عائلة ناشط
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الأثنين، إن السلطات البحرينية تستهدف أفرادا من عائلة ناشط بحريني بارز انتقاما من نشاطه الحقوقي على ما يبدو.
اعتقلت السلطات منذ 2 مارس/آذار 2017 شقيق ووالدة زوجة الناشط البحريني الحقوقي سيد الوداعي المستقر في المملكة المتحدة، الذي اتهم السلطات البحرينية، بما في ذلك بعض كبار الشخصيات من عائلة آل خليفة الحاكمة، بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. قالت دعاء، زوجة الوداعي، لـ هيومن رايتس ووتش في أكتوبر/تشرين الأول إن أحد كبار المسؤولين وصف زوجها بـ “الحيوان”، وسألها مهددا أثناء استجواب في مطار البحرين: “أين يجب أن أذهب أولا، إلى عائلته أم عائلتك؟ “
قال إريك غولدستين ، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “يبدو أن هذه محاولة جبانة لكسر عزيمة الناشط، بمهاجمة عائلته. أجبرت السلطات البحرينية سيد الوداعي على العيش في المنفى في بريطانيا، حيث يؤرقهم هناك. بما أنهم لا يستطيعون الوصول إليه، لجؤوا إلى تهديد ومضايقة زوجته وابنه الرضيع وأصهاره”.
منحت وزارة الداخلية البريطانية الوداعي إذنا للبقاء في المملكة المتحدة عام 2012، بعد 3 أسابيع من هروبه من البحرين، حيث قال إن الشرطة ضربته وعذبته بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2011. أسس الوداعي عام 2013 “معهد البحرين للحقوق والديمقراطية”، الذي اتهم علنا كبار أعضاء العائلة الملكية في البحرين بالتورط في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بمن فيهم الأمير ناصر بن حمد آل خليفة، والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.
قال أحد أقارب الوداعي لـ هيومن رايتس ووتش إن مجموعة كبيرة من الرجال الملثمين، برفقة أعوان شرطة، اعتقلوا نزار سيد نعمة الوداعي (18 عاما)، صهر سيد الوداعي، في منزل في جد علي حوالي الساعة 3:40 صباح 2 مارس/آذار. اتصل بأسرته بعد ساعتين ليقول إنه كان في “إدارة المباحث الجنائية”. ذهب أفراد شرطة بملابس مدنية حوالي الساعة 1 ظهرا في 5 مارس/آذار إلى منزل والدة نزار سيد نعمة الوداعي، وهاجر منصور حسن، والدة زوجة سيد الوداعي، واستدعوهما إلى إدارة المباحث الجنائية. رفضوا شرح أسباب الاستدعاء. تعتني هاجر بوالدتها البالغة من العمر 90 عاما وبطفلين. قبل احتجازها في إدارة المباحث الجنائية، قالت هاجر لأحد أفراد العائلة إن ابنها نزار سيد نعمة الوداعي اتصل بها ليقول إن ضباط إدارة المباحث الجنائية عذبوه وأجبروه على توريط أقارب آخرين في مخالفات.
حدّدت هيومن رايتس ووتش نمطا عاما لإساءة معاملة المعتقلين في تقرير عن البحرين أصدرته في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بما فيه التعذيب في إدارة المباحث الجنائية.
يبدو أن احتجاز أهل زوجة الوداعي جزء من حملة انتقامية ردا على عمله في مجال حقوق الإنسان. كان نزار سيد نعمة الوداعي وهاجر منصور حسن في عهدة إدارة المباحث الجنائية وقت كتابة هذا البيان.
أخبرت دعاء الوداعي هيومن رايتس ووتش أن مسؤولين بحرينيين كبارا هددوا زوجها وعائلتيهما أثناء استجواب استمر 7 ساعات في مطار المنامة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2016. قالت أثناء حديثها لـ هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف بعد يوم من الحادث إنها كانت على وشك التسجيل في رحلة متجهة الى لندن مع ابنهما البالغ من العمر عامين، عندما طلب مسؤولو المطار منها مرافقتهم للتفتيش. أخذها الضباط إلى غرفة خاصة، خلعوا حجابها وحذاءها، وفتشوا حقيبتها وعربة ابنها. عندما حاول ضباط اصطحابها إلى جزء آخر من المطار، رفضت مرافقتهم وجلست في منطقة السوق الحرة مع ابنها بين ذراعيها، وقالت إنها لن تتعاون ما لم يوضح الضباط إلى أين سيأخذونها ولماذا. فصلها الضباط قسرا عن ابنها وجروّها من معصميها حتى وقفت ورافقتهم إلى غرفة الاستجواب.
قالت دعاء لـ هيومن رايتس ووتش إنها خضعت بعد ذلك لاستجواب دام 7 ساعات، سألها فيه ضابط عن عمل زوجها، وهدد بإلغاء التراخيص التجارية لعائلتها في البحرين، وأبلغها أنها كانت تخضع لحظر سفر، وهدد زوجها. قالت إن الضابط الذي بدا أنه برتبة عالية، قال لها عند انتهاء الاستجواب: “أوصلي هذه الرسالة لزوجك: سوف أصل إليه”.
أجبرت السلطات دعاء الوداعي وابنها على تفويت تلك الرحلة، ولكن سمحت لهما بمغادرة البحرين في 1 نوفمبر/تشرين الثاني. رغم ذلك، ولدى وصولها إلى المملكة المتحدة، قالت إنها اكتشفت أن ضباطا اتهموها بالاعتداء على ضابطة شرطة.
حدث استجواب المطار بعد ساعات من احتجاج سيد الوداعي على زيارة ملك البحرين للاجتماع برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. احتجزت الشرطة الوداعي خارج مقر رئاسة الوزارء في داوننغ ستريت لفترة قصيرة ولكن لم توجه له أي تهم.
أرسل مسؤول من سفارة البحرين في لندن بريدا إلكترونيا إلى صحفي في 29 أكتوبر/تشرين الأول، يرد على أسئلة حول استجواب المطار. جاء فيها: “الإجراءات الأمنية الاحترازية ضرورية” على أساس “سوابق السيد الوداعي بالتورط في أعمال إرهابية ودعمها، وفي عدد من مخابئ الأسلحة والمواد المتفجرة التي عثر عليها في المملكة”. أصدرت سفارة البحرين في المملكة المتحدة في 1 نوفمبر/تشرين الثاني، بيانات في وسائل الاعلام الاجتماعية حول الحادث، وقالت إن دعاء الوداعي “لم تتعاون مع طلب أمن المطار لمزيد من المعلومات، واعتدت على ضابطة شرطة أثناء استجوابها”.
قال إريك غولدستين: “على البحرين معالجة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ذكرها سيد الوداعي، بدلا من معاقبة من تحدث عنها وعائلته”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق