التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

قيادي في “حماس” يشكك بنزاهة الانتخابات الأخيرة للحركة في غزة 

فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ

شكك القيادي في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف، بنتائج الانتخابات الداخلية الأخيرة في قطاع غزة، داعيًا إلى إجراء تغييرات جذرية في النظام الانتخابي للحركة – للمحافظة على التماسك التنظيمي – بحيث يتيح التنافس من خلاله على الأفكار والبرامج بدل حصر المسألة في شخصيات ذات مواقف.

وقال يوسف في مقالٍ له وصلنا نسخة عنه :”لا شك أن الانتخابات الأخيرة لم تكن هي الصورة الأمثل التي كنا نريدها لحركة حماس، من حيث النزاهة والشفافية التي تعودنا عليها في معظم انتخاباتنا السابقة، والتي تعودت الحركة أن تطل بها على كوادرها والمناصرين لها”.
وأشار إلى أنه “يحاول أن يتفهم ذرائع البعض وتبريراته للتجاوزات، والتي هي – مع احترامي لكل إخواني في قيادة الحركة – كانت خارج سياق ما تربينا عليه من أخلاق حركية وتنظيمية ومساقات قيمية”، على حد تعبيره.
ونوه يوسف إلى أن “لعبة الكولسات التي وقع فيها البعض ستظل تطاردنا على شكل تساؤلات في كل مجالسنا، حول مصداقية هذه القيادة التي تمثلنا، والتي – للأسف – أصابتنا بتصدعات في مفاهيم كنا نعتقد أنها رأس المال الذي نعتد به، كالأمانة والنزاهة والشفافية وطهارة المواقف والكلمات، لتطفو على كل ذلك مصطلحات الخداع والتلبيس والتدليس، والتي اتشحت لدى البعض بمسوح التقوى وثياب الواعظين”، كما قال.
ولفت إلى أن الانتخابات الداخلية الأخيرة لحركة حماس في غزة، وحالة الجدل والامتعاض الذي صاحبها، دفعت الكثيرين للتعبير عن أسفهم أن الحركة خرجت – هذه المرة – عن مألوفها في أن تكون هذه الانتخابات عرسًا ديمقراطيًا، تفاخر به “حماس” غيرها من الحركات الإسلامية والوطنية العاملة على الساحة الفلسطينية.
وتوقع يوسف أن تكون هذه هي “آخر مرة تجري فيها حركة حماس انتخاباتها بالشكل الذي جرى في فبراير/ شباط الماضي، والذي اعتمد على لوائح لم تعد تناسب حالتنا التنظيمية والسياسية والفكرية”، كما قال.
وأضاف :” لا بدَّ إذا ما أرادت الحركة أن تحافظ على تماسكها التنظيمي أن تجري تغييرات جذرية في نظامها الانتخابي، بحيث يتيح التنافس على الأفكار والبرامج، ويسمح بمشاركات تعطي كل التخصصات مساحتها في التمثيل القيادي، بدل حصر المسألة في شخصيات ذات مواقف ونمطية تفكير لا تبتعد بعضها عن البعض الآخر”.
وتابع يوسف يقول :” إن التنوع داخل المجالس الشورية – وكما هو معروف – يثري المواقف والقرارات، ويجعل للشورى معنىً ودلالات، أما هيمنة لون أو لونيين لبانوراما سياسية تتطلب كل ألوان الطيف فهذا ما يُعجِّل بتراجع الحركة، وعجزها في الحفاظ على قدرات التميز والإبداع عند كوادرها وقياداتها”.
ورأى أن التفاعلات التي تجري داخل صفوف الحركة في الداخل والخارج ستوجد بالتأكيد معالجات للأخطاء التي وقعت بقصدٍ أو دون قصد، وستعمل على تخطي ما جرى، وتقديم لوائح جديدة أو معدَّلة تنظم بشكل أفضل علاقاتنا الحركية، بعدما غدت حركة حماس رقماً لا يمكن تخطيه، وهي في سياسات المنطقة لاعبًا لابد من الاعتراف به والتعامل معه.
ونبّه يوسف إلى أن حركة حماس تدرك حجم التآمر عليها، لكسر شوكتها وشطب خطها الجهادي، وهذا يوجب عليها أن تعمل على سدِّ كل الثغرات التنظيمية، وتطييب خواطر كل من شعروا بالطعنة من إخوانهم، والعمل على تقديم لوائح انتخابية، تسمح بالتنافس الحر والشريف على كل المقاعد القيادية، وتقطع الطريق أمام لجوء البعض – للأسف – للكولسة والخداع.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق