التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

“حريّت” التركية: هل تتمكن روسيا من تجاهل إيران في سوريا؟ 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة من قبل المحللين والمراقبين بشأن تغيير روسيا لمواقفها تجاه سياسة إيران حيال الأزمة السورية، خصوصاً بعد زيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إلى موسكو ولقائه بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قبل نحو أسبوعين والذي تناول موضوع خروج القوات الإيرانية من سوريا.

في هذا السياق نشرت صحيفة “حريّت” التركية مقالاً تحت عنوان “هل يفكر بوتين ببيع إيران في سوريا؟” جاء فيه:

قامت الطائرات الإسرائيلية مؤخراً بشن غارات جوية داخل العمق السوري بذريعة الحؤول دون وصول أسلحة إلى حزب الله، وقد تصدت منظومة الدفاع الجوي السوري لهذه الطائرات، في مواجهة هي الأخطر منذ بداية الأزمة السورية قبل ستة أعوام وحتى الآن.

وجاءت هذه الغارات الإسرائيلية بعد أيام قليلة من زيارة نتنياهو إلى موسكو حيث أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية للرئيس الروسي عن خشيته من تواجد القوات الإيرانية في سوريا.

ومنذ مدة يبدي القادة الإسرائيليون قلقهم من إمكانية بروز جبهة جديدة مضادة لـ “إسرائيل” من قبل إيران في المناطق المحاذية لارتفاعات الجولان في الجنوب السوري والتي احتلتها تل أبيب عام 1967.

ومنذ اندلاع الأزمة السورية في مطلع عام 2011 شنّت “إسرائيل” هجمات متعددة على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة وعمدت إلى قطع خطوط الإمداد الإيرانية لقوات حزب الله في الجنوب السوري لمنع وصول السلاح والذخيرة إلى هذه القوات خصوصاً القريبة من منطقة الجولان المحتلة.

ويعتقد المراقبون بأن هدف زيارة نتنياهو إلى موسكو يتلخص في أمرين:

الأول: منع إيران من إنشاء قاعدة عسكرية في ميناء “اللاذقية” السوري على البحر المتوسط، حسب زعم نتنياهو.

الثاني: بحث موضوع تشكيل قوة خاصة تابعة لحزب الله تحت اسم “لواء تحرير الجولان”.

وهذان الأمران تعتبرهما “إسرائيل” بمثابة خطوط حمراء وتسعى لمواجهتها بشتى السبل.

ويعتقد المحللون بأن زيارة نتنياهو كان تهدف بالدرجة الأولى إلى إقناع بوتين والكرملين بالابتعاد عن إيران في إطار خطة استراتيجية لحفظ أمن الكيان الإسرائيلي.

والسؤال المهم المطروح في هذا المجال هو: إلى أي مدى تتمكن روسيا من تلبية رغبات كيان الاحتلال فيما يتعلق بالأزمة السورية؟

للإجابة عن هذا التساؤل ينبغي الإشارة إلى ما يلي:

– هناك علاقات حميمة بين تل أبيب وموسكو تهدف إلى حفظ المصالح الاستراتيجية للجانبين فيما يتعلق بالأزمة السورية، ولهذا عمد الجانبان إلى عقد اتفاقيات من شأنها تجنيب الطرفين أي صدام عسكري في الأجواء والأراضي السورية. أي بمعنى آخر تقوم روسيا بغض الطرف عن أي اعتداء عسكري إسرائيلي ضد قوات حزب الله في سوريا.

– تواجه روسيا صعوبات في إمكانية إقناع القيادة السورية بالتخلي عن الدعم الإيراني، وهو ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” بالقول بأن هذا الأمر متعلق بالقيادة السورية وحدها ولا دخل لروسيا في هذا المجال على الإطلاق.

– أثبتت وقائع مفاوضات “آستانة” في دورتها الثالثة الأسبوع الماضي مدى أهمية إيران لضمان تنفيذ أي اتفاق بشأن الأزمة السورية مع روسيا وتركيا.

من هذا المنطلق يمكن التأكيد بأن روسيا لا يمكنها أن تتجاهل أو تتخلى عن الدور الإيراني الإيجابي في سوريا رغم تجنبها الصدام المباشر مع إسرائيل.

وتؤكد التجارب السابقة بأن إيران وروسيا وعلى الرغم من التنافس التاريخي فيما بينهما تمكنا من عقد تحالف استراتيجي لمواجهة الجماعات الإرهابية في سوريا ومنع أمريكا وحلفائها الغربيين من تنفيذ مخططهم الرامي إلى تقسيم المنطقة في إطار ما يسمى مشروع “الشرق الأوسط الكبير أو الجديد”.

كما ينبغي الإشارة إلى أن إيران والرئيس السوري بشار الأسد هما من طلبا مباشرة من روسيا المشاركة في ضرب مواقع ومقرات الجماعات الإرهابية في سوريا، وهذا يعني بكل تأكيد بأن موسكو لا يمكن أن تنسى هذه المواقف التي تعبر عن مدى احترام طهران ودمشق لقدرات موسكو وتأثيرها الإيجابي في حفظ موازين القوى لصالح محور المقاومة في عموم المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق