التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

واشنطن وحلم غزو العراق عبر إغراءات الإعمار: القصة الكاملة للغزل الأمريكي! 

تُغازل واشنطن بغداد، وذلك لأسبابٍ سياسية وإقتصادية. ولان العراق يُعتبر بوابة المنطقة، التي خرج منها الأمريكيون مهزوميين منذ سنوات، بعد فشلهم في إدارة أسباب ونتائج الحرب على العراق، تعود واشنطن لتحريك ملف الحلم الأمريكي بعراقٍ تحت جناحها، عبر إغراءات إقتصادية مقابل إعلانٍ صريحٍ بأن الثمن هو النفط. مما يعني العودة لنفس أهداف مشروع الحرب القديم، عبر مشروعٍ جديد تحت مسميات مختلفة. فماذا في الغزل الأمريكي تجاه العراق وكيف بدأ؟ وما هي أهم بنود المشروع الأمريكي “الإعمار مقابل النفط” الذي طرحه ترامب؟ ولماذا تسعى واشنطن حقيقةً؟

الغزل الأمريكي لبغداد: ما هي البوادر التي سبقت التوجه الأمريكي الجديد تجاه العراق؟

أولاً: لم تكن الزيارات الأخيرة لبعض المسؤوليين العرب والأوربيين للعراق، بعيدة عن التوصية الأمريكية والتي هدفت لإيصال رسالة واضحة الى العراق أنه تحت العين الأمريكية ويجب تحقيق استقراره الإقتصادي والسياسي والأمني. وهو ما عبَّر عنه أحد حاملي الرسالة الأمريكية وزير خارجية السعودية عادل الجبير والذي اعتبر أن العلاقة مع العراق مهمة!

ثانياً: تكامل الغزل الأمريكي للعراق، من خلال قيام الرئيس الأمريكي وإدارته بحذف العراق من ضمن القائمة الواردة في الأمر التنفيذي للدول التي على مواطنيها حظر الدخول الى الأراضي الأمريكية، وذلك تحت حجج تتعلق بأن الحكومة العراقية فرضت إجراءات فحص جديدة مثل زيادة الرقابة على تأشيرات السفر وتبادل البيانات وتعاونت مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب.

ماذا يتضمن المشروع الأمريكي؟

“إعادة اعمار العراق مقابل النفط” هو المشروع الأمريكي الذي يسعى له ترامب. ولو أن المشروع ما يزال في إطاره النظري، لكنه لم يأت من عدم، ودون وجود إرادة سياسية جدية لدى أصحاب الرأي في البيت الأبيض والإدراة الأمريكية الجديدة. وهنا نُشير لما يتضمنه المشروع فيما يلي:

أولاً: تتضمن فقرات المشروع، أن يتم إعادة إعمار وبناء العراق وخصوصاً تلك المناطق التي تم تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، على قاعدة “النفط مقابل الإعمار” وبأسعار يتم الإتفاق عليها بين الحكومتيين العراقية والأمريكية.

ثانياً: من الناحية العملية ينص المشروع على دخول الشركات الأمريكية الى العراق للبدء بعملية الإعمار ويلحق ذلك قيامها بتوزيع الأعمال على شركات عربية وعراقية. مع إمكانية السماح للدول التي شاركت في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي للإستفادة من عملية الإعمار عبر منحها مشاريع كبيرة تحددها الإتفاقية بين واشنطن وتلك الدول مع العراق كشريك.

الأهداف الأمريكية الحقيقية

عدة أهداف يمكن لحاظها من خلال سلوك الطرف الأمريكي وتاريخه نُشير لها في التالي:

أولاً: أعلنت مصادر قريبة من الرئيس الأمريكي لوسائل الإعلام أن المشروع يسعى لإعادة مجد الشرق الأوسط بحيث لا يكون ذلك على حساب العلاقات الجيدة الأمريكية مع كل من الإمارات والسعودية. كونهم حلفاء استراتيجيين بحسب التعبير الأمريكي.

ثانياً: إن مشروع ترامب الذي يدعي انقاذ العراق، عبر خلق عراق إقتصادي من جديد، ينطوي على أطماع أمريكية واضحة رغم الإغراءات الموجود فيه والتي يجب أن ينتبه لها الطرف العراقي.

ثالثاً: تسعى واشنطن لإظهار حسن النية عبر استغلال نقاط الضعف التي يعاني منها الجانب العراقي. وهو ما يعني عملياً استغلال مقدرات الشعب العراقي من بوابة نفطه تحقيقاً لمآرب سياسية وأمنية وعسكرية باتت واضحة في الأسلوب الأمريكي.

رابعاً: يحمل المشروع الأمريكي جدية واضحة لدى واشنطن لشرعنة دخولها الى العراق من جديد. وهو ما سيُساهم في تأمين الشرعية للعديد من شركاتها الأمنية التي لم تحصل على إذن دخول من الجانب العراقي. مما يعني استتارها خلف مُبررات إقتصادية وتحقيق مآربها التخريبية.

خامساً: يهدف المشروع لإنعاش الإقتصاد الأمريكي عبر إنعاش عمل شركاته في الخارج، وذلك على حساب الشعوب العربية لا سيما الشعب العراقي. فيما يكون التعاون الإقتصادي بين الطرفين العراقي والأمريكي هو البداية.

سادساً: على الصعيد السياسي تسعى أمريكا لإبراز نفسها كطرف حريص على مستقبل الشعب العراقي ومصالحه. وهو ما تحاول تطبيقه من خلال فرضها مشاريع تُساهم في التأثير بلقمة عيش الشعب العراقي في محاولة لإخضاعه وإذلاله.

إذن، تحت عهدة أميركا، يريد ترامب وضع العراق. العراق الذي أثبت أنه أقوى من المؤمرات التي حاكتها سنوات التخطيط الإستراتيجي الأمريكي دون نتيجة. فيما يجب اليوم توجيه رسالة محبة وصدق الى الشعب العراقي الذي أسهم في إبتكار نموذجٍ من المقاومة القادرة على تخطي كل التحديات والتي كان في مقدمتها الإرهاب. لنقول له، أن الغزل الأمريكي ليس بعيداً عن مسار سياسة الخداع الأمريكية التي تقوم على البراغماتية الجذابة. فيما القصة الكاملة والحقيقية خلف هذا الغزل، تكمن في وجود حُلمٍ قديم لدى واشنطن ما يزال يؤرقها. وهو حلم غزو العراق والذي وجدت من بوابة إغراءات الإعمار منفذاً له. هذه هي القصة الكاملة للغزل الأمريكي!
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق