إساءة الاستفادة الأمريكية من الرئاسة الدورية لمجلس الأمن: إيران بدلا من “إسرائيل”
تناوب الكثيرون على منصب مندوب أمريكا لدى الأمم المتحدة وكان القاسم المشترك بينهم جميعا الدفاع عن الكيان الإسرائيلي، ولكن يبدو أن المندوبة الأمريكية الحالية “نيكي هايلي” تتقن فن الدفاع عن الكيان الإسرائيلي أكثر من كل أسلافها، فلا تترك فرصة تفوتها دون الاستماتة في الدفاع عن الكيان، حتى بلغت وقاحتها حد القول إنها ستضرب بحذائها ذي الكعب العالي كل من يعادي “إسرائيل”.
نيكي هايلي التي تتولى نيابة عن بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، تريد حرف الأنظار عن تقرير الثلاثة أشهر الأخيرة حول نشاطات الكيان الإسرائيلي غير القانونية في بناء المستوطنات وهضم الأراضي الفلسطينية، لتصب اهتمام المجلس على نشاطات إيران في المنطقة ومنها ما تسميه التدخل في اليمن وسوريا والدعم الإيراني لمنظمات تعتبرها واشنطن إرهابية كحزب الله اللبناني.
وبحسب تقرير لصحيفة “بلومبرغ” الألمانية فإن هايلي كانت قد أعلنت سابقا اعتراضها على سياسة مجلس الأمن في وجه “إسرائيل”، واتهمت منظمة الأمم المتحدة بأنها تتبع سياسات معادية للكيان.
كما صرحت هايلي سابقا ما مفاده، بدل التركيز على “إسرائيل” يجب التركيز على إيران التي وصفتها بأنها الدولة الأولى في العالم الداعمة للإرهاب.
وبالعودة إلى مجلس الأمن الذي عقد يوم أمس جلسته الدورية حول الوضع في فلسطين، قرأ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط “نيكولاي ملادنوف” تقريرا عن البناء غير الشرعي للمستوطنات الإسرائيلية في المناطق المحتلة. وهذه الجلسة هي الثانية من نوعها بعد إصدار قرار الأمم المتحدة في كانون الثاني يناير الماضي والذي يدين الاستيطان الإسرائيلي، يُذكر أن المندوب الأمريكي في حينها لم يقم بوضع فيتو على القرار في خطوة غير مسبوقة من قبل الإدارة الأمريكية السابقة.
حيث سمحت إدارة أوباما وفي آخر أيامها بتمرير قرار يدين الاستيطان غير الشرعي في الأراضي المحتلة، كما سمحت بتقديم تقرير فصلي حول بناء المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.
هذا ويقدم لمجلس الأمن الدولي ومنذ العام 2000 تقرير شهري عن الوضع في فلسطين، وابتداء من عام 2010 إلى اليوم يتم تشكيل جلسة فصلية للتباحث حول السلام بين الكيان الإسرائيلي والفلسطينيين.
نيكي هايلي ومن وراءها إدارة دونالد ترامب تريد الاستفادة من فرصة الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لحرف وجهة الجلسة الفصلية للمجلس حول السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وسعت خلال جلسة الأمس لتحويلها لجلسة إدانة لإيران على خطواتها التي تزعزع أمن الشرق الأوسط، وكل ذلك حسب تعبير الصحيفة.
ختاما نيكي هايلي أو غيرها، ومهما هولت وهددت، ومهما إستشرست في الدفاع عن كيان أصبح عاراً أمام العالم، فذلك لن يغير في المعادلة شيئا، فالرأي العام العالمي أصبح يعرف حق المعرفة حقيقة الموقف الأمريكي المنحاذ للکيان الإسرائيلي، كما أن الشعب الفلسطيني ومنذ زمن بعيد قطع الأمل من مجلس الأمن والأمم المتحدة واختار طريقه في النضال لتحرير فلسطين. وأما إيرانيا فإدانة أمريكية لا تقدم ولا تؤخر. فهذا الاتفاق النووي، لم يلتزم به وبمفاعيله الأمريكيون فهل ضعف الشعب والنظام الإيراني أمام هذا الأمر؟ الأمر اليوم سيان بالنسبة للإيرانيين، فقط أمريكا تؤكد يوما بعد آخر على حقيقة نكثها بالعهود.
المصدر / الوقت