القوات البرية للجيش الإيراني من البنية الدفاعية إلى البنية الهجومية
في ظروف استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، ومرحلة من الضغوط الأمريكية والغربية على الجمهورية الإسلامية من أجل الحد من نفوذها الإقليمي. تواصل إيران تقدمها على كافة الصعد، علميا وعسكريا واقتصاديا ويزداد نفوذها السياسي يوما بعد يوم بسبب الاستراتيجية الصادقة التي تتبعها مع حلفائها وأصدقائها في المنطقة والعالم.
عسكريا لا تمر أيام دون الكشف عن إنجاز جديد وتطوير في المجالات الدفاعية والصاروخية، أما الجديد اليوم فهو الحديث عن خطط وبرامج تحمل الكثير من الدلالات والأبعاد العسكرية والاستراتيجية تحدث عنها قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد “كيومرث حيدري”، برامج تهدف إلى تحويل بنية القوة البرية في الجيش الإيراني من دفاعية إلى هجومية حسب قوله. برامج ظهرت اليوم الثلاثاء بعض من نتائجها خلال العرض العسكري الذي أقامه الجيش الإيراني في يومه.
حيث أقامت وحدات من الجيش الإيراني اليوم الثلاثاء بمناسبة يوم الجيش، بمشاركة القوى الثلاث البرية والبحرية والجوية إضافة إلى وحدات من الشرطة والحرس الثوري وقوات التعبئة “البسيج”، وذلك بحضور الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني وكبار قادة الجيش والقوات المسلحة. عرض أتى استثنائيا حيث أنه عكس من خلال مناورات نفذتها وحدات خاصة من الجيش حقيقة التوجه الذي عبر عنه العميد حيدري بتحويل الجيش إلى وحدات هجومية قتالية متحركة.
حيث شارك في العرض الذي أقيم بالقرب من مرقد الإمام الخميني جنوب العاصمة طهران، عشرات الطائرات المقاتلة التي ملأت سماء حرم الإمام الخميني منفذة عرضا جويا. ومن بين المقاتلات المشاركة MIG-29، F14، F4، F5، F7، صاعقة، سوخوي 24، C-130 إضافة إلى طائرة تزويد وقود وطائرات مروحية أخرى.
إلى جانب ذلك تم عرض منظومة الدفاع الجوي الروسية S-300 إضافة إلى أنظمة دفاع جوي داخلية الصنع وصاروخ “صياد3” الذي ظهر للمرة الأولى بشكل رسمي في هذا العرض العسكري.
إضافة إلى ذلك تم الكشف عن أسلحة قناصة “شاهر”، ورشاش “محرم”، آلية تكتيكية “كيان”، آلية التجسس المدرعة “CBRNN”، كاسحة الألغام “حيدر”، دبابة تيام وذوالفقار إضافة إلى أسلحة ومحصولات أخرى من إنتاج الجيش الإيراني.
أما فيما يخص حديث العميد كيومرث حيدري أمس الأثنين، فقد أكد على امتلاك الجيش الإيراني والقوات البرية قدرات قتالية وكفاءة عالية، ولكن البنية العسكرية قائمة على أساس دفاعي وليس هجومي. وبناء على توجيهات قائد الثورة الإسلامية فإن القوات البرية تسعى لامتلاك قدرات قتالية هجومية تضاهي التي يمتلكها الأعداء.
وفي هذا الإطار أوضح أن هناك خططا وبرامج تم إعدادها وسيبدأ تنفيذها بهدف تحويل البنية القتالية للقوة البرية إلى بنية هجومية، تجعل من القوات البرية قوات متحركة مهاجمة.
وعن هذه الخطط والإجراءات أكد أن عدد من الألوية والمجموعات البرية سيتم تغيير وضعها الحالي، وإخضاعها لبرامج تدريبية على أعلى المستويات، وباستخدام أفضل التقنيات والتكتيكات العسكرية المتطورة، إضافة إلى تجهيزها بأحدث الأسلحة التي تواكب متغيرات العصر.
وأضاف العميد حيدري أن الخطط التي وضعت جاءت على قاعدة “أفضل أنواع الدفاع هو الهجوم” لذلك لم يُلحظ ضمن الخطط والبرامج تقنيات دفاعية بالمطلق.
من جانب آخر أكد العميد حيدري أيضا أن هذا التحول سيلحظ تحويل وحدات المدرعات الدفاعية إلى وحدات هجومية بعد إجراء التعديلات اللازمة على الآليات المدرعة التي يمتلكها الجيش.
وفي جانب آخر مرتبط، أكد العميد حيدري على السعي الحثيث لامتلاك القدرة على تصنيع الأسلحة التي يحتاجها الجيش، مؤكدا أن هناك خمس خطوط إنتاج قطع عسكرية حساسة قد بدأ بالعمل لإنجازها، منها 3 خطوط لإنتاج قطع دبابات ومدرعات وخطوط أخرى لإنتاج قطع للطائرات والمروحيات العسكرية.
العروض والمناورات العسكرية لا تنتهي في الجمهورية الإسلامية، وخلال كل عرض أو مناورة هناك ما هو جديد للإعلان عنه، في رسالة واضحة وصريحة لأعداء إيران بأن لا يفكروا للحظة بأي حماقة كانت. ولكن ما أعلن عنه العميد حيدري بالأمس وما ظهر في العرض العسكري اليوم قد يكون أهم وأكثر تعبيرا عن حقيقة الواقع الإيراني القوي، فالأسلحة وحدها لا تكفي لصد العدوان بل إن العقيدة القتالية للقوى المسلحة هي الأساس في درء الأخطار عن أي بلد كان. فعلى رغم أن العقيدة القتالية للقوات البرية الإيرانية كانت دفاعية، لم يتجرأ أعداء إيران على الهجوم عليها وعلى رأسهم أمريكا، فكيف اليوم وقد قرر القادة العسكريون في طهران تحويل القوة البرية في الجيش وهي الأكثر عديدا على صعيد القوات المسلحة إلى قوات ديناميكية مهاجمة.
المصدر / الوقت