غالب قنديل: جولة المقاومة على حدود فلسطين المحتلّة رسائل هامّة لمرحلة جديدة في الصراع العربي الصهيوني
وكالات سياسة – الرأي –
رأى رئيس مركز الشّرق الجديد للدراسات الاستراتيجية والإعلام، الباحث والمحلّل السّياسي اللبّناني غالب قنديل أنّ الرسالة التي أرادت المقاومة اللبّنانية إرسالها من خلال جولتها الإعلامية على الحدود مع فلسطين المحتلّة، هي رسالة للعدو الصهيوني وأنّهم على جاهزية عالية.
وأضاف الباحث قنديل في حوار خاص لوكالة أنباء فارس في بيروت أنّ مخاوف الكيان الصهيوني في محلّها، إذ أنّ المقاومة اللبّنانية ترصد كل وأدق التفاصيل على المقلب الآخر من الحدود، وتعرف كل الواقع الذي يعيشه الكيان الصهيوني والمخاوف من احتمال اجتياح المقاومة لهذه المناطق، في حال وقوع عدوان صهيوني.
وبيّن قنديل أنّ الرسالة إذاً هي استعداد ومعرفة معلوماتية حتّى بأسماء مسؤولي الوحدات الصهيونية المقابلة على الطّرف الآخر، موضّحاً أنّ هذا مضمون الرسالة الأساسي الموجّه من المقاومة الإسلامية “حزب الله”.
وأشار أنّ المضمون الثاني لهذه الجولة موجّه إلى الرأي العام اللبّناني والعربي، مفادها أنّ المقاومة اليوم تردع العدو الصهيوني، وهو في حالة ذُعر، خِلافاً لما كانت عليه الحال منذ العام 1948، حيث كان الشّعب اللبناني يعيش حالة خوف على الحدود، أمّا اليوم فهو يمارس حياته من عمل وتعليم لأبنائه في القُرى الحدودية.
ولفت قنديل أنّه وعلى المقلب الآخر في مستعمرات العدو الصهيوني، هناك جدران وملاجئ ورعب وخوف، وتنصّت على الأرض لاستراق السّمع تحت هاجس أنّ هناك من يحفر من تحت الأرض ويقيم أنفاق، قد يخرج منها مقاومون في لحظةٍ مفاجئة.
موضّحاً أنّ الطمأنينة التي يعيشها اليوم اللبّناني على خط الحدود الفاصل وبين القلق والرعب الذي يعيشه المستوطنون الصهاينة وجنود الاحتلال، تنعقد المقارنة التي تشير إلى معادلة القوّة التي صنعتها المقاومة في هذه المنطقة، فهذه رسالة للرأي العام اللبّناني والعربي والعالمي، أنّ هناك مرحلة جديدة وتاريخ جديد في الصّراع العربي الصهيوني، أسّسته المقاومة بقيادة حزب الله.
وفي معرض سؤالٍ حول اعتبار بعض السّاسة وحزب لبناني أنّ هذه الجولة خطأ استراتيجي وخطوة استفزازية، قال قنديل: إنّ هؤلاء كانوا دائماً يعتبرون كل ما تقوم به المقاومة استفزازاُ، مبيّناً أنّهم بذلك يعطون مشروعية للحروب التي شنّها الكيان الصهيوني على لبنان، معتبراً أنّ سرقة إسرائيل للنفط والغاز اللبّناني في المياه الإقليمية لم يستفزّهم.
وأردف أنّه أيضاً لم يستفزّهم أن يستمر الطيران المُعادي في خرق الأجواء والسّيادة اللبّنانية، كما لم يستفزّهم خرق البحرية الصهيونية لحُرمة المياه الإقليمية اللبّنانية، مؤكّداً أنّ الاستفزاز الذي حصل أمس، هو رد على مسار الاستفزازات التي يقوم بها العدو الصهيوني ليل نهار وعلى مدار السّاعة برّاً وبحراً وجوّاً.
ورأى قنديل أنّ الاستفزاز في القرار 1701 المعلّق من الجانب الإسرائيلي وبتواطئ وتآمر من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، مبيّناً أنّ الوضع في مزارع شبعا معلّق، والوضع على الجبهة لم ينتقل من حالة وقف الأعمال الحربية إلى حالة وقف إطلاق النار لأنّ الكيان الصهيوني لم ينفّذ الالتزامات المنصوص عليها في القرار الدّولي.
وختم قنديل أنّ تحرّك المقاومة في الجنوب اللبّناني وبالتنسيق مع الجيش اللبّناني، وتتواجد على خط النار لحماية لبنان والدّفاع عنه، بينما تقف الأمم المتحدة عاجزة، وقوّاتها شاهد زور على ما يُسمّى بالخط الأزرق.انتهى