التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

مصر وإمكانية التكامل مع محور المقاومة: قصة المساعي العربية لمنع ذلك! 

لا شك أن علاقة مصر بأطراف محور المقاومة برزت في الآونة الأخيرة مُعرضةً مصالح بعض الأنظمة العربية والكيان الإسرائيلي للخطر. وهو ما دفع هذه الأطراف للعب على وتر الخلافات ومحاولة تشويه صورة محور المقاومة. فكيف يمكن توصيف المصالح المشتركة بين مصر ومحور المقاومة؟ ولماذا تُعتبر هذه المصالح مهمة للطرفين وتحديداً مصر؟ وكيف تتكامل أدوارهم؟

المصالح المشتركة بين مصر ومحور المقاومة

عدة دلالات يمكن الوقوف عندها نُشير لها في التالي:

أولاً: يوجد مصالح مشتركة بين مصر ومحور المقاومة تدفع الطرفين نحو التقارب. وهو ما يتمثل بالتهديد الواضح لكل من الإرهابيين والكيان الإسرائيلي للأمن القومي المصري. فيما من المعروف أن محور المقاومة يُمثل الطرف الأكثر مصداقية في حربه ضد هذه التهديدات. مما يجعل التقارب المصري مع محور المقاومة ضرورة.

ثانياً: كان ظاهراً وجود تميُّز في الموقف المصري تجاه ملفات عديدة في المنطقة ومنها سوريا والعراق. فالجانب المصري الذي ظل حتى اليوم يُؤمن بسوريا الموحدة ذات السيادة بقيادة الرئيس بشار الأسد، ينادي أيضاً بوحدة العراق وأهمية اعتماده على نفسه في الحرب ضد الإرهاب. هذه قد تكون من أهم وجهات النظر الإقليمية المتقاربة بين مصر ومحور المقاومة.

ثالثاً: إن مواقف الدولة المصرية تجاه السلوك السياسي لبعض الدول، يمكن أن يكون بحد ذاته سبباً في مساعي البعض لإخضاع مصر للقرار العربي وتحديداً الخليجي، والذي لا يتوافق مع الرؤية المصرية. خصوصاً في ظل توتر ساد في العلاقات بين مصر والسعودية من جهة وقطر من جهة أخرى. فعلى الرغم من مشهد اللقاء الذي جميع السيسي وبن سلمان في الأردن، فإن ذلك لم يأتِ بجديدد عملياً. بل جاءت زيارة السيسي لأمريكا لتزيد من سخط الدول العربية الأخرى!

رابعاً: على الصعيد الخاص بمصر كدولة، فهي أحدى ضحايا الإرهاب. وهو ما جعلها تأخذ خياراً واضحاً في دعم وحدة الدول، كونها مُستهدفة أيضاً. فيما ظهر ذلك من خلال تعزيز القاهرة من تعاونها مع أجهزة الدولة السورية. الأمر الذي جاء واضحاً من قبل القيادة المصرية كردٍ على أن مصالح الدولة العليا هي الحكم في تحديد العلاقات الإقليمية. فما كان من بعض الدول العربية إلا أن عملت على تشويه صورة محور المقاومة، بهدف منع التقارب المصري مع أطراف هذا المحور.

خامساً: تُقيم مصر في علاقتها مع إيران الكثير من الإحترام والتقدير. حيث تجد في سلوك الجمهورية الإسلامية سلوكاً لا يتناقض مع مصالح دول وشعوب المنطقة. وهو الأمر الذي جعلها تُشكك وتستهزئ فيما نسبه البعض في الإعلام من محاولات واتهامات لعلاقة إيران بالإرهاب. هذا الموقف والنظرة المصرية تجاه إيران، زاد من محاولات إرضاخ مصر وتشويه سمعة حلفائها!

كل ما تقدم يدفع بالدول العربية الحليفة لكل من أمريكا والكيان الإسرائيلي، تسعى لإيجاد واقع يمنع بناء تقارب بين مصر ومحور المقاومة لا سيما إيران.

تحليل ما بعد الدلالات: مصر ومحور المقاومة وأهمية دورهم المتكامل

عدة مسائل يمكن الإشارة لها والتي تدل على وجود تكامل في الأدوار بين مصر ومحور المقاومة.

أولاً: لا شك أن مصر تتمتع بتاريخ عريق من ناحية دورها الإقليمي وقدرتها على استثمار ذلك فيما يخص مشكلات وأزمات المنطقة. وهو ما يقف خلف الغزل الأمريكي الدائم تجاه القاهرة. ويُعتبر بحد ذاته السبب الأساسي خلف السخط العربي لا سيما الخليجي تجاه الطرف المصري.

ثانياً: يُمكن أن تُشكَّل مصر قطباً إقليمياً قادراً على لعب دور مهم وعملي في حل مشكلات العالم العربي تحديداً، أمام المساعي الدولية القائمة. وهو ما تُدركه كل من روسيا وإيران. الأمر الذي يجعل التقارب المصري مع إيران ضرورة، لبناء هذا الدور، ناهيك عن وجود مصالح عدة مشتركة وتاريخ من التعاون الجيد بين الطرفين.

ثالثاً: إن تصريحات الرئيس المصري أكدت مراراً على السعي لبناء علاقة عادلة مع إيران. وهو ما يُعتبر كافياً كبداية. وذلك بسبب إيمان الطرف المصري بالسلوك الإيراني الموزون تجاه شعوب المنطقة، والواضح تجاه السياسية الأمريكية والإسرائلية. فيما تُعتبر القضية الفلسطينية والتي تُشكل السياسة المصرية أحد المؤثرين فيها، أهم سبب للتلاقي بين الطرفين.

رابعاً: إن أمن الخليج الفارسي، وأهمية ذلك لمصر، يُحتِّم عليها نسج علاقات جيدة مع إيران. وهو ما تسعى الدول التابعة للسياسة الأمريكية لمنع حصوله. عبر تشويه سمعة محور المقاومة واللعب على الوتر القومي والمذهبي. لكن مسار العلاقات بين إيران ومصر كان دائماً متيناً والدولتين تؤمن بأهمية أدوارهم وأهمية بناء التعاون الإقليمي المشترك، والقيام بدور بنّاء في خفض حدة التوتر فيي المنطقة.

خامساً: إن موقع مصر ودورها، وإمكانية تكامله مع محور المقاومة، يجعل من مصالح الأنظمة العربية والكيان الإسرائيلي، معرَّضة للخطر. وهو ما يدفع هذه الأطراف للعب دور تخريبي إنطلاقاً من مصالحهم. الأمر الذي يتوجب على الإدارة المصرية معرفته.

إذن تُدرك مصر أهمية العلاقة مع إيران كطرفٍ يتزعم محور المقاومة. وتدرك أيضاً أهمية العلاقة مع طهران كبوابة للتأثير الفعَّال فيما يخص ملفات المنطقة. لكن الحق يقتضي القول أن مصر والتي حافظت حتى الآن على مواقفها تجاه ملفات مهمة في المنطقة كسوريا والعراق، قادرة على نسج علاقة جيدة مع أطراف محور المقاومة. وهو ما تسعى السياسة الأمريكية لمنع حصوله خدمةً لمصالح حلفائها في المنطقة ولو على حساب مصالح الشعب المصري!
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق