سد الفرات ضحية لمشاريع وأطماع جديدة
تتالت الأخبار خلال اليومين الماضيين بكثرة حول احتمالية انهيار سد الفرات، لتبنى هذه الفرضية على أساس ما كشفته الصور من قصف قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لغرف التحكم الكهرومائية في سد الفرات، وحذر مهندسو السد من انهياره بعد تأكيدهم احتراق غرفة العمليات ما يعني فقدان السيطرة على قيادة المحطة وهذا ما نفته “قوات سوريا الديمقراطية”.
وهنا تساءل الكثيرين عن الأسباب الكامنة وراء ضرب قوات التحالف لهذا السد وهي تعلم أن انهياره يهدد حياة ثلاثة ملايين مواطن سوري وصولا للأراضي العراقية، والسؤال لماذا تقوم قوات “قسد” المدعومة أمريكا بالهجوم على الرقة من الغرب بعد أن كان الاتفاق أن تشن هجومها من الشمال؟!.
خرق الاتفاق
منذ حوالي الأسبوعين شهدت قاعدة حميميم في سوريا اجتماعا بين القوات السورية والروسية من جهة وقادة من قوات “سوريا الديمقراطية” من جهة أخرى، وتم الاتفاق على القيام بعمليات مشتركة بين المجتمعين بحيث تتقدم القوات السورية من جه الغرب بينما تتقدم قوات “قسد” من الشمال، إلا أن الأخيرة خرقت الاتفاق وقطعت الطريق على الجيش السوري الذي كان في طريقه إلى الطبقة بعد تحريره مساحات واسعة في ريف حلب الشرقي الجنوبي، ومما لاشك فيه أن قوات “قسد” كان تهدف من خلال هذه العملية إلى السيطرة على مطار الطبقة الاستراتيجي قبل وصول الجيش السوري.
وفي هذا السياق قالت مصادر سورية “إنَّ سبب قيام قوات قسد بمحاولتها السيطرة على الطبقة وسدّ الفرات، هو قطع الطريق على الجيش ومنع داعش من استخدام ورقة السدّ ضد قواتها، لذلك سارعت إلى الطبقة أوّلاً والتفّت على داعش من الغرب”.
وتحدثت المصادر عن “القصف غير المبرر” على غرفة العمليات في سد الفرات، بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية في الشرق السوري من قبل قوات التحالف الأميركي سابقا دون وجود خطة أو هدف عسكري واضح سوى تدمير الإمكانات والمنشآت السورية، مثل آبار النفط ومحطّات الكهرباء وغيرها من المنشآت.
واتهمت المصادر بعض المتطرفين في الحزب الديمقراطي الكردستاني، والذين لايؤمنون بالحل السوري السوري بل بحلم كردستان الكبرى، وأوضحت المصادر بالقول هؤلاء “يعتبرون انهيار سدّ الفرات فرصة تاريخية للقيام بتغيير ديموغرافي في الشرق السوري، والتخلّص من حواضر السوريين والعشائر العربية بحملة تطهير عرقية ــ إثنية عبر إغراق المناطق بالمياه في حال انهيار السّد”.
وأضافت المصادر إنَّ “البعض في قوات قسد يستغل حاجة الأميركيين إليها كقوات موجودة على الأرض، وإصرار الإدارة الأميركية الجديدة على تحقيق انتصارات معنويّة على داعش عبر إخراج داعش من الرّقة كما وعد دونالد ترامب، لأجل إحداث تطهير عرقي وإثني بحقّ العرب السوريين”. وتؤكّد المصادر أن “قسد لم تكن تريد المشاركة في معركة الرقة لأنها مدينة عربية بالكامل ولا مستقبل لقوات كردية فيها، أما في حال إغراق محيط الفرات، فيكون متطرّفو هذه القوات قد حصلوا على مناطق خالية من سكّانها ويصعب إعادة الناس إليها قبل عدة سنوات”.
وأعلنت المصادر تخوفها من أن يؤدي انهيار السد إلى تخريب المدن الأثرية مثل مدينة “دور أوروبس” أو توأم تدمر جنوب دير الزور، وآثار تل السن والبطيرة وقلعة الرحبة وتل العشارة وتل المسايح، ومدينة ماري أولى الحواضر المدنية في التاريخ، داعيةً إلى ضرورة إدخال ورش صيانة ومهندسين سوريين لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان.
مهندسون سوريون يحذرون
أصدر مهندسون سوريون كانوا يعملون في سد الفرات بيانا أكدو فيه تخريب غرفة التحكم في السد، ويحذر من فيضان المياه. وربما انهيار السد.
وأشار المهندسون إلى أن إعطاء مهله 4 ساعات من قبل قوات “سوريا الديمقراطية” لإصلاح الضرر الكبير الحاصل في سد الفرات غير كاف للعمل أو حتى لتقييم الضرر بسد الفرات حيث تحتاج هذه الورش الفنية إلى ما لا يقل عن ثمانية وأربعين ساعة.
أهمية سد الفرات
يمتلك سد الفرات أهمية كبيرة كونه السد الأكبر والأهم في سوريا، بالإضافة إلى امتلاكه محطات لتوليد الطاقة الكهربائية، ويتم توليد الكهرباء عن طريق ثماني بوابات تصريف مياه مزودة بعنفات توليد الطاقة الكهربائية ويولد سد الفرات 880 ميغاواط بالساعة، كما يحتجز خلفه ما لا يقلّ عن 12 مليار متر مكعب، وخلف البحيرة سد تشرين، الذي لا تتجاوز قدرته الاستيعابية 3 مليارات متر مكعب، بحسب مصادر سورية.
يضاف إلى ذلك تغذيته لجميع الأراضي الزراعية المحيطة به بمياه الري، ويحتجز السد خلفه بحيرة الأسد والتي تعتبر من أهم مصادر الثروة السمكية في سوريا.
ويقع سد الفرات على نهر الفرات في مدينة الطبقة الواقعة 50 كلم غرب مدينة الرقة.ويبلغ طول السد 4.5 كم أما ارتفاعه فأكثر من 60 مترا، علما أنه قد تشكلت خلف السد الكبير بحيرة كبيرة هي “بحيرة الأسد” ويبلغ طولها 80 كم ومتوسط عرضها 8 كم.
المصدر / الوقت