بعد تعاونه مع النصرة… هل يُصنف فيلق الرحمن على لائحة الإرهاب الدولية؟
وكالات – سياسة – الرأي –
مع انطلاق الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف يشتعل الميدان السوري، في ريف دمشق هناك معارك ضارية على محور جوبر ـ القابون ، بينما أعلنت الميليشيات المسلحة النفير العام في الغوطة، وسط اتهامات من دمشق لنظامي قطر والسعودية بناءً على معلومات بإرسالهما الأموال للحشد من أجل معركة ريف دمشق بالتزامن مع جنيف واقتراب معركة الرقة.
وسائل الإعلام المعادية للمحور السوري ـ الإيراني ـ الروسي شنت حملة مكثفة تواكب معركة جوبر ـ القابون وكأن هناك تنسيقا مسبقا عبر غرفة عمليات بين الميليشيات المسلحة التي تشغل جبهة النصرة الإرهابية الجزء الأكبر منها إلى جانب ميليشيا ما تُسمى بفيلق الرحمن.
وهذا ما يثير علامة استفهام حول التفاف تلك الوسائل كقناتي الجزيرة والرأي إضافةً إلى فيلق الرحمن الذي كان يُزعم بأنه معارضة معتدلة حول جبهة النصرة المصنفة إرهابية، هذا لوحده دليل على وجود ترابط بين النصرة وتلك الجهات الإعلامية من جهة، ومع ميليشيات الغوطة الشرقية من جهة أخرى، وهذا يعيدنا إلى تصريحات سابقة كان قد أطلقها معارضون كمعاذ الخطيب وميشيل كيلو وجورج صبرا عندما رفضوا تصنيف واشنطن للجبهة على أنها إرهابية، وقتها زعم هؤلاء بأن النصرة جزء أساسي مما يُدعون أنها ثورة وأن غالبيتها من السوريين لا الأجانب، هذا أيضاً يعطي إشارة إلى وجود أساس لدى المعارضة السياسية في قبول النصرة والاعتراف بها والتعاون معها على الرغم من تصنيفها إرهابية على لائحة الأمريكيين والروس.
وإلى جانب معركة جوبر ـ القابون، تم فتح معركة ريف حماة، حيث احتلت الجماعات المسلحة عدداً من القرى في الريف الحموي وارتكبت مجازر مروعة بحق أهالي بعضها كقربة المجدل وذلك لأسباب مذهبية بحتة، في وقت حاول فيه المسلحون كسب الرأي العام الأوروبي بعدم التعرض لأهالي بلدة محردة المسيحية.
معركتان في وقت واحد في ريف حماة وعلى محور جوبر ـ القابون، بالتزامن مع جنيف، الذي بات ثابتاً بأنه أتى مع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وفتح المسلحين لتلك الجبهات يعني بأن المعارضة ستعتمد فتح جبهات متعددة في كل مرة بالتوازي مع المشاركة في أية مفاوضات، علماً بأن تلك المعارضة كانت قد وصلت إلى حالة انهيار بسبب تقدم الجيش السوري على عدد من الجبهات خصوصاً في ريف حلب الشرقي وتدمر وسط سوريا.
في ريف حماة استطاع الجيش السوري استعادة عدد من النقاط التي سيطر عليها الإرهابيون، بعد استقدام تعزيزات كبيرة وتكثيف للغطاء الناري الجوي، ما جعل قتلى المسلحين بالجملة، أما عن معركة جوبر والقابون فهي لا تزال مستعرة، وقد استطاع الجيش السوري استعادة جميع النقاط التي خسرها في وقت سابق.
هذه المعركة بحسب مراقبين ستزيد من شهرة ما يُسمى بفيلق الرحمن حتى عندما يخسر المعركة ويتراجع، وسيجعله في حالة منافسة مع ميليشيا جيش الإسلام التي لم تشارك بشكل مباشر حتى الآن في تلك المعركة، وفي ذات الوقت سيجعل من فيلق الرحمن حليفاً وثيقاً لجبهة النصرة الإرهابية.
وهنا يُطرح سؤال هام، هل سيتم تصنيف فيلق الرحمن على لائحة الإرهاب الدولي على اعتبار أن أي فصيل يتحالف ويتعامل مع النصرة هو فصيل إرهابي سيتم استهدافه من قبل الروس والأمريكيين على حد سواء؟. انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق