باحث لبناني: خشية صهيونية من الثُلاثية الذهبية “جيش شعب ومقاومة” في مواجهة أي عدوان
لبنان ـ سياسة ـ الرأي ـ
اعتبر الباحث والكاتب السّياسيّ اللبّنانيّ حسن شقير أنّه لا يمكن التفاؤل لدرجة القول بأن لبنان دخل في عهد الرئيس عون مرحلة جديدة لا تشبه ما قبلها، وذلك ليس من باب التشاؤم إنما من باب النظر الى الأمور بواقعية.
وأضاف شقير أنّ هذا التحول لا يمكن أن يحدث عامودياً بين ليلةٍ وضُحاها، وذلك لأسبابٍ بُنيوية في الأطياف السّياسية والطائفية اللبّنانية، ولأسباب خارجية ترتبط بها هذه الأطياف بشكلٍ أو بآخر.
وأردف أنّ هناك اليوم محاولة متجدّدة لدى بعض الساسة في لبنان، بأن يجعلوا من هذا العهد الجديد، محطّة للانطلاق لبداية الخلاص من النظام الانتخابي البالي في لبنان منذ أكثر من ستين عاماً، كونه مفتاح تشكيل السُلطات السّياسية في لبنان، والبحث يجري اليوم على تطعيم تلك الطبقة السّياسية المنبثقة عنه بمكوّنات سياسية تجدّد الحياة السياسية في لبنان وتخرجه قليلاً من الدائرة الطائفية المقيتة.
وفي معرض سؤالٍ حول قلق الكيان الصهيوني من توحّد الجيش والمقاومة في صدّ أي مواجهة محتملة قال: بالتأكيد الكيان الصهيوني سيتخوّف ممّا نسمّيه نحن في لبنان من الثُلاثية الذهبية لمواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني على لبنان، والتي تتكوّن من الجيش والشعب والمقاومة، وينبع التخوّف الصهيوني من كلام الرئيس عون كونه يمثّل القائد الأعلى للقوّات المسلّحة، وكونه يمثّل أعلى سُلطة سياسية في البلد، فهو حامي الدستور، وكونه تحدّث ليس من باب التحالف مع المقاومة قبل تسلّمه لمنصبه، إنما من باب التكامل في الرؤية الاستراتيجية للمقاومة في كيفية حماية لبنان.
وتابع أنّ هذه قضية حسّاسة جداً تُضفي على المقاومة وعملها التحريري والدفاعي شرعية رسمية وشعبية عابرة للطوائف، ومن هنا كان تخوّف “ليبرمان” في زيارته لأمريكا ممّا تُسمّيه أمريكا ببرنامج الدّعم الأمريكي للجيش اللبناني في ظل عقيدته الحالية، وهنا لا بد من التنبّه أنّ وزير الدفاع الأمريكي الحالي “ماتيس” صاحب نظرية تقوية الجيش اللبناني لمواجهة ما سمّاه حينها بنفوذ سوريا في لبنان وقوّة حزب الله أيضاً وهذا كان في العام 2010، عندما قدّم شهادته أمام الكونغرس كقائد للعمليات الأمريكية الوسطى في حينه.
وحول التعيينات الجديدة التي قام بها مجلس الوزراء اللبّناني ودلالاتها أجاب شقير: أنّ مسألة التعيينات باعتقاده، مهمّة لناحيتيَن، من جهة تحصّن البلد ضدّ منطق الفراغ، وهذا مهمّ جداً للاستقرار، ومن ناحية ربما تشكّل من خلال كفاءات بعض من تمّ تعيينهم بدايات للحدِّ من توغّل الفساد في الدولة، وهذه انطلاقة نأمل أن تستمرّ نحو الأفضل.
وحول الوضع السّوري رأى شقير أنّ اجتماع رؤساء الأركان، يندرج ضمن التفاهمات الميدانية التي تُعنَى بعملية وراثة الإرهاب الداعشي أولاً، كون هذا الأمر قد فرضه تحالف روسيا وإيران مع سوريا والمقاومة منذ اتخاذ القرار المبرم لديهم بضرورة القضاء على الإرهاب في سوريا، وعليه دخلت تركيا وأمريكا مُرغميَن في زمن الوراثة والاستلحاق.
ولفت إلى أنّ مؤتمر أستانة فهو ضربة روسية إيرانية موفّقة لاصطياد ثلاثة عصافير بحجرٍ واحد بحسب اعتقاده، أولها فرض على تركيا فصل جماعاتها المسلّحة عن النصرة التي كانت تستثمر بها، وستفرض عليها لاحقاً اتخاذ خطوات بشان الحدود، وثانيها لابد من استكمال مرحلة الفصل إلى مرحلة سلخ الجغرافيا من إرهابيّ فتح الشام ومن تحالف معهم في محافظة إدلب، ولابد أن تتوجّه البنادق لوجهة الإرهاب، أمّا العصفور الثالث والأهم هو ضرب مشروع المناطق الآمنة ووأده قبل إطلاقه ( وهناك تفصيل مهم حول ذلك في مقالتي بعنوان أستانة تئد المناطق الامنة .. فكيف ذلك؟.
وختم شقير أنّ القرار المُبرَم فيما خص القضاء على داعش اتخذه محور الممانعة بالاتفاق مع روسيا من لحظة توقيع إيران للاتفاق النووي في 14يوليو/ تموز 2015 إلى تاريخ التدخّل الروسي المباشر في سوريا بالتكافل والتضامن مع أطراف محور المقاومة في 30 سبتمبر/ أيلول من نفس العام.انتهى