التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

انتخابات الرئاسة في إيران.. أبرز المرشحيّن 

من المقرّر أن تفتح وزارة الداخلية الإيرانية أبوابها في 11 أبريل الجاري لتسجيل أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة التي ستجري في 19 مايو/أيّار القادم.

لوحة الانتخابات تقترب نحو الاكتمال مع ظهور مرشحي التيارات الإيرانيّة، الإصلاحيين والمبدئيين وتيار جديد ظهر على الساحة يتزعّمه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد سلب عن نفسه صفة “المبدئيين”، أو المحافظين كما يصطلح عليهم البعض، رغم أنّه كان خلال الدورتين السابقتين (2005) و(2009) مرشحّهم الرئيسي.

المعركة الديمقراطيّة في البلاد والتي باتت قريبة جدّاً، دخلت مرحلة الحسم الأوّلى، لتُحسم الأسماء بعد مراجعتها من قبل مجلس صيانة الدستور أعلى هيئة تحكيم في إيران والجهة المخوّلة بتقييم المرشحين وإعلان رأيه بشأن أهليتهم للترشح.

الانتخابات الإيرانيّة المقبلة، والتي تعدّ نسبة المشاركة فيها من الأعلى في العالم حيث بلغت حوالي 85 بالمئة في العالم 2009 مقابل72.7 في العام 2013، اتضحت خطوطها العريضة مع إعلان “الجبهة الشعبية للقوى الثورية” خلال اجتماع جمعيتها العامة الثاني الذي ضمّ أكثر من ألفي شخصية سياسية ونتج عنه تشكيلة خماسية للمعسكر المبدئي، مقابل اقتصار مرشّح الإصلاحيين حتى الساعة على الرئيس الحالي الشيخ حسن روحاني، في حين أعلن أحمدي نجاد أن مرشّحه للرئاسة هو حميد بقائي، المعاون التنفيذي للرئيس نجاد في دورته الانتخابيّة الثانيّة بين عامي 2009 و2013.

الإصلاحيين والمبدئيين

تحمل الانتخابات الحاليّة أبعاداً مختلفة عن جولات أخرى سابقة، لاسيّما مع احتدام المنافسة الديمقراطيّة بين الإصلاحيين والمبدئيين في ظل انقسام كلا الجبهتين وعدم التوصّل إلى مرشّح وحيد لكل جبهة حتّى الساعة.

الجبهة المبدئية تخوض هذه الانتخابات بوضع أفضل مما حصل في العام 2013 عندما ترشّح 4 من الجبهة نفسها أمام الرئيس روحاني الذي بقي وحيداً من الجبهة الإصلاحيّة بعد انسحاب محمّد رضا عارف لصالحه. فرغم طرح جبهة خماسيّة من “الجبهة الشعبية للقوى الثورية” (تُختصر بـ”جمنا”) إلا أنّه تمّ التوافق على أن تخوض الجبهة المبدئية الانتخابات بمرشّح وحيد من هؤلاء الخمسة، وهو الذي يحصل على نسبة أصوات أعلى داخل الجبهة.

شعار الجبهة الشعبية للقوى الثورية
شعار الجبهة الشعبية للقوى الثورية
في المقابل، تخوض الجبهة الإصلاحيّة، أو المعتدلة كما يصطلح عليها البعض هذه الانتخابات بانقسام أكبر من السابق حيث تنقسم الجبهة حول بقاء الرئيس روحاني مرشّحاً وحيداً للجبهة أو خوض الانتخابات بمرشّحين عدّة إلى جانب روحاني بسبب تدنّي نسبة المؤيدين للرئيس الحالي بسبب “سوء الإدارة” وعجز حكومته عن تحقيق وعوده الانتخابية خلال السنوات الأربع الماضية.

ينقسم الإصلاحيون حول بقاء الرئيس روحاني مرشّحاً وحيداً أو خوض الانتخابات بعدّة مرشّحين
ينقسم الإصلاحيون حول بقاء الرئيس روحاني مرشّحاً وحيداً أو خوض الانتخابات بعدّة مرشّحين
المرشحون للرئاسة
أسماء عدّة أعلنت نيّتها الترشّح للانتخابات فور فتح أبواب وزارة الداخليّة، في حين أن بعض الأسماء لا تزال ضبابيّة لناحية ترشّحها، ومن ضمن هذه الأسماء:

— حسن روحاني (معتدل و مقرب من الإصلاحيين ومرشّحهم): الرئيس الحالي والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لأكثر من 16 عاماً، ومفاوض نووي سابق ومقرب من الرئيس الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني. نجح في الفوز بانتخابات العام 2013 من الدورة الأولى بعد فوز بنسبة فاقت الـ50%، إلا أن حظوظه اليوم تبدو أقل بكثير من الدورة السابقة، لاسيّما مع الانقسام القائم في الجبهة الإصلاحيّة، وهو ما حصل مع المبدئيين في الدورة السابقة بسبب توزّع أصواتهم مقابل تركّز أصوات الإصلاحيين على روحاني.

— إبراهيم رئيسي (مرشّح مبدئي): حصد السيد إبراهيم رئيسي المرتبة الأولى في الجبهة الخماسيّة بـ2147 من أصل2333 ، ليكون مرشّحهم الأبرز. رئيسي الذي يتولّى حالياً الإشراف على “الروضة الرضويّة”( اسم يطلق على ضريح الإمام علي بن موسى الرضا (ع))، وضع حداً للتكهنات حول ترشحه للانتخابات الرئاسية الإيراني بإعلانه رسمياً، الدخول إلى المعركة الانتخابية، وذلك بالتزامن من إعلان لجنة مراقبة الانتخابات الموافقة على استقالة “إبراهيم رئيسي”، تمهيداً لإعلان ترشحه للانتخابات. يعدّ رئيسي الأوفر حظاً في الترشّح عن الجبهة المبدئية، وأقوى المنافسين للرئيس روحاني.

— زاكاني (مرشّح مبدئي): حلّ عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان النائب “علي رضا زاكاني” وصيفاً في الجبهة الخماسيّة للمبدئيين بحصوله على 1546 صوت. نائب سابق عن أهالي طهران في مجلس الشورى الإسلامي خلال ثلاث دورات (السابعة والثامنة والتاسعة)، إلا أنّه فشل في الفوز بمعد طهران خلال الانتخابات النيابيّة الأخيرة. ترشّح زاكاني للانتخابات في العام 2013 إلا أنّه لم يحرز الأهليّة من قبل مجلس صيانة الدستور.

— مهرداد بذرباش (مرشّح مبدئي): أصغر المرشّحين سنّاً (مواليد العام 1980) نائب سابق في مجلس الشورى الإسلامي وصاحب امتياز صحيفة “وطن امروز”. لم يمنعه صغر من تقلّد مناصب عدّة من بينها، رئيس المنظمة الوطنية للشباب، مدير شركتي سايبا وبارس خودرو للسيارات في إيران، إضافةً إلى عدّة مناصب أخرى. حلّ ثالثاً في الجبهة الخماسيّة للمبدئيين بحصوله على 1404 صوت.

— محمد باقر قاليباف (مرشح مبدئي): رئيس بلدية طهران، ويتمتع بشعبية كبيرة في العاصمة الإيرانية بسبب ما يصفه مراقبون “بإنجازاته” على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والعمراني فيها وقد يكون منافسا جديا على بطاقة المبدئيين في السباق الانتخابي. قالبياق قد أعلن قبل أيّام أنّه ليس له نيّة جديّة للترشح، إلا أنّه قد حصل على المرتبة الرابعة (1373) من نسبة الأصوات في الجلسة الثانية لـ”الجبهة الشعبية للقوى الثورية”.

— بروزير فتاح (مرشح مبدئي): سياسي إيراني ووزير الطاقة في الحكومة التاسعة، والرئيس الحالي لهيئة “الإمام الخميني” للإمداد، أحد أعضاء الجبهة الخماسيّة لـ”جمنا”. حل في المرتبة الاخيرة للجبهة المبدئية بحصوله على 994 صوت. تبدو فرصه ضعيفة في الترشّح النهائي عن الجبهة المبدئية.

–سعيد جليلي (مرشّح مبدئي): أمين المجلس الأعلى للأمن القومي السابق في إيران، ومرشّح الرئاسة في العام 2013 ، إلا أنّه حل في المرتبة الثالثة إثر حصوله على 11.36 بالمئة من الأصوات الانتخابيّة. أعلن جليلي قبل أيّام خروجه من الجبهة الشعبية للقوى الثورية، ليكون بذلك أحد المبدئيين الذي سيترشّح بصورة مستقلّة.

— حميد بقائي (مرشّح مستقل): أعلن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد دعمه لمعاون التنفيذي حميد بقائي في الترشّح للانتخابات الرئاسيّة، رغم أنّه قد أعلن في وقت سابق أنّه لن يدعم أحد خلال الانتخابات، ولن يترشّح عملاً بالنصيحة التي وجّهها إليه قائد الثورة الإسلاميّة إثر طلبه للنصيحة من آية الله خامنئي بالترشّح، وقد أجابه حينها: “لا أنصحك بذلك، لأن ترشّحك سيوجد حالة من الانقسام، ولكن القرار النهائي لك”. ورغم وجود تأييد شعبي واسع لأحمدي نجاد في العديد من المحافظات والأرياف، إلا أنّه من غير المستبعد فوز بقائي بالانتخابات بسب ضعف نجاد في المحافظات الكبرى، فضلاً عن تكهّنات بعدم إعطاء مجلس صيانة الدستور أهلية الترشّح لبقائي بسبب تهم فساد، وصدور مذكّر اعتقال بحقّه في العام 2013 ليخرج بعد أشهر بسند كفالة.

— مرشحّين إصلاحيين: في الجبهة الإصلاحيّة هناك أصوات عدّة أعلنت نيّتها الأوليّة الترشّح قبيل الانتخابات من ضمنهم الشيخ محمد زارع فومني، الأمين العالم لحزب “مردمي اصلاحات”(الإصلاح الشعبي)، النائب مصطفى كواكبيان الأمين العام لحزب “مردم سالاي”(الديمقراطيّة الشعبيّة) والذي لم يحرز أهليّة الترشّح للانتخابات الرئاسيّة في العام 2013. مسعود بزشكيان النائب الأوّل لرئيس مجلس الشورى الإسلامي ووزير الصحّة الإيرانية في الدورة الانتخابيّة الثانيّة للرئيس الأسبق محمد خاتمي بين عامي 2001 و 2005. علي مطهّري، نجل أحد أبرز أعمدة الثورّة الشهيد مرتضي مطهّري، نائب أهالي طهران في مجلس الشورى والنائب الثاني لرئيس المجلس.

منافسة كبيرة بين الشيخ روحاني والسيد رئيسي في الإنتخابات الرئاسية
منافسة كبيرة بين الشيخ روحاني والسيد رئيسي في الإنتخابات
تبقى الأنظار شاخصة نحو لجنة صيانة الدستور التي ستقرّر أهليّة المرشّحين النهائيّة في ظل اعتقاد الكثيرين أن المواجهة ستنحصر فعلياً بين الرئيس الحالي الشيخ حسن روحاني، ومرشّح المبدئيين السيد إبراهيم رئيسي.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق