التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

تيّارات أردنية ترى في إسقاط سوريا حماية للخليج الفارسي من البوّابة الأردنية 

وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ

اعتبر عضو رابطة الكتّاب الأردنيين وعضو نقابة الصحافيين، الكاتب الأردني محمد أبو عريضة أنّ هناك محاولات أمريكية لإعادة خلط الأوراق والضغط على روسيا وإيران في إطار محاولة تفتيت جبهة سوريا وحلفائها.

وأضاف أبو عريضة أنّ عامل الحرب النفسية يأتي في السياق ذاته وهذا أوّلاً، وثانيهما يتعلّق باستعدادات أمريكية حقيقية لتنفيذ فكرة المناطق الآمنة وقد تكون الحشودات العسكرية الأمريكية البريطانية الأردنية في الشّمال الاردني/ الجنوب السّوري تعبير حقيقي عن هذه التوجّهات.
ولفت إلى أنّ معلوماته هناك توجّهَين تجاه الأزمة السّورية برزا على المستوى الرسمي، أولهما يعتقد أنّ إسقاط النظام السّوري مصلحة للأردن، قد يمنح ذلك الأردن فرصة ليصبح الجدار الأخير لحماية الخليج الفارسي، ما قد يفتح أبواب المساعدات الخليجية للأردن ويخفّف من آثار الأزمة الاقتصادية الخانقة، لافتاً أنّ ذلك يمثّل اتجاه التيار الليبرالي في الأردن بتحالف مع التيّار الإسلامي.
وأردف أنّ هذا الاتجاه ظلّ يضغط لتوريط الدولة الأردنية واستطاع أن يحقّق نجاح محدود، وهذا التيار تعبير حقيقي عن النفوذ الغربي الإسرائيلي الخليجي في الأردن، مشيراً إلى أنّ من المفارقات أنّ هذا التيّار تمكّن من استخدام مؤسّسات أردنية لا تتفق مع هذا التوجه، وثاني التوجّهات هو البيروقراط الذي يرى أنّه ليس للأردن مصلحة في التوّرط في الشأن السّوري لأن سقوط الدولة السّورية من شأنه إضعاف النظام أمام الإخوان المسلمين، ومع ذلك فقد توّرط البيروقراط بما في ذلك المؤسّسات الأمنية في الشأن السّوري خلافاً لمواقف لها معلنة، وذلك استجابة لضغوطات محلية تعبيراً عن ضغوطات خارجية خاصة الضغوطات السعودية.
وبيّن أبو عريضة أنّ أكثر من جهة وقفت بين هذَين الاتجاهًين، وكانت تستجيب أحياناً للضغوطات وأحيانا لا تستجيب، أما على المستوى الشعبي ودور الشعب الأردني في منع خطوات أردنية محتملة للتورط الميداني في الشأن السوري بشكل أكبر، فالشعب الأردني غير قادر على ذلك لأسباب موضوعية أبرزها أنّ الشعب الأردني منقسم تجاه الأزمة السورية، ونسبة مرتفعة منه مضللة وتكرّر الخطاب السعودي الطائفي والظرف الوحيد الذي يمكن أن يدفع الشعب الأردني للتوحد تجاه الشأن السّوري هو إذا كان موقف الجيش الأردني سلبياً تجاه التدخل في سوريا.
وأوضح أنّ الإرهاب موجود باستمرار وينمو كلما احتدمت أزمات الرأسمالية، وقد يتحوّل من إرهاب جماعات وظيفية كما هي الجماعات التكفيرية إلى إرهاب الدولة كما هو حال الدول الاستعمارية القديمة والحديثة ، لافتاً إلى أنّ تنامي الإرهاب وانتشاره بشكل واسع مرتبط بحالة الفوضى التي تجتاح العالم ومحاولات كل طرف أخذ حصة أكبر في عالم الغد وما أشيع عن فرضية ملء الفراغ الذي أحدثه التراجع الأمريكي هو صحيح إلى حد كبير، والجماعات التكفيرية هي تعبير عن تطلّعات دول الإقليم لملء الفراغ ومحاولات الإدارة الأمريكية الجديدة لاستعادة مناطق نفوذها وإعادة انتاج نفوذها عبر الاستثمار في الإرهاب، فهي خطوة متأخرة وتشبه خطوة انتوني ايدن رئيس وزراء بريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق