التقارب العربي الايراني يمثل ضربة قوية وقاتلة الى الصهيونية
وكالات – سياسة – الرأي –
قال فرحات جنيدي مدير المركز الدولي للحوار في مصر، ان الدولة المصرية تدرك جيدا مدى العداء السعودي لها، كما تعي ايضا حجم المكائد التي تقوم بها السعودية بالسر والعلن ضد القاهرة، وهو ما يجعل هناك مخاوف مما يسميه البعض الارتماء المصري في الاحضان السعودية، والتقارب المضر.
وتابع “جنيدي” في حديث خاص لمراسل وكالة انباء “فارس” في القاهرة، ان مصر تدرك اكثر من غيرها بان السعودية ودول الخليج (الفارسي) متورطين في علاقات مع الكيان الصهيوني، ومع هذا فان مصر لا ترغب في الدخول بالعداء مع السعودية او الخليج (الفارسي)، بسبب حجم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها، والازمات التي تمر عليها، خاصة منذ ما يسمي بالربيع العربي، فهي تحاول ان تدرء الخطر ولو مؤقتا.
وقال “ان اعداء مصر دبروا الكثير من الاعمال العدائية التي تضرب مصر مع الدول الاخري ومنها مقتل الايطالي ريجيني واسقاط الطائرة الروسية”.
ولفت “جنيدي” الي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسيا يتعرضان لضغوط عالمية غربية، ولكنهما يمتلكان المقدرة علي التماسك والمواجهة العلنية، وهو ما تفتقر اليه مصر فتسعي الي تاجيل المواجهات حتي تنتهي ازماتها الراهنة، وهو ايضا ما يفسر تصويت مصر الاخير بمجلس الامن ضد الفيتو الروسي، حين مناقشة ملف الازمة السورية، فمصر ادركت ان الفيتو سيوقف اي قرار ولم يكن تصويتها سيؤثر لذا فرغبت في كسب مذيد من الوقت حتي تستطيع الوقوف علي قدميها بشكل اقوي، حتي لا تعرض نفسها حاليا لكم هائل من الضغط العربي والغربي والامريكي، الذي يحتمل ان لا تستطيع مواجهته الان.
ونوه “جنيدي” الي ان مصر في ذهنيتها تدرك حقيقة ما يحدث بسورية من صراع لقوي اقليمية ودولية، وانه صراع بين قوي واحلاف ومشاريع، ولهذا فان مصر دعت الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الي التراجع عن التحزب والتجييش لطرف بعينه، والنظر فقط الي مصلحة الدولة السورية وجيشها الصامد في مواجهة العدوان.
ولفت “جنيدي” الي ان التقارب العربي الايراني يمثل ضربة قوية وقاتلة الي الصهيونية، ولهذا توضع الكثير من العراقيل لمنع هذا التقارب، وقال “ان هذا التقارب سيوقف الطريق امام محاولات اثارة الفتنة، وسيكون سببا في انهاء الطائفية وسيحمي دماء شبابنا، وسيتحول الصراع الي اصله ضد الصهيونية، وسيكون التقارب اكبر سند للقضية الفلسطينية”.
وقال “علينا العمل علي انهاء التواجد الغربي بمنطقة الشرق الاوسط، وان تكون لنا السيادة كاملة، علي اراضينا، وتقاربنا مع ايران سيوفر لنا الكثير ومنه الاسلحة التي يصنعها الغرب ويحتكر تصديرها لنا، كما ان فائض الميزانيات بدول المنطقة الذي يصرف علي السلاح للصراع القائم حاليا، يمكننا في حال اتحادنا وتقاربنا ان نستخدمه في التنمية والتعمير والبحث العلمي، فنعود من جديد الي موقعنا الريادي الذي يقود العالم”.
وتابع “جنيدي” ان قوتنا الناعمة دبلوماسيا ودينيا وثقافيا يمكنها اذا ارادت ان توفر الحد الادني من التقارب والتفاهم بيننا وايران، واذا حدث هذا سنعمل علي انشاء قطب جديد يعدل موازين القوي العالمية ليعم الامن دول العالم.انتهى