هكذا قرأ المصريون التفجيرات الارهابية التي طالت كنائسهم
تنوعت مواقف الاعلاميين والمحللين المصريين بعد التفجيرات الارهابية التي ضربت الكنيسة المرقسيةبالإسكندرية، وكنيسة مار جرجرس بالغربية، وخلفت العشرات الضحايا بين قتيل وجريح بين من اعتبرها مقدمة للاطاحة بشخصيات رسيمة مصرية ومن اعتبرها فشل أمني كبير يدخل مصر في نفق مظلم.
حيث اعتبر الإعلامي المصري الشهير عمرو أديب، أن تلك الحوادث الارهابية جعلت الجميع يشعر بعدم الأمان، وأضاف أديب، خلال تقديمه برنامج “كل يوم”، المذاع علي فضائية “on-e”، الأحد، أن إقالة وزير الداخلية ليس حل العمليات الإرهابية التي تستهدف مصر، مشيرا إلى أنه يجب معرفة من أين يأتي الإرهابيين بتلك الأموال للإنفاق علي العمليات الإرهابية، وأشار إلى أن مصر دولة فولاذية ووقفت أمام عمليات إرهابية إذا كانت في أي دولة أخري لانهارت وقتل المواطنين بعضهم البعض، واضاف:” ده يوم أسود في تاريخ مصر”.
أما الكاتب المصري المعروف وحيد حامد، قال تعقيبا على التفجيرات الارهابية في مصر ” أن اليد الطرية لا تخبز رغيفا، ولا تصد عدوا”، موضحا في سياق آخر: ” لا تزرع.. ولا تقلع”، وأعرب حامد، في تصريحات صحفية، عن استيائه الشديد مما حدث، مستنكرا استهداف المسيحيين في عيدهم في غياب تام للأمن، على حد قوله.
في حين قال الإعلامي والمقدم التلفزيوني، يوسف الحسيني، عبر حسابه بموقع تويتر: “بدأ أسبوع الآلام بتفجير كنيسة مارجرجس في طنطا، المسيح يُصلب من جديد.. وتدمع عيون العذراء دما يغرق أغصان الزعف”.
الى ذلك وصف المتحدث الإعلامي باسم الإخوان المسلمين المحظورة، أحمد عاصم، النظام المصري بأنه فاشيّ يستمد شرعيته من دماء أبناء مصر، مطالبًا برحيله فورًا.
كما اعتبر رئيس ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، إن التفجيرات في مصر لم تحدث إلا في عهود الاستبداد على حد تعبيره، قائلاَ:”لم تعرف مصر طوال تاريخها تفجيرات تستهدف جزءًا من المواطنين، إلا في عهود الاستبداد، التي لا توفر الأمن ولا الحرية ولا الحياة الكريمة”.
وعلى الطرف المقابل، دعا عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، الإعلامي مصطفى بكري، في بيان أصدره، إلى فرض حالة الطوارئ لتتمكن الأجهزة المعنية من المواجهة، على حد وصفه، وتساءل: “لماذا لا نطالب بفرض حالة الطوارئ في البلاد لتتمكن الأجهزة المعنية من المواجهة؟ يجب أن نعد أنفسنا لتقديم مشروع قانون بفرض حالة الطوارئ”، وطالب بكري باستدعاء رئيس الوزراء، لحضور جلسة البرلمان، الاثنين، وتساءل بكري: أين العدالة الناجزة؟ وأين تعديلات قانون الإجراءات الجنائية؟”، مشددا على ضرورة أن تضع الدولة حدا لهؤلاء القتلة من خلال تجفيف المنابع، وتفعيل المحاكمات العسكرية التي نص عليها الدستور، والقانون.
وهاجم رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، منفذي الانفجار الأول، وكتب عبر حسابه بموقع تويتر: “يا جبناء.. هتروحوا من ربنا فين.. إن شاء الله الكاميرات هتجيبكم يا كفرة”.
بدوره اعتبر، الكاتب والمحلل السياسي، أميل أمين، إن المرحلة الجالية تتطلب درجة عالية من الثبات النفسي والموضوعية والعقلانية رغم الألم والمأساة والمشهد الوطني المتآلم الذي يعصف بالبلاد، وتابع: “نستطيع القول أن مصر هي المستهدفة وداعش تريد اسقاط الدولة المصرية وتفكيك المنطقة من خلال أيادي خارجية، مشددًا على أن مصر أمام تخطيط جهنمي على أعلى مستوى من الخسة والنذالة والمهارة السلبية والشر المجاني”.
أما المحلل السياسي المصري، عصام عبد الشافي، فاعتبر هناك فئات مستفيدة من التفجيرات في مقدمتها من اسماها الجماعات العنيفة المتطرفة التي تبث الرعب في نفوس المصريين وتحاول إرباك المشهد السياسي واصفا إياهم بالأداة التي يتم توظيفها لمثل هذه الأحداث وقتما يشاء وفى مقدمتها تنظيم داعش، مؤكداً أن التفجير ليس له تأثير على بنية المجتمع المصرى بل أالتأثير سيكون على النظام الحالى وان كان سيكون تأثير محدود.
السيسي سيطيح بمشيخة الأزهر
الكاتب محمود القيعي، اعتبر أن نظرة السيسي الغاضبة وهو يتحدث عن تجديد الخطاب الديني يؤكد أن الإطاحة بشيخ الأزهر وتقزيم دور المؤسسة الدينية العتيقة آت لا ريب فيه، لاسيما وأن الأزهر يتعرض منذ أشهر لحملة ضارية من النقد اللاذع غير المسبوق، وأضاف :”الشيء المؤكد أنه سيتم استبدال شيوخ موالين للنظام (على هيئة على جمعة ووزير الأوقاف وغيرهما) بهيئة كبار العلماء والإطاحة بأعضائها لاسيما المحسوبين على جماعة الإخوان وفي مقدمتهم د. محمد عمار “.
في حين رأى الباحث في برنامج جامعة جورج واشنطن للتطرف، مختار عوض، وأن الشرطة المصرية تعتمد بشكل عام على شبكة قديمة من الأصول البشرية لاكتشاف التهديدات، ولا تستثمر في التدريب المناسب لقوات الأمن”، وأضاف عوض، وهو خبير بارز فيما يخص تحركات داعش في مصر: “هذا نظام أمني يمكن اختراقه بسهولة من قبل عناصر داعش المدربين.” وتابع أن “أغلب العاملين في أجهزة الأمن غير مدربين إلى حد كبير وغير متعلمين.”
الى ذلك، أدان رئيس حزب الإصلاح والتنمية، النائب السابق، محمد أنور السادات، حوادث التفجير، وتساءل عن الإجراءات الأمنية المتبعة في تأمين المنشآت الحيوية والدينية، ودور الدولة في وضع استراتيجية شاملة لجميع مؤسساتها، ودورها، في بلورة رؤية وأنشطة فعالة لمكافحة الإرهاب، وأكد السادات أنه حان الوقت لمراجعة سياسات الدولة في التعامل مع ملف الإرهاب، مشيرا إلى أنه سبق أن طالب مجلس النواب على أثر تفجير كنيسةالبطرسية بالعباسية، بضرورة تفعيل مواد الدستور المتعلقة بقوانين الإرهاب والعدالة الانتقالية ومفوضية عدم التمييز وتطبيقها بشكل حازم لتجفيف منابع الإرهاب والأفكار المتطرفة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعلن الأحد 9 أبريل/نيسان، حالة الطوارئ في مصر لمدة 3 أشهر، وذلك إثر التفجيرين اللذين استهدفا كنيستين بطنطا والإسكندرية وأسفرا عن مقتل 44 شخصا.
المصدر / الوقت