مدنيوا الموصل يُنجدهم الجيش العراقي عن طريق دجلة
تعمل القوات العراقية بمساعدة الحلفاء على إنقاذ المدنيين في الموصل من إرهاب تنظيم داعش، لاسيما وأن غالبيتهم باتوا يشكلون دروعا بشرية لعناصر التنظيم الإرهابي.
واتّبع تنظيم داعش أسلوب التجنيد الإجباري للمدنيين أو إرغامهم على البقاء تحت سيطرته ليشكلوا درعه الأقوى أمام القوات العراقية، ناهيك عن قرار التنظيم بإعدام كل من تسوّل له نفسه بالفرار من المدينة المحاصرة متهما إياه بالخيانة!.
وبعد مرور ستة أشهر على انطلاق معركة الموصل، تُبدي القوات العراقية والحشد الشعبي شفافية كبيرة في عملية إنقاذ المدنيين من النساء والأطفال على وجه الخصوص من الموصل، وعن طريق تأمين ممرات آمنة لهم إلا أن إرهابيي تنظيم داعش لازالوا يتعمّدون استهداف الهاربين من الموصل.
وذكرت مصادر أن الجيش العراقي بنى جسرا عائما جديدا على نهر دجلة جنوبي الموصل، بعدما سدّت الفيضانات جميع نقاط العبور فاتحا بذلك طريقا للهرب أمام الأسر الفارة من القتال الدائر مع داعش.
وكانت قد تدمّرت معظم الجسور الدائمة في الموصل أثناء الحملة العسكرية المستمرة منذ ستة أشهر لاستعادة الموصل من إرهابيي تنظيم داعش الذين اجتاحوها في العام 2014.
من جانبها أكدت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن كل شيء عاد إلى طبيعته من ناحية إنقاذ المدنيين.
وفرّ نحو 20 ألف شخص من الموصل في الأيام الأربعة الماضية بحسب مفوضية اللاجئين. يذكر أن حوالي 330 ألف شخص فروا من الموصل منذ بدأ الجيش العراقي عملية طرد إرهابيي داعش في أكتوبر تشرين الأول.
وظهر في صور طوابير طويلة تشكّلت عند الجسر الجديد يوم الثلاثاء مع عبور الأسر في حافلات عامة وشاحنات وسيارات الأجرة.
ويتم إيصال المساعدات على الدوام إلى مخيم حمام العليل إلى الجنوب الغربي من الموصل، حيث نقطة الوصول الرئيسية للفارين من القتال.
وفي وقت سابق ذكر مدنيين فارين من الموصل، أن عناصر تنظيم داعش أجبروهم على دفع أموال من أجل تأمين خروج آمن لهم من المدينة. الأمر الذي يدلّ على مدى الإفلاس الذي وصل إليه التنظيم الإرهابي مع تضييق الخناق عليه في معقله
.
وذكر أحد الفارين من الموصل لمجلة “فورين بوليسي”، أن المهرّب الداعشي الذي أخرجهم إلى أطراف الموصل، طلب منهم مبلغ 200 دولار عن كل شخص يزيد عمره عن 12 عاما.
وعبر الهاربون نهر دجلة حاملين حقائب أثقلت أكتافهم وأيضا عربات أطفال وكراسي متحركة. وفي العادة تبلغ مسافة الرحلة في الإتجاهين بضعة كيلومترات.
وبحسب اللواء العراقي “سامي العريضي” في إشارة منه الى عودة الحياة الى المناطق المحررة من الموصل: الآن يوجد أناس يدخلون وأناس يغادرون.
وتابع الضابط العراقي: إن الذين غادروا يعودون وأن المغادرين الآن جاءوا من أحياء تشهد اشتباكات حاليا.
وتبذل القوات العراقية جهودا حثيثة لطرد إرهابيي داعش من المدينة القديمة غربي الموصل، حيث يقبع مسجد النوري الكبير الذي أعلن منه زعيم التنظيم الارهابي “أبو بكر البغدادي” خلافته المزعومة على العراق والشام.
يذكر أن أحد الفارين من الموصل المدعو “جاسم” قال أن لداعش قناصة يشرفون بالكامل على ضفة النهر بين الجسرين الخامس والسادس، وعملية الهروب تكتنفها صعوبات، حيث يقوم إرهابيي داعش بقنص الهارب من المدينة والداخل إليها.
وفي الآونة الأخيرة تمكّن الجيش العراقي من استعادة معظم الموصل بما في ذلك النصف الذي يقع شرقي نهر دجلة. وفي الوقت الراهن تمكنت القوات العراقية من محاصرة داعش في شمال غرب الموصل.
المصدر / الوقت