الخارجية الايرانية: على بريطانيا ان لا تتحرك خلافا للاتفاق النووي
طهران – سياسة – الرأي –
أكد المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية ان على بريطانيا ان لا تتحرك خلافا للاتفاق النووي.
وخلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي الاول في السنة الايرانية الجديدة (بدأت في 21 آذار/مارس 2017)، وبشأن الاجتماع السابع للجنة المشتركة للاتفاق النووي والذي من المقرر عقده في العاصمة النمساوية فيينا بتاريخ 25 نيسان/ابريل الجاري وموضوع عدم التزام بريطانيا بتعهداتها من خلال معارضتها لشراء ايران 950 طنا من الكعكة الصفراء من كازاخستان، قال بهرام قاسمي اليوم الاثنين: ان اجتماع اللجنة المشتركة هو لطرح القضايا والخلافات المحتملة في مجال الاتفاق النووي.. ان بريطانيا لم تلتزم بتعهداتها في هذا المجال، وان المحادثات مستمرة، ونأمل بالتالي ان تعود الحكومة البريطانية للالتزام بتعهداتها وتنفذها.
وأضاف: على الحكومة البريطانية ان تلتفت ان عليها ان لا تتحرك خلافا للاتفاق النووي، وان تعود الى التفاهمات والاتفاقات التي حصلت بين مجموعة دول 5+1 وايران، وان تزيل هذه المشكلة.
وردا على سؤال آخر في هذا المجال، أوضح قاسمي: لقد تم التأكيد خلال البيان الختامي لمجموعة الدول السبع على تعهد جميع الدول بالاتفاق النووي. فالاتفاق النووي تعهد متعدد الاطراف ولن تكون دولة لوحدها قادرة على انتهاكه، كما ان ايران لن تكون سباقة الى انتهاك الاتفاق. وأتصور ان الاتفاق النووي هو نتيجة الارادة الوطنية وان اي حكومة تتولى الامور في ايران ستواصل بالتالي تنفيذ الاتفاق النووي، الا ان لا يلتزم الآخرون بتعهداتهم، إذ سنقوم بإجراءات تتناسب مع ذلك.
* ايران لديها رؤية واضحة تجاه جيرانها
وردا على سؤال بشأن التطور في العلاقات بين ايران والدول الاعضاء في مجلس تعاون الخليج الفارسي، قال قاسمي: ان لدينا رؤية واضحة تجاه جيراننا الجنوبيين. فلقد حصلت جملة من التطورات بزيارة وزير الخارجية الكويتي الى طهران والتي تبعتها زيارة الرئيس الايراني الى الكويت وايضا الرسالة الخطية الجوابية التي سلمها السفير الايراني لدى الكويت الى وزير الخارجية الكويتي قبل اسابيع، ومازالت هذه التطورات مستمرة وبعد ذلك قام وزير الخارجية محمد جواد ظريف بزيارة الى قطر، والاتصالات مستمرة بيننا.
وأوضح: ان لدينا مشكلات اكثر مع دولة او دولتين، معربا عن امله بأن تتمكن هذه الدول من خلال الرؤية الواقعية لديها بأن تخطو خطوات كبيرة واجراءات بناءة لتساعد على تحسين الوضع بين ايران والدول الاعضاء في مجلس تعاون الخليج الفارسي والتحرك في مسار بناء أفضل، لنتمكن من مواصلة جهودنا المشتركة الجادة في اقرار السلام والاستقرار بالمنطقة.
* الحادث الكيمياوي في سوريا يثير الشكوك
وردا على سؤال بشأن الهجوم الكيمياوي على منطقة خان شيخون بسوريا، أوضح المتحدث باسم الخارجية الايرانية: لقد أعلنا مواقفنا بشأن الحادث الكيمياوي بوضوح، واستنكرنا هذا الحادث بشدة، مضيفا: لقد طرحنا موضوع تشكيل لجنة تقصي الحقائق، وتوصلنا الى تفاهم بهذا الشأن مع جيراننا الى حد كبير بمن فيهم روسيا.. ان الحادث الكيمياوي في سوريا يثير الشكوك. فمنذ سنوات منعت منظمة الامم المتحدة الحكومة السورية من استخدام الاسلحة الكيمياوية، وتم تفكيك الترسانة الكيمياوية تماما، وقد كان الامر واضحا بحيث لا يحتاج الى ايضاح.
وتابع: هذا في حين أن التنظيمات الارهابية كانت تملك هذه الاسلحة، وكانت هناك اخبار من قبل أن هذه التنظيمات أدخلت اسلحة خاصة الى سوريا عبر مختلف الطرق، ونحن وبدلا من العمل بانحياز، أحلنا هذا الموضوع على لجنة تقصي الحقائق. ومن الواضح ان الحكومة السورية قامت بتفكيك ترسانتها الكيمياوية تحت اشراف منظمة حظر الاسلحة الكيمياوية، واذا كان هناك من هذه الاسلحة فلابد من البحث عنها لدى الآخرين والمصادر الاخرى.
* مواقف ايران تجاه فلسطين واضحة
وفي معرض اجابته على سؤال مراسل فلسطيني، بأن روسيا مستعدة للاعتراف بالقدس الغربية عاصمة للكيان الصهيوني، قال قاسمي: ان مواقفنا تجاه فلسطين واضحة.. ان فلسطين تخضع لاحتلال الكيان الصهيوني، ونأمل بأن تتحرر فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وردا على سؤال بشأن احتمال حصول مواجهة محتملة بين ايران واميركا، مع زيادة التحركات العسكرية الاميركية في المنطقة بما فيها الهجوم الصاروخي على سوريا وقصف المدنيين في افغانستان، قال قاسمي: ان التحركات العسكرية التي صدرت مؤخرا من اميركا في المنطقة، كانت نوعا من التخبط والرد على مشكلات اميركا واحباطاتها الداخلية اكثر من ان يكون لها معنى عسكري وتبعات عسكريات مؤثرة، فلقد كانت اميركا ومن اجل الحصول على ادنى اجماع وارسال اشارة الى بعض حلفائها في المنطقة، مضطرة للقيام ببعض الخطوات العسكرية الخاطئة، وبالتالي كانت هذه الاجراءات بضرر اميركا نفسها على الصعيد العالمي، ولم تترك اي اثر عسكري جاد.
وتابع: ان الهجوم الذي حصل في سوريا، كان غير قانوني ومخالفا لجميع الاعراف الدولية، كما ان ما حصل في افغانستان لا يتناسب مع قضايا هذا البلد.. فالقنبلة غير النووية الاميركية التي استخدمت في افغانستان لا معنى عسكريا لها، فتنظيم القاعدة وداعش في افغانستان ليسا على مستوى يتطلب استخدام هذا النوع من القنابل.
وأكمل: لعله يمكن القول ان اميركا وردا على الرأي العام العالمي، قامت نوعا ما بدعم الارهاب في سوريا من اجل تغيير التوازن في هذا البلد، كما بادرت في افغانستان الى هذه الخطوة لمواجهة الارهاب، لكن لا يوجد اي تبرير لهذه الخطوة.
وبشأن احتمال وجود اهداف سياسية وراء التحركات الاميركية الاخيرة، اوضح المتحدث الايراني ان الوضع في المنطقة سواء في سوريا او افغانستان أثبت خلال السنوات الماضية، انه لا يوجد حل عسكري لا في سوريا ولا في افغانستان.. ان هذين البلدين بحاجة الى حلول سياسية جذرية، ولابد من التوصل الى الحل والنتيجة اللازمة على يد شعبي هذين البلدين وفي اطار الاجماع العالمي وبمشاركة دول المنطقة والجوار.
وردا على سؤال بشأن تشكيل غرفة عسكرية مشتركة بين ايران وروسيا وسوريا، أكد قاسمي ان هذا ليس موضوعا جديدا وكان هناك تعاون بين الدول الثلاثة في المجال العسكري، ولعله يزداد او ينخفض حسب المتطلبات والضرورات، وسيستمر هذا التعاون والتشاور حتى تحقيق السلام وتثبيت الهدنة في سوريا.
وبشأن سياسة ايران تجاه العراق، أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان السيادة الوطنية ووحدة التراب تعتبران مبدئين بديهيين وجادين بالنسبة لنا، ونعتقد ان جميع الطوائف والقوميات والشعوب التي تعيش في ارض تسمى العراق، يمكنها ان تتعايش سلميا في اطار السيادة الوطنية والحكومة المركزية والدستور العراقي، ونحن نعارض اي اطروحات تريد تقسيم دول المنطقة او تهديد استقلالها، وسندافع بجدية عن كيان العراق ووحدة ترابه.
انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق