التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

تأهب إسرائيلي واستنفار فلسطيني بعد اغتيال قائد في “القسام” في غزة 

فلسطين ـ امن ـ الرأي ـ

لم يعرف بعد كيف سترد قيادة حركة “حماس” المنتخبة حديثاً في غزة، على أول اختبار تواجهه، بعد اغتيال مدو للقائد في “كتائب القسام” والأسير اافلسطيني محرر مازن فقها.

وبات التأهب فلسطينياً وإسرائيلياً سيد الموقف، تحسباً لأي تصعيد على جبهة القطاع الذي تلقي أقوى ضربة أمنية منذ سيطرة حركة “حماس” عليه في العام 2007.

وتحاول الأجهزة الأمنية في غزة فك لغز مقتل فقها الذي اغتيل على يد مجهولين، أطلقوا الرصاص عليه من مسدس كاتم للصوت ليل الجمعة الماضية أثناء محاولته ركن سيارته في مرآب منزله جنوب المدينة.

وتحسباً لمغادرة منفذي عملية الاغتيال لقطاع غزة، أغلقت الأجهزة الأمنية القطاع المغلق أصلاً والمحاصر إسرائيلياً منذ أحد عشر عاماً.

وقالت مصادر أمنية لـ”سبوتنيك” إن الإغلاق الأمني للقطاع شمل معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، حيث سيمنع دخول أو خروج الأفراد من المعبر باستثناء الحالات الإنسانية، مشيرة إلى أنه سيمنع أيضاً دخول الصيادين للبحر، كما انتشرت قوات الأمن على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع.

وفي إسرائيل الاستعدادات على قدم وساق تحسباً لأي رد فلسطيني على عملية الاغتيال التي تتهم حركة “حماس” وجناحها العسكري كتائب القسام إسرائيل بتنفيذها، وتلتزم الأخيرة الصمت حيالها

وأعلن الجيش الإسرائيلي تأهبه على طول الحدود مع القطاع، في الوقت الذي يستمر فيه التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية في سمائه.

وطلب الجيش من سكان المستوطنات القريبة من قطاع غزة عدم الاقتراب من الحدود.

ويرى محللون أن إسرائيل قلقة من رد “حماس” الذي يمكن أن يكون غير مسبوق، في ظل تهديد كتائب القسام بأن الرد سيكون بالمثل، وبالطريقة المناسبة التي توازي حجم هذه “الجريمة”.

ويقول الخبير العسكري الفلسطيني واللواء المتقاعد واصف عريقات أن “المقاومة الفلسطينية ستتروى ولن تنجر لتصعيد تريده إسرائيل، فهي أبقت الباب مفتوحاً أمام الرد أو الردع، فكما اختارت إسرائيل الهدف والزمان والمكان، فالمقاومة الفلسطينية لها الحق كذلك باختيار الزمان والمكان والهدف المناسب”.

ويشير عريقات في حديث لـ”سبوتنيك” أن الأسلوب الذي نفذت إسرائيل فيه عملية اغتيال فقها أرادت من خلاله أن تبقي الحدث في حالة عدم وضوح، ويتابع قائلاً: إسرائيل لم تتبن العملية، لأنها لا تريد أن يكون هناك تصعيد حالياً، وتعمل على إيقاع فتنة في الداخل الفلسطيني، لتوريط أحد من داخل قطاع غزة بتنفيذ عملية الاغتيال، وهذا “ما قد يحدث ارتباك فلسطيني داخلي”.

ويرى الخبير الفلسطيني أن هناك رغبة إسرائيلية دائمة في تصدير أزماتها، والقيادة الإسرائيلية الحالية أحوج ما تكون لتصدير أزماتها عبر العمليات العسكرية، لكن تصدير الأزمات اليوم يختلف عن السابق، لأن تصدير الأزمات بالعمل العسكري مكلف جداً، والحروب الثلاثة الأخيرة لم تثبت نجاحاتها، بل سجلت إخفاقات كبيرة، زادت من عزلة إسرائيل الدولية، وزادت من الأزمات الإسرائيلية بدلاً من حلها.

من جهتها باشرت الأجهزة الأمنية المختصة في غزة منذ الدقائق الأولى لعملية الاغتيال التحقيق الذي تتخلله عمليات بحث وتنقيب عن كل ما يمكن أن يتوفر من معلومات ودلائل وأحداث يمكن أن تتصل بالعملية.

وتكشف مصادر خاصة لـ”سبوتنيك” أن فقها اغتيل بخمس رصاصات أحداها في الرأس من الخلف وأربعة في الصدر، وتشير إلى أنه كان قد تعرض لمحاولة اغتيال سابقة في غزة وذلك بعد إطلاق النار عليه أثناء سباحته في البحر.

وتوضح المصادر أن فقها المحرر في صفقة “شاليط” عام 2011 كان قريباً من يحيى السنوار قائد حماس الجديد في غزة والمحرر في ذات الصفقة.

وتشير الى أن الأسير القائد في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس كان مسئولاً عن عمليات “حماس” في الضفة الغربية، وهو مطلوب لإسرائيل، واسمه على قائمة الاغتيالات.

وتؤكد أن عملية الاغتيال نفذت بحرفية كبيرة، في وقت يتخذ فيه فقها الذي خضع لتدريب عسكري في غزة عقب الإفراج عنه، احتياطات أمنية مشددة، فهو لا يستخدم هاتفاً محمولاً للتواصل، ويحمل سلاحاً في جميع تحركاته.

ورغم أن التحقيقات لازالت جارية إلا أن المنفذين لم يتركوا خلفهم حتى الآن أي أثر، لتبقى غزة على صفيح ساخن في انتظار ما ستؤول إليه الأحوال.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق