الفصائل المسلحة تناور لعدم تسليم اجتماع أستانا خرائط لأماكن تواجدها في سوريا
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
بين السفير والوزير السوري السابق مهدي دخل الله أن سبب تأخر وفد الفصائل المسلحة عن الحضور إلى أستانة هو مناورة تهدف إلى التهرب من تسليم ما هو مفروض عليها في هذا الاجتماع، حيث يجب أن تسلم الفصائل المسلحة خرائط لأماكن تواجدها للفصل بين مواقعها ومواقع النصرة التي سيتم ضربها خلال حملة مكافحة الإرهاب المتفق عليها دولياً بإعتبار أن النصرة مصنفة دولياً على لائحة الإرهاب.
وأضاف دخل الله أن الإلحاح الروسي السوري الإيراني القوي لتسليم الفصائل المسلحة لهذه الخرائط يضع الإرهاب في سوريا أمام لحظة الحقيقة الصعبة، لافتاً إلى أن الفصائل المسلحة متداخلة مع النصرة جغرافياً وأيدولوجياً ولا يمكنها الانفصال عنها لأن هذا الانفصال سيعرض النصرة للخطر وسيؤدي إلى حروب بينها وبين الفصائل التي ستعتبرها غدرت بها وستنتقم النصرة من كل من ينفصل عنها كما حصل بعد أستانة السابق.
كما أشار دخل الله إلى أنه وفي إجتماع أستانة السابق حاولت تلك الفصائل تعطيل الاجتماع من خلال تأخرها عن الحضور حتى أجبروا عليه من خلال الضغط الروسي على تركيا الضامنة لهم، مبيناً أن التطورات الميدانية التي تحسب لصالح الجيش السوري وتسارع عجلة المصالحات التي بينت أن شعبية هذه الفصائل ليست سوى كذبة تضعهم في موضع الضعف في الحجة لمطالبهم والعجز عن فرض أي شيء على طاولة الحوار.
وأوضح دخل الله أن الدور الإيراني الحاضر في أستانة يزعج الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما يدفع الأخيرة للتنسيق مع روسيا التي تضغط بشكل معاكس على واشنطن لتخفيف حدة التوتر بين واشنطن وطهران وذلك بالتنسيق بين موسكو وطهران اللتين أعلنتا بأن التعاون السياسي والعسكري بينهما مستمر.
ولفت دخل الله إلى أن إعلان ترامب والولايات المتحدة الأمريكية أنها ستشارك روسيا في محاربة الإرهاب في سوريا هو أمر إيجابي إذا تم تنفيذه بجدية، والجدية تفرض ضرب كل من داعش والنصرة، موضحاً أن اجتماع روسيا وأمريكا وتركيا في أنطاليا منذ أيام ومحاولات تنسيق القضايا العملياتية والميدانية، يساهم في منع المواجهة بين الروسي والأمريكي، وذلك لأن المواجهة خطر على الجميع، وقال: “هناك ثقة متبادلة وتنسيق كامل بين واشنطن وموسكو، فكل ما تقوم به موسكو حول سوريا هو بالتنسيق مع دمشق لذلك فإن دمشق موجودة في هذا الحوار الروسي الأمريكي ولو بشكل غير مباشر”.
وختم دخل الله قائلاً: “نحن الآن في سوريا لسنا على أبوب النصر، الحرب مستمرة لكن الوضع أقل سوءاً وعملية القضاء على الإرهاب تتقدم إلى الأمام وحين إتمامها نكون قد اتنصرنا.
انتهى