عالم دين مصري: قتل النّفس الإنسانية فساد في الأرض والإسلام من مرتكبها براء
القاهرة – سياسة – الرأي –
اعتبر عضو المجلس العربي والدّولي لعلماء المسلمين في منظمة الشّعوب والبرلمانات العربية بالقاهرة، الداعية الأزهري الشّيخ محمد رمضان أبو زيد أنّ ما حدث أمس في مصر من عملٍ إرهابيٍّ غاشم استهدف أهل مصر من الإخوة المسيّحيين، حيث ذهب ضحيّته عدد من المصريين الأبرياء وعددٍ آخر من الجرحى.
وأضاف الداعية رمضان في حوار خاص مع وكالة أنباء فارس أنّ هذا الحادث أدمى قلب كل مصريٍّ ومصريّة، لافتاً إلى أنّ رجال الدين من فوق منبر رسول الله (ص)، يطالبون بالحسم والحزم لمثل هذه الأعمال الإرهابية الخبيثة التي تنمّ عن الخِسّة والنذالة، إذ نهى عنها الدّين الإسلامي الحنيف، والذي يجعل العدوان على النفس الإنسانية، عدواناً على البشرية كلّها، حيث قال الله تعالى: “من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض، فكأنّما قتل النّاس جميعاً، ومن أحياها، فكأنّما أحيا النّاس جميعاً”.
ولفت إلى أنّه من أجل ذلك، الإسلام بعيد كلّ البُعد عن الإرهاب أو العنف أو التشدّد، إن كان ذلك من بعض فئاتٍ ارتدّوا عن المنهج، وواجب كل من ينتمي إلى العقيدة السمحة، أن يكون سمحاً في معاملته، وأن يكون رفيقاً بإخوانه حين يدعوهم، فالإسلام ينبذ العنف ويرفض الإرهاب والتشدّد، لأنّه الدين الذي دعا إلى التراحم والتعاطف والتآلف، وقال رسول الله (ص): “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمَثَلِ الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر والحُمّى”.
وأشار الشيخ رمضان إلى أنّ نبيّ الله محمد يقف عندما مرّت عليه جنازة، فقالوا له يا رسول الله هذه جنازة يهودي تقف لها، فأجابهم قائلاً: أو ليست نفساً، فما أعظم من رسول الله فيما دعا الناس إليه، من دينٍ عالميّ، فلو طُبِّقَت تعاليمه في الأرض لساد الأمان والاستقرار والازدهار، ولا كانت تلك الحروب ولا الكروب التي تسود العالم، إنّه الدين العالمي الذي بُعِثَ به رسول الله (ص) رحمةً للعالمين.
وبيّن أنّهم يدينون هذا العمل الإرهابي بكلّ قوّة، لافتاً إلى أنّ هذا العمل الإجراميّ الغاشم الذي استهدف إخوة المسلمين في مصر، الذين يعيشون مع بعضهم البعض تحت سماءٍ واحدة وعلى أرضٍ واحدة، حيث اختلطت الدماء في الحروب، لافتاً إلى أنّ ربّ العزّة أمر أن نقسط إليهم، فقال عزّ من قائل: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم، ان تبرّوهم وتقسِطوا إليهم، إنّ الله يجبّ المقسطين.
وختم الداعية رمضان بتقديمه خالص التعازي والمواساة إلى عائلات الضحايا من الأقباط الذين يتشاركون وطناً واحداً جنباً إلى جنب، متمنّياً بالشفاء العاجل للإخوة المصابين، سائلاً الله الأمن والأمان لمصر ولسائر الأمّة العربية والإسلامية.انتهى