ناسا تلتقط صورا لصدع غريب في جليد غرينلاند
كشفت صور جديدة لوكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) وجود صدع غريب آخذ بالتمدد عبر نهر جليدي عملاق في غرينلاند، الأمر الذي يثير مخاوف من أن جزءا من ذلك الجرف الجليدي العائم قد ينشق ويتجه إلى المحيط.
وقد التقط علماء في حملة ناسا الميدانية المسماة “أوبريشن آيسبريدج”، مؤخرا الصور الأولى للصدع المتنامي خلال تحليقهم فوق “نهر بيترمان الجليدي”، الذي يربط صفيحة غرينلاند الجليدية بالمحيط المتجمد الشمالي.
وتظهر الهوة الجديدة في وسط الجرف الجليدي العائم للنهر الجليدي ذلك اللسانَ الجليدي الذي يمتد إلى الماء من النهر الجليدي على الأرض.
وبحسب الصور فإن الصدع يظهر قريبا نسبيا إلى صدع أكبر يمتد نحو مركز الجرف، وإذا تقاطع الصدعان فإن من الوارد جدا أن ينفصل جزء من الجرف الجليدي في شمال غرب غرينلاند.
لكن العلماء ضمن حملة “أوبريشن آيسبريدج” قالوا على فيسبوك إنه قد يكون هناك منقذ للجرف، وذلك أنه يمكن أن يكون “للتدفق الوسطي” في الجليد “تأثير الركود” على الصدع الجديد، مما يساعد في إبطاء أو وقف تقدمه نحو الصدع الأقدم.
ويقول الباحث في جامعة ديلفت للتكنولوجيا في هولندا ستيف ليرميت، الذي كان أول من نبّه فريق ناسا إلى إحداثيات الصدع بعد أن لاحظها في صور الأقمار الصناعية، إن الصدع الجديد ينمو منذ يوليو/تموز 2016، وهو تاريخ أول مرة كشفت فيها صور الأقمار الصناعية وجود الصدع.
ورغم أن العلماء غير متيقنين بشأن الأسباب التي أدت إلى حدوث الصدع، يقول ليرميت إن السبب المحتمل قد يكون ما يسمى “إجبار المحيط”، وهو ظاهرة تحدث عندما تذيب مياه المحيط الدافئة الجليد من تحت.
وقد تكون ظاهرة “إجبار المحيط” مسؤولة عن حدوث تشققات في أجزاء أخرى من العالم، حيث يعتقد الباحثون أنها تسببت في تشكل تشققات تحت أرضية عميقة في النهر الجليدي “باين آيلاند غلاسير” في القارة القطبية الجنوبية، إذ تسبب صدع بطول 32 كيلومترا في نهاية المطاف في شق الجليد من الداخل إلى الخارج ليتسبب بانفصال جبل جليدي بمساحة 583 كيلومترا مربعا في يوليو/تموز 2015.
ومن الجدير بالذكر أنه عندما تنفصل الصفائح الجليدية إلى جبال جليدية فإنها لا تؤدي مباشرة إلى زيادة مستوى مياه البحر، وذلك لأن الجليد بالفعل عائم في المحيط مثل مكعب الثلج في كأس الماء.
لكن هذه الصفائح الجليدية تمثل ما تشبه عتبة الباب التي تحجز الثلج البري خلفها، فإذا اختفت فإن بإمكان الأنهر الجليدية التحرك نحو البحر، الأمر الذي قد يضيف مياها جديدة إلى المحيط وبالتالي يرفع مستوى مياه البحر.