مؤسسة راند: إيران دولة مستقرة وقوية ويجب أن يحسب لها حساب في منطقة الشرق الاوسط
نشرت مؤسسة راند للأبحاث تقريرا محذرا فيه واشنطن من عواقب التدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية من أجل تغيير نظام الحكم لأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على أمريكا.
وجاء في تقرير راند التحليلي أن التوتر بين أمريكا وإيران ربما سيزداد في الأشهر القادمة حيث إنتقد دونالد ترامب وآخرين من أعضاء الكونغرس بشكل صريح الإتفاق النووي الإيراني وأعلنت أمريكا بأن تجربة ايران الأخيرة للصواريخ البالستية لم تتم بموافقة مجلس الأمن الدولي.
ولفت التقرير إلى الرغبة الشديدة لدى كبار المسؤولين الأمريكيين في الحد من نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط ولكن توازن القوى الحالي في الشرق الاوسط و مكانة ايران وعلاقاتها بالقوى الكبرى في هذه المنطقة والعالم يجعل خيارات أمريكا محدودة في هذا المجال على الأرجح.
وأضاف التقرير أن إيران دولة مستقرة و قوية ويجب أن يحسب لها حساب في منطقة الشرق الاوسط.
وفيما يتعلق بخيارات واشنطن الدبلوماسية والإقتصادية والعسكرية لمواجهة إيران قالت مؤسسة راند أن خيارات واشنطن محدودة في تغيير المسار والسلوك الإيراني في المنطقه وفي إيقاف برنامج الصواريخ الايرانية المتطورة.
ويعتقد المنتقدون الأمريكيون بأن الاتفاق النووي كان سبباً في زيادة قوة إيران ولكن لاينبغي عليهم أن يعتبروا فقط الاتفاق النووي كالسبب الوحيد في تعزيز قوة إيران حيث أن الأسباب الداخلية وتحولات المنطقة هي من أهم العوامل حسب ماجاء في تقرير مؤسسة راند الأمريكية.
وأشار التقرير إلى التخبط الأمريكي في سياساتها مع إيران التي تتمثل في إصدار القرار الأول بشأن منع الرعايا الإيرانيين بالإضافة إلى رعايا ست دول أخرى من الهجرة إليها عادت لتسمح لهم مجدداً، ربما لدى أمريكا القليل من الشعبية داخل المجتمع الإيراني ولكن أفعال واشنطن وتحقيرها للإيرانيين بالتأكيد سيقلل من قوة أمريكا مقابل إيران.
ليس هذا فحسب بل أن السياسة الأمريكية المعادية تجاه إيران ستجعل كلا من روسيا ودول الأتحاد الأوربي تقف في الصف الإيراني في نقاش لأي مشروع ضد إيران في المستقبل وبذلك ستكون إيران الأكثر استقراراً على المستوى الداخلي وفي منطقة الشرق الأوسط.
ويشير الكاتب في تقريره بأنه كان لداعش دور كبير في زيادة نفوذ وقوة إيران في المنطقة وهذا زاد من أواصر العلاقات بين إيران ودول كبرى مثل الصين وروسيا وهنا يوصي الكاتب بأن إيران وروسيا أصبحتا أكثر اتفاقاً ليس في سوريا فحسب بل خارج سوريا أيضاً ولن تستطيع أمريكا الحد من النفوذ الإيراني بسهولة.
وفي النهاية يشير الكاتب إلى أن أمريكا لن تستطيع أبدا تغيير إيران وليستا مجبرتين على حفظ العلاقات الدبلوماسية الرسمية ولكن يوجد قضايا ومن ضمنها داعش التي تؤثر على الطرفين ولدى أمريكا أوراق كثيرة للضغط على إيران ولكن بالتأكيد إفشال الإتفاق النووي سيعود بالضرر على أمريكا وهي مضطرة أن تتنازل قليلاً ولو كان هذا أصعب الأمورعلى الأعداء.
المصدر / الوقت