التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

خبير لبناني: ما خسرته السعودية بحروبها لن تفلح بتحقيقه بالزيارات الودّية 

وكالات – سياسة – الرأي –
اعتبر الخبير اللبّناني في الشؤون السعودية علي مراد أنّ كل ما حصل في سوريا منذ ربيع عام 2011 ما كان ليحصل لولا الاحتضان والدّعم الذي قدّمته سوريا للمقاومة.

وأضاف مراد في حوار خاص لوكالة أنباء فارس في بيروت ولأن دمشق رفضت كل العروض التي حاولت واشنطن تقديمها لها للتخلّي عن المقاومة (إن كان في لبنان أو فلسطين) شُنّ العدوان الدّولي على سوريا على مدى 6 سنوات وما يزال مستمرّا، مشيراً إلى أنّه وبكل ثقة أنّ سوريا وبموقعها في قلب محور المقاومة وثباتها على موقفها، هو الذي دقع دول العدوان لاستهدافها.
وتابع ولأنّ الهجوم على سوريا هو عملياً هجوم على محور المقاومة كله، كان موقف حلفاء دمشق كما رأيناه، فلو لا قدّر الله نجحت واشنطن ومن معها في حربها على سوريا لما وقف الحد عند سوريا وكنا سنرى حرباً على المقاومة في لبنان وحتى الجمهورية الإسلامية في إيران.
وأردف مراد أنّه ولذلك من المنطقي أن تكون المعركة في سوريا بالنسبة لحلفائها معركة وجود وهذا ما أثبتوه على مدى ستّ سنوات من المعارك إلى جانب الجيش العربي السوري في التصدّي لمشروع الاستكبار العالمي ودول الرجعية والإرهاب.
معتبراً أنّ هذه الحرب لا شك راكمت خبرات كبيرة لدى المقاومة وإن كان من يتربّص شرّاً بمحور المقاومة قد وضع خططاً معيّنة عام 2011 لسيناريو الانقضاض على سوريا أولاً ثم حلفائها واستهدافهم واحداً تلوَ الآخر فيما بعد، فهو حُكماً اليوم أعاد حساباته وخططه كلها وهو يقيناً اكتشف أنّه أخطأ تقدير حجم القوة التي يتمتّع بها حلفاء سوريا وعلى رأسهم رأس حربة المحور وهي المقاومة في لبنان.
وحول التصريحات التي أحدثت موجة سُخط في لبنان حول المخيمات الفلسطينية قال مراد: أنّه علينا أن نتوقّف عند تصريح الرئيس عون قبل حوالي أسبوعين عندما صرّح عن رفضه التخلّي عن القضية الفلسطينية وحملها معه في المحافل الدولية أينما ذهب، مشيراً بحسب اعتقاده أنّ هذا الموقف الذي لاقى ترحيباً كبيراً لدى القسم الأكبر من اللبّنانيين، على ما يبدو أزعج أطرافاً في الخارج وفي الداخل لأنهم يعتاشون على الفتنة ومن مصلحتهم إذكاء هذه الفتنة كل فترة لتحصيل مكاسب طائفية ومذهبية وسياسية
وأردف أنّ هناك دول في الإقليم تستفيد من خطاب شيطنة الفلسطينيين والتوجّه إليهم إعلامياً بلهجة التعميم، نعم هناك حالات في بعض المخيمات وهي عملياً طارئة على أصالة ومقاومة الشعب الفلسطيني ولكنها تبقى حالات صغيرة ولا يمكن مقارنتها بحجم تضحيات ونضال الفلسطينيين في مخيمات لبنان، والتاريخ الحافل بالشهداء الفلسطينيين الذين امتزجت دماؤهم مع إخوانهم الشهداء اللبنانيين لن تفلح كل المحاولات المغرضة في شطبه من ذاكرة مقاومة ونضال الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد الصهاينة.
وحول إحياء العلاقات الإيرانية الخليجية من خلال الزيارات الأخيرة قال: أنّ ما نعرفه بعد مضي 38 عاماً من عمر الثورة الإسلامية في إيران أن السياسة الإيرانية ثابتة فيما يتعلّق بالعداء للكيان الصهيوني ومقارعة المشروع الأمريكي في المنطقة وأيضاً العلاقة الراسخة مع الحلفاء وعلى رأسهم سوريا والمقاومة الإسلامية في لبنان والعراق وفلسطين، بغضّ النظر من يحكم في طهران (محافظاً كان أو إصلاحياً)، لافتاً أنّه وبكل وضوح يقول أن ما فشلت دول الخليج (الفارسي) وعلى رأسهم السعودية في إنجازه ضمن المشروع الأمريكي في المنطقة عبر الحرب الخشنة المباشرة وغير المباشرة، حكماً لن تفلح في إنجازه عبر الزيارات “الودية” والتي تبدو في ظاهرها تصالحية تجاه كل من بغداد وبيروت.
وأردف أنّه وبعد شهرين سيكون هناك إما ولاية ثانية للرئيس روحاني أو رئيس جديد في طهران، وأن الرئيس الإصلاحي ولا المحافظ بحسب اعتقاده سوف لن يتخلّى عن ثوابت طهران تجاه الحلفاء في المنطقة على حساب عودة علاقات دبلوماسية مع الرياض وباقي دول الخليج (الفارسي)، لأن الخاسر جرّاء قطع العلاقات هو الطرف الآخر وليس طهران و14 شهراً كانت كافية لتظهر لنا حجم خسائر السعودية عسكرياً في اليمن، اقتصادياً عبر الحرب النفطية وأخلاقياً على المستوى الدولي.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق