هل تعرف كيف يتحرك جسمك؟
قبل أكثر من 100 عام، اُكتشف أن الضرر الذي يلحق بمنطقة معينة من الدماغ يتسبب ببقاء الشخص جامدًا، بحيث يشعر بالبرودة ويفقد الشهية. وقد دفع هذا الباحثين إلى الاعتقاد بأن إشارات الدماغ في “المهاد الجانبي “LH” ، وهي المنطقة المرتبطة بالجمود، قد تتحكم في النشاط البدني. ومع ذلك، فإن الآلية الدقيقة وراء هذا الترابط ظلت غير معروفة حتى الآن.
ووفقًا لمجلة “ميديكال نيوز توداي”، يستخدم البحث الجديد التكنولوجيا المتطورة لاستكشاف ما يسبب النشاط البدني في الثدييات، كما وجد نوع جديد من خلايا الدماغ في “LH” التي تؤدي لحدوث الحركة الطوعية عند تفعيلها.
وقد أجرى الباحثون دراسة في كلية “كينغز” في لندن في المملكة المتحدة، برئاسة الدكتورة “دينيس بورداكوف” من مركز علم الأعصاب التنموي في معهد الطب النفسي. دراسة الخلايا العصبية الحركية في المهاد الجانبي “LH”.
يذكر أن منطقة ما تحت المهاد هي منطقة بالدماغ تنتج الهرمونات التي تتحكم في سلسلة من وظائف الجسم، بما في ذلك درجة حرارة الجسم، والدافع الجنسي، والشهية، والمزاج، والنوم، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم.
وباستخدام علم البصريات الوراثي لتحليل الدائرة الكهربائية في الدماغ والتسجيل العميق في الدماغ، فحص الباحثون ما يعادل الـ “LH” لدى الفئران. فعلوم البصريات الوراثية هي التكنولوجيا المتقدمة حديثًا التي تستخدم الضوء لتتبع ومراقبة نشاط الخلايا، حيث يتم تعديل الخلايا أولاً وراثيًا لتصبح حساسة لتردد معين من الضوء، وبعد ذلك يمكن تفعيلها أو إسكاتها، مما يتيح للباحثين فرصة لفحص الدوائر الكهربائية بالدماغ.
وينطوي تسجيل الدماغ العميق (قياس الألياف) على إدراج أقطاب تحفيز في عمق المناطق تحت القشرية من الدماغ، وتُستخدم هذه الطريقة لدراسة وتسجيل الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة، فضلاً عن كونها علاجًا محتملاً لاضطرابات الحركة.
وكشفت خلايا “أوركسين” العصبية (GAD65) التي تسيطر على الحركة الطوعية استخدام التقنيات السابقة في الفئران، وعن أنواع جديدة من خلايا الدماغ تسمى “الخلايا العصبية GAD65″، وهي مجموعة فرعية من الخلايا الموجودة في “LH”، لكنها تختلف جزيئيًا عن الخلايا العصبية الأخرى التي ارتبطت سابقًا بالتحكم في الحركة.
وقد وجدت الدراسة، أن هذه الخلايا الجديدة ينشطها “أوركسين ببتيد” الذي عادة ما يُستخدم للإشارة إلى الإجهاد والشهية. كما وجدوا أنه عندما تم إلغاء تنشيط الخلايا، ركضت الفئران أقل بكثير من المعتاد.
وقال الباحثون:”هذه النتائج تسلط الضوء الجديد على إشارات الدماغ العميقة التي تحافظ على مستويات صحية من النشاط البدني”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق