زيارة السيسي إلى واشنطن بعيون مصريّة وعربيّة
حظيت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن باهتمام واسع، وفي حين حاولت العديد من وسائل الإعلام المصرية والعربية تغطيّة الزيارة بكافّة تفاصيلها، عمدت وسائل أخرى إلى التقليل من أهميتها، وتجاهلها على أقلّ تقدير.
فقد تصدّر خبر وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمريكا وتفاصيل لقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين خلال الزيارة الأولى له منذ تولى الرئيس دونالد ترامب للرئاسة، اهتمام وسائل الإعلام المصريّة التي رصدت فيه تفاصيل الزيارة واللقاءات التي سيقوم بها الرئيس.
وقد أبرزت العديد من الصحف المصريّة تصريح السفير المصري ياسر رضا في أمريكا بأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن تمثل مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الأمريكية وأن التاريخ سيسجلها نظرا لأهميتها البالغة في مسيرة العلاقات بين البلدين.
الإعلام المصري غطّى كافّة تفاصيل الزيارة، وقد عمدت أغلب وسائل الإعلام المصريّة إلى إيجاد ملفات خاصّة بالزيارة. صحيفة اليوم السابع غطّت عمدت إلى إبراز التغطيات الإعلامية العالمية الإيجابيّة على زيارة السيسي من قبيل “زيارة السيسي لواشنطن في عيون مراكز أبحاث أمريكية.. خبير أمريكي: هامة لاستعادة دفء العلاقات.. المجلس الأطلنطي: أربع أولويات للسيسى أبرزها محاربة الإرهاب والإصلاح الاقتصادى..معهد واشنطن: استراتيجية للمنطقة”.
من جانبها، أكدت الإعلامية لميس الحديدي، على أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أمريكا زيارة فريدة، مشيرة إلى أن الرئيس السيسي هو أول رئيس عربي وأفريقي يستقبله الرئيس ترامب والبيت الأبيض، لافتة إلى أن ذلك يؤكد على أهمية مصر وأهمية السيسي بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة.
المحاولات الإعلاميّة التي هدف للنيل من الزيارة دفعت بالإعلامي المصري أحمد موسى، لمناشدة الإعلام في مصر والوطن العربي بالتركيز على النجاحات التي تحققها زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة وعدم الالتفات إلى من يسيىء للزيارة.
الإعلام العربي
عربياً، عمدت قناة الجزيرة القطريّة على إبراز “مظاهرة نظّمها العشرات من أبناء الجالية المصرية في واشنطن ونشطاء حقوقيون احتجاجا أمام نصب واشنطن احتجاجا على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي لأمريكا”، وقد غطّت هذا الأمر بشكل مباشر تحت عنوان ” شاهد: السيسي يمزق لافتات رفعها معارضوه بأمريكا”.
كذلك، قالت القناة القطريّة نقلاً عن منظمة “هيومن رايتسووتش” إن لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترمب الاثنين يأتي في لحظة هبطت فيها الحريات الأساسية في مصر إلى الحضيض.
في السياق ذاته، أبرز موقع “وطن” في مقال مترجم جزءاً من مقال في مجلّة “نيوزويك” الأمريكية جاء فيه: إنه مع تحول مصر من الإسلاميين إلى الحكم العسكري في انقلاب دموي دام عامين عقب الربيع العربي، أضرت إدارة أوباما بحليفها الرئيسي أكثر من تجميد المساعدات العسكرية وهو الكتف البارد، ولكن كل هذا من المقرر أن يتغير غدا الإثنين عندما يستضيف الرئيس دونالد ترامب نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض. وأضاف التقرير نقلاً عن المجلّة: ستكون هذه الزيارة في محاولة لإحياء العلاقة التي أصابها الفتور تحت إدارة الرئيس أوباما الذي رفض استضافة السيسي في البيت الأبيض.
في السياق أيضاً، تهكّم موقع “عربي 21″ من زيارة السيسي في تقرير له تحت عنوان ” هكذا ضُم السيسي لمجلس العالم وطولب بالعودة لمصر”، جاء فيه: صدر عن إعلاميين ودعاة موالين لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، في الساعات الأخيرة، مواقف تراوحت بين ترشيحه كي يكون عضوا في “مجلس إدارة شؤون العالم”، ودعوته لقطع زيارته، التي بدأها إلى الولايات المتحدة، السبت، والعودة فورا لمصر، وقول أحدهم إنه لم ير أي وجود للإخوان يؤرق وصوله إلى واشنطن، على الرغم من أن طائرته هبطت بقاعدة أندروز العسكرية بواشنطن.
ونقل الموقع نفسه كلام عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الداعية خالد الجندي لدى تعليقه على واقعة التحرش الجماعي بفتاة الشرقية، والذي جاء فيه “تخيلت لو أنني في مكان الرئيس السيسي في رحلته لأمريكا”.
فتور التغطيّة
قناة العربيّة السعوديّة، وصحيفة الحياة اللندنية، المحسوبة على السعوديّة أيضاً، عمدتا إلى تجاهل الزيارة أو بالأحرى التركيز على الطابع الاقتصادي بغية فقد عنونت “الحياة” صحفتها الأولى بـ”السيسي يستبق لقاء ترامب بمحادثات اقتصادية”، في حين كتبت قناة العربيّة تقريراً تحت عنوان” هذه أبرز الملفات الاقتصادية على مائدة “السيسي” و”ترمب”.
وقد أعاد بعض المحللين الأمر إلى الخلاف السعودي المصري، ففي حين لا تريد وسائل الإعلام السعودية دعم الزيارة باعتبار أن مسار المصالحة لم يتّضح بعد، تجّنبت مهاجمته خشية توتير العلاقات بين البلدين. إلا أن التركيز على الجانب الاقتصادي هو بمثابة هزّ العصا الاقتصادية لمصر بعد وقف الدعم السعودي، وفق مراقبين
المصدر / الوقت