العراق يُنصف قوات الحشد: دلالات الإحتضان الرسمي والشعبي!
رداً على الحملة المُغرضة والهادفة لضرب صورة الحشد الشعبي، خرجت أصواتٌ رسمية لتُدافع عن إحدى أهم نقاط القوة التي بات يمتلكها العراق اليوم. وهو ما بدا واضحاً في الحملة الإعلامية والسياسية التي تشنها أمريكا، بالإضافة الى حلفائها ضد الحشد الشعبي. مما دفع رئيس الوزراء العراقي للدفاع عن الحشد الشعبي وأهميته كقوة للعراق وكجزء من منظومته العسكرية الأساسية. فماذا في الحملة الدولية التي تُشن ورد رئيس الوزراء العراقي عليها؟ وما هي آخر انجازات الحشد الشعبي خلال هذه الفترة؟ ولماذا بات الحشد جزءاً من القوة الإستراتيجية للعراق محلياً وإقليمياً؟
الحملة المُغرضة ضد الحشد الشعبي ورد رئيس الوزراء العراقي
عدة مواقف خرجت خلال الفترة الحالية، أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مدافعاً فيها عن إنجازات الحشد الشعبي وإهميته بالنسبة للمنظومة العسكرية العراقية. وهو ما دلَّ على حجم الهجمة المُغرضة التي يتعرض لها الحشد الشعبي. وهنا نُشير للتالي:
أولاً: أمس وخلال كلمةٍ له بمناسبة يوم الشهيد العراقي، أشار رئيس الوزراء العراقي الى أن الحشد الشعبي يضم جميع العراقيين، مهدداً بقطع يد كل من يريد النيل منه. مؤكداً بأن مقاتلي الحشد الشعبي استجابوا لفتوى المرجعية ولم يقاتلوا من أجل منصب سياسي. مُشيراً الى حجم التراجع في عدد الإرهابيين من تنظيم داعش في الموصل.
ثانياً: مُنذ اسبوع، تعهد رئيس الوزراء العراقي بأن حكومته لن تسمح بالتفريط في حقوق مقاتلي الحشد، منتقداً ما وصفه بالإعلام المغرض الهادف الى النيل من سمعة الحشد. مبيناً أن محاولات تقسيم العراق باءت بالفشل، مباركاً انتصارات الحشد الشعبي المتكررة رافضاً الإساءة التي تجري اليه.
ثالثاً: أكد رئيس الوزراء العراقي في 22 من الشهر المنصرم، أن الحشد الشعبي أصبح ضمن منظومة الدولة العراقية داعياً الدول لجعل مسألة القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي هدفاً مشتركاً بغض النظر عن تباين مواقفها السياسية. كلامه جاء في واشنطن خلال افتتاح مؤتمر دول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي.
اخر انجازات الحشد الشعبي خلال الفترة الحالية
عدة إنجازات نستدل عليها لنُبيّن ما حققه الحشد وخلال الفترة الزمنية القصيرة مؤخراً:
أولاً: منذ أسبوع تقريباً، تمكَّنت قوات الحشد الشعبي من تحرير 175 قرية ونحو 4000 كم مربع في الجانب الغربي لمدينة الموصل، بالإضافة الى تمكنها من قطع الإمدادات عن تنظيم داعش من سوريا إلى العراق. فيما بدأ حينها التحضير لتحرير مناطق أخرى والسيطرة على الطرق التي تربط الساحل الأيمن للموصل وقضاء تلعفر.
ثانياً: بتاريخ 24 من الشهر المنصرم، تمكن الحشد من إحكام وتضييق الطوق حول مدينة الموصل، بعد أن أمسكت قواته بطريق بغداد بادوش بالكامل، حيث بات على بعد كيلومترات قليلة من المدينة. كما قطع طرق امداد داعش من محوري الشرق في بادوش والغرب باتجاه سنجار بالإضافة الى المحور الجنوبي.
ثالثاً: نهاية الشهر المنصرم، أطلق الحشد الشعبي حملة “لأجلكم” تحت شعار “إنما المؤمنون إخوة” وهي عبارة عن قافلة مساعدات انطلقت من مدينة السماوة الى النازحين بالموصل. واتجهت الى محافظة نينوى لتقديم المساعدات الطبية والغذائية للعوائل النازحة من أهالي الموصل في المناطق المحررة.
أهمية الحشد بالنسبة للعراق
عدة أمور تدل على الأهمية التي بات يحظى بها الحشد الشعبي على الصعيدين الرسمي والشعبي العراقي نُشير لها كما يلي:
أولاً: ساهم الحشد الشعبي في القضاء علی المخططات الغربية الهادفة لتقسيم العراق وجعله ضمن مخاطر الحرب المذهبية. مما جعله قوة يفتخر بها العراق شعباً ودولةً، ويُمكن اعتمادها للتأثير في معادلات الصراع العراقي محلياً وإقليمياً.
ثانياً: تمكن الحشد الشعبي ومن خلاله إنجازاته على الساحة العراقية، لا سيما في الموصل أخيراً، من تثبيت دوره المركزي كقوة باتت جزءاً من منظومة العراق العسكرية التي تُغطيها الدولة وتعطيها الشرعية. مما دفع بواشنطن للسعي لتشويه سمعته عربياً ودولياً.
ثالثاً: استطاع الحشد الشعبي ترسيخ نفسه كطرف مُنتصر في الحرب على الإرهاب، وهو ما لم تستطع أمريكا القيام به بل فضحتها أدوارها في دعم تنظيم داعش في عدة معارك. مما ساهم بخلق صورة ناصعة للحشد في أعين الشعب العراقي الذي بات يعي المشاريع الأمريكية وزيف ادعاءات واشنطن.
رابعاً: استطاع العراق وبفضل القوة العسكرية والإحتضان الشعبي الذي يمتلكه الحشد، من فرض نفسه على الساحة الإقليمية، والإستغناء عن أمريكا وحلفائها، ليكون جزءاً من محور المقاومة والممانعة. مما ساهم في تهميش دور أمريكا والتحالف الدولي، وانعكس بالنتيجة على التأثير في السياسة الإقليمية والدولية للعراق كما في محاربة الإرهاب. الأمر الذي يدفع أمريكا لمحاولتها التأثير من جديد على خيارات العراق الإستراتيجية.
خامساً: يبدو واضحاً السعي الأمريكي لنسج خيوط مؤامرة كبيرة ضد العراق، تتجاوز مسألة تشويه صورة الحشد الشعبي، الى محاولة ضرب مكامن القوة التي يمتلكها العراق، تمهيداً لإخراجه من إطار قوى الممانعة والمقاومة، وإلحاقه بالحلف الأمريكي في المنطقة. وهو ما جعل المسؤولين العراقيين يركزون على أهمية الحشد الشعبي بالنسبة للعراق.
جاءت تصريحات رئيس الوزراء العراقي لتُنصف الحشد الشعبي وتُثبت أنه يقع ضمن أولويات العراق شعباً ودولة، لناحية إعتباره قوة مركزية. في حين يجري التساؤل عن الأسباب الكامنة خلف هذه الحملة ضد الحشد، والتي تتعارض مع الإدعاءات الأمريكية الساعية لتحقيق مصلحة الشعب العراقي.
المصدر / الوقت