التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, سبتمبر 29, 2024

الدقامسة خارج قضبان السجن بعد قتله 7 اسرائيليات…كيان الاحتلال غاضب 

أطلقت السلطات الأردنية سراح الجندي السابق أحمد الدقامسة، بعد قضائه 20 عاماً خلف قضبان السجن، على خلفية قيامه بعملية الباقورة الشهيرة، ليتحول على اثرها ” أسد الأغوار” كما يسميه أبناء شعبه، إلى رمز وطني وبطل قومي لدى أغلبية الأردنيين والملايين من العرب.

تعود عملية الباقورة إلى العام 1997 وتحديداً في 13 مارس/آذار، حيث أطلق الدقامسة النار على فتيات اسرائيليات اخترقن الحدود الأردنية، فقتل سبعاً منهن وجرح أخريات، وخلال جلسة محاكمته قال الدقامسة أن الفتيات استهزأن به بطريقة استفزازية كما أطلقن النكات تجاهه أثناء صلاته.

وبعد قضائه محكوميته بالسجون الأردنية، أفرجت السلطات عنه ليل الأحد الماضي، ليصبح حراً طليقاً بين أفراد عائلته ومحبيه، حيث استقبله الآلاف من المهنئين الذين تدفقوا إلى قريته ابدر في محافظة اربد للاحتفال والتضامن مع هذا البطل المغوار، وسط قرع الطبول وترديد الأغاني والاهازيج الشعبية، وبعد ساعات من الانتظار أطل الدقامسة على محبيه ببزته السوداء وكأنه عريس يحتفل بليلة عرسه.

وقال المتحدث باسم العائلة، اللواء المتقاعد محمد يحيى الدقامسة إن “الجندي الدقامسة أنهى عقوبته ولا جرم عليه، ليصبح مواطنا أردنيا حرا، له ما له وعليه ما عليه من حقوق، بما فيها الحماية الشخصية “.

من جانبه قال باسم الدقامسة، وهو شقيق أحمد الدقامسة : “فرحتي وفرحة كل واحد من أفراد العشيرة لا توصف في هذا اليوم”. وتابع بالقول: “المنزل يغص بالمهنئين، وأحمد بصحة جيدة، يرتدي بزة سوداء وسط افراد عشيرته واهله وعائلته ووالدته التي تبلغ 78 عاما”.

وفي تصريح له قال أحمد الدقامسة: “بالنسبة الى الامور الداخلية، أنا ضد أي زعزعة للاستقرار في البلد. أما موقفي من الصهاينة، فكلكم تعرفونه، وأنا عملته قبل 20 عاما”.

من جهتها نشرت صحيفة “اسرائيل اليوم”، في الأمس مقالاً هاجمت من خلاله الدقامسه، وأعلنت امتعاضها من الافراج عنه، وتصويره من قبل وسائل الإعلام العربية كأيقونة قومية للاردنيين الذين يعارضون التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.

وتطرقت الصحيفة للحوار الذي أجراه الدقامسه فور إنهاء محكوميته بالسجن المؤبد، كتبت “اسرائيل اليوم”، حسب اقواله”أي الدقامسة” لا يجب السماح بوجود اسرائيل، ولا يجب التطبيع معها أو تقسيم الاراضي الفلسطينية الى دولتين. وقد فسر دقامسة فعله هذا وقال “اليهود في اسرائيل ليسوا سوى قمامة بشرية تم طردها من قبل الأمم الى ارض المسجد الاقصى، ونحن سنقوم بطردهم بواسطة الحرب أو نقوم بدفنهم”.

وبالعودة إلى تفاصيل عملية الناقورة، والحديث عن تداعيتها، فبعد تنفيذ العملية اعتقل الدقامسة على الفور وتمت محاكمته عسكريا، وحكم عليه بالسجن المؤبد.

في ذلك الوقت كان العاهل الأردني الملك حسين يقوم بزيارة لأوربا مما اضطره إلى قطع الزيارة والعودة إلى الأردن، ليذهب بعدها على الفور إلى الكيان الاسرائيلي لتقديم اعتذار رسمي إلى حكومته، وتقديم التعازي لأهالي وذوي الفتيات، كما دفع تعويضات لأهالي الضحايا، في سعي منه لتجنب الانتقام الاسرائيلي، وخاصة أن الحادثة جاءت بعد ثلاث سنوات من توقيع معاهدة وادي عربة والتي تنص على تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال.

اعتقال الدقامسة حرك الرأي العام الأردني بشكل خاص والعربي بشكل عام ، حيث طالب الشعب الأردني على مدى عشرين عاماً بإطلاق سراح الدقامسة، واعتباره بطلاً قومياً ووطنياً إلا أن هذه المطالب كانت تواجه بالرفض من قبل الحكومات الأردنية المتعاقبة.

ليأتي فيما بعد وزير عدل أردني يمتلك من الشجاعة والجرأة ما لايمتلكه أحد، ويحمل على عاتقه قضية السجين الدقامسة ويعتبرها قضيته، وزير العدل حسين مجلي قال في اعتصام تضامني “قضية الدقامسة قضيتي، وانا ما زلت مدافعا عنه، وهي في مقدمة اولوياتي منذ استلامي وزارة العدل”.

وفي ذلك الحين تنصلت الحكومة الأردنية من تصريحات مجلي، وقال المتحدث باسم الخارجية محمد الكايد آنذاك أن “التصريحات التي أدلى بها وزير العدل المحامي حسين مجلي حول قضية أحمد الدقامسة لا تعبر عن الموقف الرسمي للحكومة الأردنية على الإطلاق”.

وفي 12مارس/ آذار 2014 طالب مجلس النواب بالإفراج عن الدقامسة، ردا على اغتيال الكيان الإسرائيلي القاضي رائد زعيتر يوم 10 مارس/آذار 2014 عند المعبر الحدودي، وأثارت هذه العملية غضب الشعب الذي طالب حكومته بمعاملة كيان الاحتلال بالمثل والإفراج عن الدقامسة.

وأثار خبر الإفراج عن أحمد الدقامسة جدلاً كبيراً في وسائل الإعلام الإسرائيلة، حيث انتقدت إطلاق سراحه، ونقل موقع صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية الالكتروني، عن أهالي الفتيات الإسرائيليات اللواتي قتلهن الدقامسة، وصفهم الإفراج عنه بالمخيب للآمال.

وشاركت القناة العاشرة الاسرائيلية، الإذاعة العامة في وصف الدقامسة بـ”الإرهابي”.

وقالت انه استقبل كالأبطال، وبالاحتفالات داخل مسقط رأسه شمال الأردن، على الرغم من طلب السلطات الاردنية عدم عقد احتفالات بالإفراج عنه.

وفي السياق ذكر موقع “جيروزاليم بوست” تصريحات سابقة للدقامسة، قال فيها أنه غير نادم على فعلته.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق