التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الأسد لصحيفة فيسرنجي لست: تدخل أي جندي دون إذن الحكومة السورية هو غزو 

قال الرئيس السوري بشار الأسد: يمكن تحويل الأمل بإنهاء الحرب على سورية إلى واقع من خلال محورين عمليين الأول هو مكافحة الإرهاب والثاني بإجراء المصالحات.

وأَضاف الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة “فيسرنجي لست” الكرواتية: إن هذين المحورين يشهدان تقدماً سواء محاربة الإرهاب أو محور المصالحات لذلك أقول بأن الأمل اليوم أكبر من الأمل في السنوات الماضية.

ولفت الرئيس الأسد إلى أن أغلبية السوريين لا يقبلون موضوع الفيدرالية لأنها مقدمة للتقسيم ولا يوجد مبرر بوجود الفيدرالية وهو موضوع مفتعل الهدف منه الوصول لحالة مشابهة لحالة العراق.

وأكد الرئيس السوري أن كل تدخل لأي جندي ولو كان فرداً دون إذن الحكومة السورية هو غزو بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان.. وأي تدخل في الجو أو بغيره هو أيضا تدخل غير قانوني واعتداء على سورية.

وردّ الأسد على سؤال الصحفي الكرواتي بشأن سبب قبول المفاوضات مع المعارضة التي تحمل الفكر الجهادي السلفي الوهابي، وهل يوجد في الواقع معارضة معتدلة كما يصفها الإعلام، قائلا:

هذا سؤال مهم جداً لأنه على لسان المسؤولين الغربيين.. وفي مقدمتهم الرئيس السابق أوباما قال بأن المعارضة المعتدلة هي عبارة عن خيال أو وهم.. هذا باعترافهم.. وهم من دعموا تلك المعارضة وهم من أعطوها غطاء الاعتدال غير الحقيقي.. فإذن هذه المعارضة المعتدلة غير موجودة.. الموجودة معارضة جهادية بالمعنى المنحرف للجهاد طبعا.. العقائدية أيضا بالمعنى المنحرف التي لا تقبل حوارا ولا حلا إلا بطريقة الإرهاب.. فلذلك عمليا مع هذا الجزء من المعارضة لا يمكن أن نصل إلى أي نتيجة فعلية.. والدليل أنه خلال مفاوضات أستانا بدؤوا بالهجوم على مدينة دمشق وعلى حماة ومناطق أخرى من سورية وأعادوا دولاب الإرهاب وقتل الأبرياء.

لا يمكن للإرهابيين أن يكونوا معارضة

وأضاف: فإذن لا يمكن لهؤلاء الإرهابيين أن يكونوا معارضة ولا يمكن لهم أن يساعدوا في الوصول إلى حل.. عدا ذلك.. هذه المجموعات الإرهابية نفسها مرتبطة بأجندات دول خارجية.. هي ليست مجموعات تنتمي لتيار من الشعب السوري يريد إصلاحا سياسيا أو يريد حلا ما.. سواء قبل الحرب أو خلال الحرب.. وهناك مجموعات قد تبدو سياسية لا تحمل السلاح ولكنها تدعم الإرهابيين وجزء آخر يرتبط بالأجندة السعودية والتركية والغربية.

وعن سبب التفاوض مع هذه المعارضة تابع الرئيس الأسد: نتفاوض معهم لأن الكثير في البداية لم يكن يصدق بأن هذه المجموعات لا ترغب بإلقاء السلاح وبالذهاب باتجاه العمل السياسي.. وبالتالي ذهبنا لكي نثبت لكل من يشكك بحقيقة هذا الأمر.. بأن هذه المجموعات لا يمكن أن تمارس العمل السياسي.. لأنها مجموعات إرهابية بالعمق حتى النهاية.

وتساءل الصحفي الكرواتي بشأن إمكانية القول إن من يحارب الإرهاب هي سورية فقط اليوم، ليردّ الأسد قائلا: العالم الذي أعلن عن حربه ضد الإرهاب عملياً هي الدول الغربية نفسها التي تدعم الإرهاب.. معظم دول العالم تقف ضد الإرهاب.. هي لا تعلن ذلك ولكن عملياً تتعاون معنا بشكل أو بآخر خلال الحرب وقبل الحرب.. لأن الإرهاب لم يبدأ فقط مع الحرب على سورية.. بل هو موجود في العالم بشكل أو بآخر.. طبعا يتزايد بشكل مستمر بفعل الحروب المختلفة في الشرق الأوسط.. ولكن الدول الغربية التي أعلنت الحرب على الإرهاب مازالت حتى هذه اللحظة تدعمه.. هم لا يحاربونه.. وما يقولونه هو مجرد عنوان للاستهلاك الداخلي.

الغرب يستخدم الإرهاب كورقة لأجندات سياسية حتى لو ارتد عليهم

وتابع الأسد: في حقيقة الأمر إنهم يستخدمون الإرهاب كورقة لأجندات سياسية مختلفة حتى لو كان هذا الإرهاب يرتد عليهم ويؤدي لسقوط ضحايا في دولهم ولكنهم لا يعترفون بهذه الحقيقة. بالنسبة لمن يحارب الإرهاب في سورية بشكل أساسي هو الجيش العربي السوري وهذا ليس ادعاء.. هناك حقائق على الأرض تؤكد هذا الشيء.. طبعا الجيش العربي السوري تمكن من تحقيق هذه الإنجازات في مواجهة الإرهابيين.. أولا بفعل الإرادة الموجودة لدى المقاتل السوري.. بفعل الدعم الشعبي.. فلولا الدعم الشعبي لا يمكن تحقيق هذه الانتصارات.. ولكن أيضا كان هناك دعم قوي جدا من الحلفاء سواء إيران.. أو روسيا.. أو حزب الله من لبنان.

وأجاب الرئيس السوري على سؤال الصحفي الكرواتي بشأن تركيبة الجيش السوري وهل يمثل جميع الطوائف والأقليات العرقية في سوررية، قائلا: طبعا.. هذا بديهي.. لا يمكن لجيش يمثل جزءاً من الشعب السوري أن ينتصر في حرب على الساحة السورية.. هذا من البديهيات بغض النظر عما يصور في الغرب. سواء ما طرح من مصطلحات من قبل الإرهابيين في بداية الحرب أو ما طرح من قبل الإعلام المعادي لسورية في الغرب وفي منطقتنا.. كان الهدف هو تصوير الحرب على أنها حرب بين طوائف.. هذه الصورة كانت منتشرة في الغرب.. ولو كان هذا الأمر حقيقيا لتقسمت سورية منذ الأشهر الأولى للحرب.. ولما صمدت ست سنوات كشعب موحد.

واستطرد الرئيس الأسد: صحيح أن الإرهابيين يسيطرون على بعض المناطق ولكن المناطق التي تحت سيطرة الدولة تضم كل أطياف الشعب السوري.. والأهم من ذلك أن فيها جزءا من عائلات الإرهابيين.. وفيها معظم الأشخاص الذين فروا من مناطق سيطرة الإرهابيين إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة. لو لم يكن هذا الجيش السوري.. ومن خلفه الحكومة.. يمثلون كل الشعب السوري لما كان بالإمكان أن نرى هذه الصورة الموحدة للشعب السوري.

وبشأن التعاون والتنسيق الأمني بين سوريا والدول الأوروبية في سياق محاربة الإرهاب، قال الرئيس السوري: بعد بدء الحرب وبعد الموقف الفرنسي المؤيد للإرهابيين، توقفت سورية عن التعاون الأمني مع كل الدول الأوروبية، لأنه لا يمكن أن يكون هناك تعاون أمني وعداء سياسي، لابد أن يكون هناك اتفاق سياسي واتفاق في المجالات الأخرى ومنها الأمن.

وأضاف الأسد: بالنسبة لمسألة هل يمكن أن يكون هناك وقاية لأوروبا من خلال هذا التعاون الأمني.. في الظروف العادية نعم.. لكن في الظروف الحالية لا.. لأن أوروبا.. أو عددا من الدول الأوروبية تقوم بدعم الإرهابيين بشكل واسع، وهي ترسل إلى سورية عشرات الآلاف من الإرهابيين أو تدعمهم بشكل مباشر وبشكل غير مباشر.. لوجستيا.. بالسلاح.. بالمال.. بالغطاء السياسي وبكل شيء، عندما تصل إلى هذه المرحلة من الدعم للإرهابيين، ونتحدث هنا عن عشرات الآلاف أو ربما مئات الآلاف في سورية وفي مناطق مجاورة، فيصبح التعاون الأمني محدود الفعالية في مثل هذه الحالة، التعاون الأمني يركز على عشرات أو مئات الأشخاص.. ولكن لا يمكن أن يعطي مفعولا عندما يكون هناك عشرات الآلاف ومئات الآلاف من الإرهابيين.

وأشار الأسد الى إمكانية التعاون الامني مع دول أوروبا، قائلا: إذا كانت أوروبا تريد أن تحمي نفسها في هذه المرحلة.. فعليها أولا أن تتوقف عن دعم الإرهابيين في سورية. حتى لو أردنا فرضا أن نتعاون معهم أمنيا في مثل هذه الظروف.. فلا يمكن تحقيق أي نتائج.. وطبعا لن نقوم بذلك.. عندما يقومون بدعم الإرهابيين.. عليهم أن يتوقفوا مباشرة عن دعم الإرهابيين بأي شكل من أشكال الدعم.

ولفت الرئيس السوري خلال المقابلة الى متانة العلاقات بين الشعبين السوري والكرواتي.

قضية الإرهاب لا تتعلق بالجنسيات

وحول أعداد الإرهابيين الذين جاؤوا إلى سورية من منطقة البلقان كشف الرئيس الأسد قائلا: لا معلومات دقيقة.. لأن وجود الجار التركي بقيادة المجرم أردوغان، الذي يهيئ كل الظروف لدعم ولتثبيت أولئك الإرهابيين في سورية، لا يسمح بالسيطرة على الحدود وبالتالي لا يسمح بوجود إحصائية دقيقة لعدد الإرهابيين الذين يدخلون ويخرجون.

وتابع: لكن القضية لا تتعلق بالجنسيات.. فأنت تعلم بأن الإرهابيين ينظرون لساحة العالم كساحة واحدة.. لا يهتمون بالقوميات.. ولا يهتمون بالحدود السياسية.. فليس بالضرورة أن يكون الخطر على بلدكم أو على أوروبا بشكل عام هو فقط من الأوروبيين.

وأضاف الرئيس السوري: صحيح بأن الأوروبي أخطر لأنه يعرف تلك المنطقة بتفاصيلها.. ولكنه سيأتي ومعه إرهابيون من دول أخرى.. يشاركونه نفس العقيدة ونفس التطلعات ونفس الأفكار.. ليقوموا بأعمال إرهابية. فعندما نتحدث عن أعداد الإرهابيين في سورية.. فنحن نتحدث بكل تأكيد عن مئات الآلاف.. يعني بما يتجاوز المئة ألف كحد أدنى. طبعا يذهب ويأتي ويقتل منهم بفعل المعارك.. ولكن هذا هو تقديرنا التقريبي للأرقام.

الدول الغربية تريد تابعين ومنفذين لسياساتها

وبشأن مآرب كل هذا العداء من قبل الدول الغربية على سوريا قال الأسد: السبب قديم وبسيط وواضح وهو أن هذه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، وطبعا معها بريطانيا وفرنسا كشركاء أساسيين.. ومع كل أسف بعض الدول الأوروبية التي لم يكن لها تاريخ استعماري لا تقبل بدول مستقلة، لا تقبل بعلاقة ندية.

وأضاف الأسد: هم يريدون تابعين.. منفذين لسياساتهم.. طبعا نحن لسنا ضد المصالح المشتركة مع الدول.. أي دولة. الدول الكبرى لديها مصالح حول العالم.. ونحن كدولة لدينا مصالح في منطقتنا.. نحن لسنا دولة عظمى.. ولكن عندما نعمل من خلال المصالح مع تلك الدول يجب أن تكون مصالح مشتركة. هم يريدون منا أن نعمل من أجل مصالحهم ضد مصالحنا.. لذلك كنا دائما بحالة صراع مع هذه الدول حول مصالحنا.

وتابع الرئيس السوري: على سبيل المثال نحن نريد عملية السلام.. ولكن هم يريدون استسلاما وليس سلاما.. يريدون منا أن نحصل على السلام من دون حقوق.. هذا غير معقول. يريدون منا أن نتنازل عن سيادتنا.. يريدون منا أن نتنازل عن حقوقنا التي أقر بها القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وتصويت الأمم المتحدة عدة مرات على عودة الأراضي. هذه أمثلة.. مجرد أمثلة.. هناك الكثير من الأمور المشابهة التي بسببها يعتبرون أن سورية هي دولة مستقلة أكثر من اللازم. لذلك رأوا بأن شن الحرب عليها واستبدال الحكومة الحالية بحكومة تابعة لهم يجعل الأمور أسهل وأفضل بالنسبة لمصالحهم الضيقة.

وأجاب الرئيس السوري على تساؤل الصحفي الكرواتي الذي قال فيه “لو قبلتم بالسلام أو الاستسلام كما تقولون (يقصد الرئيس السوري).. هل كان حدث لسورية ما يحدث اليوم؟”، قال الأسد: سأعطيك مثالا لكي أتحدث عن شيء واقعي.. كان المطلوب منا أن نقف مع الغرب.. وتحديدا الولايات المتحدة في عام 2003 في حربها ضد العراق على سبيل المثال.. ونحن كنا نعرف بأن حرب العراق كانت سلسلة من مجموعة أحداث هدفها تقسيم المنطقة.. وكنا نعلم تماما بأن المؤتمرات التي عقدت من أجل تحديد مستقبل العراق ما بعد الحرب طبعا هذه المؤتمرات عقدت قبل الحرب كانت كلها تتحدث عن العراق المستقبلي.. العراق الطائفي.. وليس العراق الموحد.

واستطرد الرئيس السوري قائلا: كنا نعلم بأن ما يحصل في العراق سوف ينتقل إلى سورية.. وسوف ينتقل إلى كل المنطقة. فلو أننا.. وأقول لو.. ساهمنا معهم في ذلك الوقت بمثل هذا المشروع لكان الوضع في سورية اليوم أسوأ بكثير مما لو رفضنا. لذلك أنا كنت أقول إن ثمن الرفض أو ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الخضوع والاستسلام.. قلت هذا الكلام عدة مرات سابقا والأحداث في سورية أتت لتثبت هذه المقولة.. ما ساعد سورية على الصمود اليوم أنها موحدة.. ولو سرنا بمشروع طائفي على الطريقة العراقية أو اللبنانية كما أراد الأمريكيون في ذلك الوقت لكنا اليوم بلدا فيه فعلا حرب أهلية وليس مجرد مصطلح.. كانت في الواقع حربا أهلية.

وعن دعم دول الخليج الفارسي للإرهابيين لإسقاط الحكم في سورية، صرّح الأسد: معظم دول الخليج هي دول تابعة لا تجرؤ على أن تقول لا.. البعض منهم يقول لنا نحن معكم ولكن لا نستطيع أن نعبر عن ذلك.. نتمنى لكم الانتصار في حربكم والحفاظ على سورية موحدة وهزيمة الإرهابيين.. ولكن في العلن يقول شيئا مختلفا لأنه يخضع للإرادة الغربية.. لكي لا أقول كل دول الخليج.. معظم دول الخليج هي دول شكلها الإنكليز في مرحلة من المراحل وسلمها للأميركيين في مرحلة لاحقة.. لذلك لا نستطيع أن نقيّم لماذا يقولون شيئا.. أو لماذا يقولون عكس هذا الشيء.

وبشأن إمكانية إقامة فيدرالية في سورية قال الرئيس السوري: الفيدرالية موضوع وطني.. إن كان سيحصل أو لا يحصل.. هو مرتبط بالدستور.. والدستور بحاجة لتصويت شعبي.. لذلك لا نستطيع نحن كحكومة أن نقول.. نقبل أو لا نقبل.. الحكومة والسلطة التنفيذية تعبر عن إرادة الشعب.. ولكن أستطيع أن أعطيك الانطباع العام في سورية بأن أغلبية السوريين لا يقبلون موضوع الفيدرالية لأنها مقدمة للتقسيم.. ولا مبرر لوجود الفيدرالية.

وأضاف الأسد: السوريون يعيشون مع بعضهم البعض لعقود وقرون.. حتى قبل وجود الدولة السورية كانوا يعيشون بنفس هذه التركيبة حتى خلال الدولة العثمانية وقبل الدولة العثمانية من دون أي مشاكل.. لا حروب تاريخية بين مكونات الشعب السوري لكي يقولوا بأنه لا يمكن لهذه الطوائف أو الشرائع أو القوميات أن تعيش مع بعضها البعض. فإذن موضوع الفيدرالية هو موضوع مفتعل الهدف منه الوصول لحالة مشابهة لحالة العراق.. حيث يستخدمون هذا الجزء أو ذلك الجزء ضد الدولة التي من المفترض أن تكون دولة قوية.. وبالتالي يكون لديك دولة ضعيفة.. حكومة ضعيفة.. وشعب ضعيف.. ووطن ضعيف.

وحول سبب تواجد تركيا العسكري في سورية، أضاف الرئيس الاسد: السبب هو أن أردوغان وضع كل آماله على تحقيق انتصارات من قبل الإرهابيين، إلى أن وصلنا إلى معركة حلب وكانت بالنسبة له معركة فاصلة بحكم أهمية حلب السياسية والاقتصادية وأيضا الجغرافية واللوجستية، إلا أن فشل الإرهابيين في الحفاظ على مواقعهم في مدينة حلب بفعل الرفض الشعبي لأهالي المدينة والمحافظة.. وبفعل إنجازات الجيش السوري دفع أردوغان للقيام بالتدخل المباشر.. على الأقل لإبقاء مكان له على الطاولة السياسية عندما يتم الحديث عن مستقبل سورية.. هذا هو السبب.

وأضاف الأسد: بنفس الوقت لاستبدال شكل الإرهابيين من النصرة والقاعدة بعد أن انفضح على مستوى العالم بأنه لصيق بهم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان حيث بدلوا مسمياتهم بمسميات أخرى.. وحلقوا ذقونهم ليظهروا بمظهر المعتدلين كما كانت الأمور في بداية الأزمة.. وليبقى لتركيا كما قلت دور في الحل بسورية من خلال الإرهابيين بشكلهم الجديد.

وأما عن تدخل القوات الأمريكية في سوريا ومساعدتها للأكراد، قال الأسد: طبعا.. كل تدخل لأي جندي ولو كان فرداً.. شخصاً.. من دون إذن الحكومة السورية هو غزو بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان.. وأي تدخل في الجو أو بغيره هو أيضا تدخل غير قانوني.. واعتداء على سورية.

وتابع الرئيس السوري: بشكل عام السياسة الأمريكية تبنى على خلق فوضى في أماكن مختلفة من العالم.. وصراعات وفتن بين الدول على مدى عقود.. هذا الشيء ليس جديدا.. ولكنه يتكرر بأشكال مختلفة.. فمن خلال هذه الفتن.. توجد لها موطئ قدم من خلال التناقضات ومن خلال عملاء موجودين أساسا.. ولكنهم تمكنوا من الظهور بسبب الظروف المستجدة، وتدخل في مساومات تحقق مصالحها في تلك المنطقة.. هذه سياسة أمريكية قديمة.

وأضاف الرئيس السوري كلامه للصحفي بشأن الانتخابات السورية قائلا: بالنسبة للتصريحات المختلفة حول وجود الرئيس أو عدم وجوده.. منذ التصريح الأول أيام أوباما والذي كررته الببغاءات السياسية في أوروبا بعد ذلك.. لم نعطه أي اهتمام ولم نعلق عليه لأنه لا يعنينا.. هذا الموضوع سوري ومرتبط بالشعب السوري.

وبشأن تقييم سوريا للإدارة الامريكية الجديدة قال الأسد: بالرغم أنها ما زالت في بداياتها.. إلا أننا تعلمنا شيئا مهما منذ أن أعيدت العلاقات بين سورية والولايات المتحدة عام 1974 عندما زارنا ريتشارد نيكسون.. الرئيس الأمريكي السابق تعلمنا ألا نراهن على إدارة جيدة.. دائما نقول من السيئ ومن الأسوأ.. ولكن لا نقول من الجيد ومن الأفضل أو من السيئ والجيد. فحتى الآن ما نراه في أمريكا هو عبارة عن صراعات لا تنتهي.. صراعات داخل الإدارة وصراعات خارج الإدارة مع الإدارة.. لذلك لا نرى سوى شيء وحيد من هذه الإدارة.. وهو أنه طالما أرسلوا قوات إلى سورية من دون التنسيق ومن دون طلب من الحكومة السورية الشرعية.. فهذا يعني بأن هذه الإدارة.. كغيرها من الإدارات.. لا ترغب بعودة الاستقرار إلى سورية.

وبشأن أهداف العدوان إسرائيلي الدائم على سوريا، أضاف الأسد: الخشية من نشوب حرب هو كلام بعيد عن الواقع.. لأن الواقع هو أننا نعيش هذه الحرب.. وأما أن نسميها سورية/إسرائيلية.. فبكل الأحوال.. تستطيع أن تفترض بأن هؤلاء الإرهابيين مقاتلون لمصلحة إسرائيل.. إن لم يكونوا جيشا إسرائيليا نظاميا فهم مقاتلون لمصلحة إسرائيل.. وإسرائيل تتشارك مع تركيا الأهداف وتتشارك مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر وغيرها من الدول نفس الهدف أيضا.

وتابع الأسد: هذه الحرب نشبت ولكن بشكل جديد وبأدوات جديدة. فعمليا.. انتصارنا على الإرهابيين هو انتصار على كل تلك الدول مجتمعة.. لذلك “إسرائيل” تسعى جاهدة لدعم هؤلاء الإرهابيين في كل مكان يتقدم فيه الجيش السوري.. يقومون بالاعتداء بشكل أو بآخر من أجل إعطائهم الدعم.. ومن أجل إيقاف زخم الجيش العربي السوري في وجههم.

وحول نهاية الحرب في سورية وتوقعات أن تنتهي هذا العام قال الرئيس الأسد: أنا قلت عدة مرات أنه من دون التدخل الغربي نستطيع أن ننهي هذه الحرب وكل تشعباتها خلال بضعة أشهر أي في أقل من عام.. وهذا الكلام كان في عام 2016 وفسر بأن الحرب في نهاياتها وأن العام القادم سيكون نهاية الحرب. طبعا الأمور تسير باتجاه أفضل كما قلت.. ليس في مصلحة الإرهابيين وإنما في مصلحة الشعب السوري.

وفي الختام قال الرئيس الأسد: الأمل لدينا كبير وهو يزداد.. وهذا الامل مرتبط بالثقة ولولا الثقة لما كان هناك أمل. بكل الأحوال ليس لدينا خيار سوى أن ننتصر.. إن لم ننتصر في هذه الحرب فهذا يعني أن تمحى سورية من الخارطة. لا خيار آخر في مواجهة هذه الحرب.. لذلك نحن واثقون ونحن مستمرون ونحن مصممون.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق