هل تدعم أمريكا الشعب البحريني أم تساهم في قمعه؟!
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية قبل بضعة أيام أمراً تنفيذياً يقضي بوضع اثنين من الناشطين السياسيين البحرينيين هما ” أحمد حسن يوسف” و”مرتضى مجيد رمضان علوي” واللذين يقيمان في الجمهورية الإسلامية في إيران على اللائحة السوداء، الأمر الذي أثار حفيظة الشعب البحريني واعتبروه خطوة جديدة من قبل واشنطن لدعم سياسة آل خليفة في قمع المعارضين البحرينيين.
وأعلنت واشنطن أن الهدف من ذلك هو مساندة الإدارة الأمريكية لجهود المنامة في محاربة الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة الأمن وإثارة الخوف بين الناس. وفي هذا الصدد أشارت أمريكا إلى مساهمة إيران في تطور الأحداث داخل البحرين على مدى 6 سنوات، مع تكرار الاتهامات السابقة بأن طهران تشكل تهديداً للتعاون بين واشنطن والمنامة.
التدخل الإيراني
لم تتدخل الجمهورية الإسلامية في إيران في الأزمة البحرينية بإستثاء مطالبتها للسلطات البحرينية بوضع حد للقمع الذي تمارسه على مواطنيها والاستجابة لمطالب الشعب، وهذه المطالب قالتها طهران على الملأ دون أن تخشى من أحد وبالطبع لا يوجد أي دليل على أي تدخل أخر.
وعلى الرغم من عدم استجابة الحكومة البحرينية لمطالب الشعب، فإن احتجاجات شعب البحرين تظهر عدم رغبة المحتجين باتخاذ خطوات جديدة مثل المواجهة المسلحة أو استخدام العنف للوصول إلى أهداف ثورتها في تحقيق إصلاحات حكومية وإدارية، وهذا ما أكد عليه قادة المعارضة على مدى 6 سنوات.
أساليب النظام البحريني
ويسعى آل خليفة من خلال سلطتهم على الإعلام إلى إظهار أن الشعب البحريني يستخدم العنف في مظاهراته بهدف استعطاف الرأي العام العالمي و الدول الكبرى لتضغط بشكل أكبر على المعارضة وتقمعها في محاولة منها لإخماد الثورة، لكن منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات الإنسانية والحقوقية نشرت خلال الفترة القليلة الماضية وثائق فضحت من خلالها ممارسات آل خليفة في قمع المتظاهرين واستخدام أشد أنواع العنف في التعامل معهم من إعدام وتعذيب في السجون واعتقالات عشوائية وصولا إلى السماح للمحاكم العسكرية بمحاكمة المدنيين.
في السياق نفسه وبسبب أن غالبية الشعب البحريني من الشيعة الذين يشكلون حوالي 70 في المئة من سكان البلاد، سارعت دول التعاون الخليجي مع بداية الاحتجاجات في البحرين إلى إظهار إيران على أنها الراعية لهذه الحركات الاحتجاجية. وتعمدت المنامة المبالغة في إظهار دعم إيران للمتظاهرين أداة لتشويه صورة إيران في المنطقة وإعطاء شرعية لسياستها في قمع المتظاهرين.
الأسطول الخامس ودوره في البحرين
إن استقرار الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين، يعطي هذا البلد أهمية خاصة للولايات المتحدة الأمريكية لتطبيق استراتيجيتها في الشرق الأوسط واستخدامها كقاعدة متقدمة لتحقيق أهدافها التوسعية في المنطقة. لذلك تعمل واشنطن على خلق حرب نفسية ودعائية ضد إيران وتقديم صورة للعالم بأن طهران تتدخل بالشؤون الدخلية لغيرها من الدول، لتوفر بذلك الشرعية لآل خليفة في قمع المتظاهرين وبالتالي تأمين دعم واشنطن للسلطات البحرينية ودعمها في ممارساتها ضد الأكثرية البحرينية لتأمين مصالحها الخاصة.
وعلى هذا الأساس أصدرت الخارجية الأمريكية قرارا يقضي بوضع اثنين من مواطني البحرين يسكنان في إيران على القائمة السوداء لكي تبرز دور إيران في الاضطرابات البحرينية من جهة وتظهر نفسها كدولة محاربة للإرهاب في العالم من جهة أخرى. وهنا يأتي دور دول مجلس التعاون الخليجي في استغلال الغطاء الأمريكي لتعميق الخلاف مع طهران وإظهارها على أنها تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال دعم الحركات الشيعية.
الخارجية الإيرانية ترد
رفضت الخارجية الإيرانية الاتهامات الأخيرة التي وجهتها وزارة الخارجية الأمريكية لإيران معتبرة إن اتهام إيران بدعم الإرهاب هو اتهام كاذب وسياسي بامتياز.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في إطار رده على الاتهامات الأخيرة التي وجهتها واشنطن للجمهورية الإسلامية في إيران بالتزامن مع وضع اثنين من الناشطين السياسيين البحرينيين، قال قاسمي” أننا نتوقع من الولايات المتحدة التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان أن لا تقف إلى جانب الأنظمة المستبدة والمنتهكة لحقوق الإنسان وأن لا تسوق اتهامات كاذبة لدول أخرى من أجل تحقيق بعض المصالح الضيقة والآنية.”
وأضاف في تصريحاته: “كما ينبغي أن لا نعجب من الحكومات التي لا تثق بالغالبية العظمى من شعبها وتقوم بقمعها باستمرار أن تعتمد على تحقيق أمنها على القوى الخارجية بدل شعبها”.
وختم قاسمي بالقول إن إيران علي دراية بالأسباب التي دفعت إلي توجيه هذه الإتهامات الواهية لها والتي هي إتهامات سياسية بامتياز مؤكداً إن إيران وبالرغم الدعاية غير الصحيحة التي تمارس ضدها والإتهامات السيئة التي توجه لها إلا إنها ستواصل سياسة التعاون من أجل مكافحة واجتثاث الإرهاب بأي شكل كان وفي أي مكان وخاصة في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
المصدر / الوقت