التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

نظرة في مواقف الرئيس ميشال عون من فلسطين والمقاومة 

في زمن تخلى أهل القضية عن قضيتهم، وعزَّ وجود من يحمل همها في المحافل الدولية والإقليمية من العرب بل ومن المسلمين، خرج الرئيس المسيحي الوحيد، بل والحرّ الفريد في جامعة مسماة بعربية ليقول لساسة العرب والعالم ما بالكم؟ “لا زالت فلسطين القضية العادلة هي جوهر إنساني لا يجوز التراخي في الدفاع عنه”.

نعم إنه ميشال عون، المسيحي الأكثر عروبة في جامعة الدول العربية، يؤكد أمام مجلس وزرائه أنه “سيحمل القضية الفلسطينية إلى المحافل الإقليمية والدولية لأنه لا يجوز أن تغيب هذه القضية عن اهتماماتنا” مضيفا خلال ترؤسه لمجلس الوزراء أنه سينقل رسالة فلسطين في زياراته إلى الخارج ومنها زيارته المنتظرة إلى الفاتيكان ومن ثم إلى القمة العربية في الأردن.

هذا الموقف ليس يتيما لعون، إنه خلاصة نهجه المقاوم، فقد أكد مرارا وتكرار أمام كل ضيوفه من ساسة العالم أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى حية حتى الوصول لحل شامل وعادل لها. هذا ما أسمعه لأحمد أبو الغيط عند لقائه به، وكأنه يريد فتح آذان العرب الذين صموا آذانهم عن سماع اسم فلسطين ليتلهوا في عواصف من الحزم والإجرام في اليمن وسوريا وغيرها من بلادنا العربية.

نعم إنه نهج فخامة الرئيس العربي، فمنذ اليوم الأول لتوليه السلطة وعند لقائه ممثلي البعثات الدبلوماسية في لبنان أواخر كانون الثاني يناير الفائت، كانت فلسطين أهم ما تحدث به. خاطب فخامته سفراء العالم قائلا: “القرار الأول للأمم المتحدة بشأن فلسطين أشعل حربا، فيما القرارات الباقية لم تنفذ، فماذا فعلت المؤسسات الدولية حيال ذلك؟ لماذا لا تأخذ قرارا يلزم إسرائيل بإعادة الأرض المتفق عليها للفلسطينيين والاعتراف بهويتهم؟ لماذا لا يزالالإسرائيليون يسلبون أرض الفلسطينيين حتى اليوم؟ لماذا يهدمون منازلهم ويحرقون بساتينهمو يستملكون أرضهم؟”

أسئلة وضعها الرئيس عون في رسم قادة العالم، وكلام سيبقى في سجل التاريخ لشخصية حملت الهم الفلسطيني وكانت صادقة في الدفاع عن القضية. طبعا هذه الأسئلة لم تأتي ليحصل عون على إجابات لها. بجرأة يمكن لي القول أن الرئيس عون قالها ليلقي الحجة على العالم وليقول لهم نحن لهذه الأسباب نقف مع المقاومة وسلاحها ونرفض أي تآمر عليها.

وحول المقاومة وسلاحها، قد يكون ما صرح به الرئيس عون لقناة CBC المصرية بمناسبة مرور 100 يوم على تسلمه مقاليد الحكم وقبيل زيارته إلى القاهرة في حينها خير ما يعبر عن موقف الأخير الراسخ اتجاه المقاومة وسلاحها. حيث أكد أنه طالما هناك أرض محتلة وتهديد إسرائيلي وطالما أن الجيش اللبناني ليس مجهزا بشكل كاف لمواجهة هذه التهديدات فإن ضرورة وجود المقاومة وسلاحها مبرم، معتبرا أن المقاومة والجيش يكملان بعضهما البعض. وسلاحها لا يناقض مشروع الدولة، والبرهان أنه لا وجود للمقاومة في حياتنا الداخلية.

وفي كلمة تؤكد عمق الإدراك لروح المقاومة وبيئتها خاطب المذيعة “ولو تعرفي من هو حزب الله، هو سكان الجنوب اللبناني.. هو سكان الأرض يدافعون عن أنفسهم عندما تجتاحهم إسرائيل أو عندما تهددهم” فكيف لنا أن نطالب ذلك الشعب بتسليم سلاحه ولا طاقة لنا بحمايتهم وبحماية لبنان.

لم يكتفي الرئيس عون عند هذا الأمر في الدفاع عن مشروع المقاومة وسلاحها، بل وذهب إلى أبعد من ذلك إلى خارج الحدود، إلى سوريا التي تدور فيها حرب كونية، حيث دافع عن خيار دخول المقاومة إلى سوريا وقتالها هناك إلى جانب النظام، معتبرا أن الأمر دفاع عن لبنان ضد التنظيمات الإرهابية الموجودة في بعض مناطقه. رافضا تسمية الصراع في سوريا بأنه صراع إقليمي متسائلا هل قتال داعش والنصرة صراع إقليمي؟

نعم إنه ميشال عون فلسطيني الهوى، العسكري الفذ والعربي المقاوم لم يفتأ أن تسلم زمام الرئاسة اللبنانية حتى اشتد عزمه في الدفاع عن القضية والمقاومة. في وقت حاول الكثير من شراء الضمائر تغيير هذا النهج عبسا. لم يخف يوما من التعبير عن حقيقة مواقفه اتجاه فلسطين والمقاومة، ولم يتخذ موقفا محايدا من الصراع إن في سوريا أو فلسطين على نسق بعض الساسة اللبنانيين، بل أصر وأكد أن لبنان ليس بمعزل عما يدور حوله ولا بد من اتخاذ الموقف الجريء الذي تقتضيه المرحلة. فألف تحية وسلام لذلك العربي المقاوم الحر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق