خبير روسي: ضغط من نوع كيماوي لكسب أوراق في المفاوضات مع سوريا
وكالات – سياسة – الرأي –
اعتبر المعلّق السّياسي في وكالة سبوتنيك الدّولية الدكتور نواف إبراهيم أنّ العمل الإرهابي في سان بطرسبورغ، رسالة مباشرة بتوقيتها ومكانها موجّهة لروسيا وبالذات لشخص الرئيس بوتين الذي يقود جبهة الحرب على الإرهاب في كل دول العالم.
وأضاف الخبير في الشؤون الروسية والعربية إبراهيم في حوار خاص لوكالة أنباء فارس، أنّ الرئيس بوتين لطالما دعا إلى تشكيل جبهة عالمية دولية لمكافحة الإرهاب، وما زالت بعض الدول تعتبره وسيلة استثمار لتأمين المصالح، وأمّا من حيث المكان، تم توقيت هذا العمل الإرهابي في وقت تواجد الرئيس بوتين في مدينة بطرسبورغ حيث كان في مباحثات مع الرئيس البيلاروسي لبحث المسائل الاقتصادية المشتركة بين البلدَين ومسألة مكافحة الإرهاب.
وأردف أنّ هذا العمل لن يشكّل عامل ضغط على روسيا أو يثنيها عن متابعة دعمها لعمليات مكافحة الإرهاب والسير قدما في تشكيل أوسع جبهة دولية لمكافحة الإرهاب وخاصة في سوريا، جبهة مواجهة الإرهاب الأولى.
وأشار إلى أنّ حديث فرنسا عن الكيماوي ما هو إلا عملية استثمار في الانتخابات الرئاسية الفرنسية للتوجيه باتجاه اخر يجعل الشارع الفرنسي يتأثر بشكل أو بآخر بما يجري على السّاحة الدولية لتمرير الانتخابات الرئاسية المزمع إجراءها في شهر أيار/مايو القادم، إضافة إلى ذلك أن الحديث عن استخدام السلاح الكيماوي من قبل إرهابيي داعش سواء في مدينة الموصل العراقية، وبعض الجهات التي يواجه فيها الجيش العربي السوري العصابات الإرهابية للنصرة وداعش.
ولفت إبراهيم إلى أنّ هذا الأمر تم الاعتياد عليه قُبيَل كل تقدّم للجيش السّوري وحلفائه على الأرض السّورية والتي يقابلها المحور الآخر الداعم للإرهاب والمتمثّل في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا حيث يحاولون استغلال مواقعهم في مجلس الأمن الدولي لإحراج روسيا والصين اللذَين يواجهان الإرهاب عسكرياً ودبلوماسياً.
وفي سياقٍ منفصل والحديث عن زيارة ملك السّعودية إلى روسيا قال: إنّه من الواضح رغم النجاح الذي تمّ الحديث عنه حول زيارة ولي ولي العهد محمد بن سلمان مؤخّراً إلى الولايات المتحدة ولقائه مع ترامب الذي وصف السعودية بالبقرة الحلوب، أشار إلى أنّ السّعودية تعيش هاجس الابتزاز السّياسي والمالي الأمريكي، من دعم الجماعات المسلّحة في سوريا، وخسارتها الحرب مع اليمن، مروراً بالعراق ووصولاً إلى العلاقة المهترئة مع مصر، إذ حاول الطّرفان إصلاحها من البحر الميت، ووصولاً إلى قانون جاستا لمحاسبة المتورّطين في الإرهاب ودعمه.
وأردف أنّ السعودية ترى في الطرف الروسي حليفاً يؤمَن جانبه ويتعامل على أساس الند للند ولا يستغل أو يطعن بالظهر كغيره من القوى الإقليمية والدولية، والمقصود بالذات في الوقت الحالي الأمريكي والتركي، لذا تشكّل روسيا حاليا بالتزامها وبمصداقيتها وقوّتها المتصاعدة على السّاحة الدولية، المهبط الآمن الذي تحتاجه السعودية للخروج من أزماتها السّياسية والاقتصادية التي ترتّبت عليها جرّاء تحالفها مع الغرب ضد روسيا.
معتبراً أنّ السعودية تدفع ضريبة تحالفاتها مع الغرب ولو بشكل غير علني من خلال ما يجري في المنطقة بشكل عام وسوريا بالتحديد عبر القِوى البديلة التي باتت عبئاً ثقيلاً على هذا الحلف والذي تدفع الجزء الأكبر من فاتورة خسارته السعودية التي لا تريد خسارة الأمريكي ولا تريد عداء الروسي الذي يمسك بزمام أهم الملفات العالمية التي تتقاطع فيها مصالح الحلفَين المتنافسَين الجيوسياسية والاقتصادية اعتمادا على الالتزام بالقوانين والشرائع الدولية.
وختم إبراهيم أنّ حكمة القيادة الروسية وحنكة الرئيس بوتين ستصدر على احتواء السعودية كما احتوت تركيا متصفحها الأمريكي ثم الجلوس إلى طاولة المحادثات مع الروسي لوضع ورسم مراحل المرحلة الجديدة التي لن تخلوا منها بصمة مكافحة الإرهاب وتمزيق مشاريع الهيمنة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط انطلاقاً من سوريا.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق