أهالي كفريا والفوعة… فروا من الحصار في قراهم ليلاقوا الانتحاريين بشاحنات أغذية الأطفال
نعم، إنهم أهالي كفريا والفوعة في سوريا الذين ما لبثوا أن استطاعوا الخروج من الحصار الذي دام لسنوات ليلاقوا الموت عن طريق انتحاريين انتظروهم في شاحنات أغذية الأطفال، حيث ارتقى اليوم السبت حوالي 70 شهيداً وأصيب عشرات المدنيين نتيجة تفجير إرهابي بسيارة مفخخة استهدف منطقة تجمع الحافلات التي تنقل أهالي بلدتي كفريا والفوعة في منطقة الراشدين غرب حلب.
وبحسب وكالة سانا فقد فجر إرهابيون سيارة مفخخة في منطقة تجمع الحافلات وسيارات الإسعاف التي تنقل 5 آلاف مواطن من أهالي كفريا والفوعة المتوقفة منذ أكثر من 24 ساعة في منطقة الراشدين، ولفتت إلى أن التفجير الإرهابي “تسبب باستشهاد وإصابة عشرات المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء ووقوع دمار كبير بالحافلات وسيارات الإسعاف”.
وقد كانت سيارة محملة بالأغذية متجهة إلى الحافلات لإرسال الطعام إلى الأهالي المنتظرين منذ يومين للدخول إلى حلب، وتشير المعلومات إلى أن المسلحين فخخوا السيارة بعبوة ناسفة أسفرت عن وقوع العديد من الشهداء والجرحى في صفوف الأهالي، حيث يتجمع أكثر من 5000 مدني من أهالي كفريا والفوعة ضمن حوالي 60 حافلة بانتظار خروجهم ونقلهم إلى مدينة حلب.
هذا وتسيطر الجماعات الإرهابية المسلحة على منطقة الراشدين حيث وقع الاعتداء، حيث تأكد عودة 45 حافلةً تقل 3 آلاف شخص إلى الفوعة بعد أن منع المسلحون خروجها.
بدوره قال المرصد السوري المعارض من جهته إنّ الانفجار كان عنيفاً واستهدف الحافلات المتوقفة منذ صباح يوم الجمعة في منطقة الراشدين بالأطراف الغربية لمدينة حلب، وأكدت مصادر للمرصد أنّ الانفجار ناجم عن تفجير آلية مفخخة استهدفت منطقة تجمع الحافلات التي يبلغ عددها 75 حافلة ونحو 20 سيارة إسعاف، وتحمل على متنها نحو 5 آلاف شخص خرجوا من بلدتي الفوعة وكفريا.
وأشار مصدر في عمليات منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إلى أن الكوادر التي تشرف على عملية تنفيذ اتفاق إخراج أهالي بلدة كفريا والفوعة موجودة في مكان التفجير الإرهابي وتقوم بأداء مهمتها وفق الإمكانيات المتاحة.
وقامت مجموعات تابعة لهيئة تحرير الشام باستجواب أفراد حماية حافلات كفريا والفوعة وتصويرهم وتجريدهم من سلاحهم، بينما في الاتفاقات السابقة كانت الحكومة السورية تسمح بخروج المسلحين مع أسلحتهم، ولفت المصدر إلى أن السيارات التابعة للهلال الأحمر كاملة العدد ولحق ببعضها أضرار مادية في حين أصيب 3 من كوادر المنظمة بجروح متوسطة الخطورة.
ووصلت قبل ظهر أمس 75 حافلة و20 سيارة إسعاف تنقل على متنها 5 آلاف شخص من أهالي بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب قبل أن تعرقل المجموعات الإرهابية إدخالها إلى حلب تنفيذاً لبنود اتفاق إخراج أهالي البلدتين المحاصرتين وخروج المسلحين وبعض عائلاتهم من الزبداني ومضايا.
وأفاد ناشطون سوريون في وقت سابق بأن فصائل المعارضة المسلحة تعرقل استكمال تنفيذ اتفاق البلدات الأربع، إذ لا تزال حافلات الخارجين من الفوعة وكفريا ومضايا، متوقفة عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، حيث تنتظر قافلة مضايا بدء تحركها نحو محافظة إدلب، فيما تنتظر قافلة الفوعة وكفريا دخولها إلى مدينة حلب.
ويأتي هذا التفجير عقب تفجير آخر استهدف أحد المواقع العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي وفق ما ذكرت الإخبارية السورية، وبحسب مصادر محلية ومواقع التواصل الاجتماعي فإنّ سيارة مفخخة استهدفت تجمعاً عسكرياً للجيش السوري بين منطقتي سلمى وكنسبا بريف اللاذقية، وسط أنباء عن سقوط شهداء وجرحى نتيجة التفجير.
المصدر / الوقت