قصة الاقتدار الأمني الإيراني.. البلاد الآمنة في محيط مشتعل
في مرحلة شديدة الحساسية لناحية المتغيرات الدولية على ساحة الصراع في المنطقة، يحاول الأمريكيون استعادة بعض من نفوذهم العسكري في الميدان السوري والعراقي، يتم التصويب من قبل أمريكا وحلفائها على دور إيران في العراق وسوريا الذي يعتبرونه دورا مخربا يجب الحد منه على حد تعبيرهم، وفي خضم هذه الظروف أعلن وزير الأمن الإيراني في خطاب له أن جنود إيران المجهولين قد عطلوا 30 مخططا إرهابيا خلال عام يهدف إلى تنفيذ تفجيرات إرهابية في الداخل الإيراني.
وقد أشار وزير الأمن الإيراني السيد محمود علوي أن من بين العمليات 30 تم الكشف عن 5 عمليات أمام الإعلام، مؤكدا أن القوى الأمنية الإيرانية تعمل ليل نهار لدرء الأخطار عن الجمهورية، ومنع نفوذ الجماعات والفكر الإرهابي إلى الداخل. معتبرا أن أي أمة أحبت الموت في سبيل العزة لا يمكن أن تنكسر.
انطلاقا من هذه التصريحات، والإنجازات التي قام بها الأمن الإيراني، إضافة إلى حقيقة الوضع الداخلي في الجمهورية، من رخاء وأمن تعيشهم البلاد، وسط محيط ملتهب بأكثره، يُدرك المرأ مدى قوة وتماسك النظام إضافة إلى مدى انسجام الشعب مع نظامه وهو العامل الأكثر أهمية من أجل تحقيق الاستقرار الأمني في البلاد. خاصة أن إيران ليست دولة محايدة، في مقابل جماعات الإرهاب والتكفير، بل هي داعم أساسي وأحيانا رأس حربة في الحرب ضد الارهاب و مقاومة مشاريع تفتيت المنطقة من الداخل كما في سوريا والعراق.
هذا الأمر أكده قادة الحرس الثوري في إيران، الذين اعتبروا أن الحرس يشكل اليوم خط الدفاع المتقدم للجمهورية، منعا للجماعات الإرهابية والتكفيرية من دخول أراضي إيران، ومحاربة للإرهاب وقبرا له في عقر داره.
وقد تزامنت هذه التصريحات مع حديث نقلته وكالة الأنباء الألمانية منذ أيام عن طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي الفار إلى تركيا، والمتهم بدعم وتسهيل عمليات إرهابية في الداخل العراقي. حيث يؤكد الأخير أن الصراع في المنطقة يجب أن ينتقل إلى الداخل الإيراني، وعلى العرب والأمريكيين أن يتحالفوا لمواجهة الأخطار التي تتهدد المنطقة وعلى رأسها الخطر الإيراني. والاستفادة من كافة الإمكانات المتاحة في هذا السبيل.
حسب رأي الهاشمي فإن نقل الصراع التكفيري والإرهاب إلى داخل إيران يمنعها من التدخل وتجيير إمكاناتها في مواجهة هذه الجماعات في كل من العراق وسوريا.
يُذكر أن الأخير موجود في تركيا بعد فراره من بغداد إلى اربيل ومن ثم إلى تركيا التي رفضت تسليمه إلى القضاء العراقي وهو ملاحق بتهم فساد ومساعدة الجماعات الإرهابية في الداخل العراقي.
هذا الكلام وغيره من تصريحات وبيانات لجماعات تكفيرية من بينها تنظيم داعش الإرهابي تؤكد من جهة أن الإرهاب يرى في إيران هدفا أكيدا له من جهة، ومن جهة أخرى تظهر حقيقة التماسك والقوة البنيوية التي يختزنها النظام في إيران خاصة على صعيد الأمن الوقائي الداخلي.
لا بد أيضا من الالتفات إلى أمر غاية في الأهمية، وهو أن هذه التصريحات من قبل الهاشمي، والتي تتزامن مع تصريحات دونالد ترامب اتجاه إيران والاتهام بعدم احترام روح الإتفاق النووي، كلها أمور تأتي للضغط على الشارع الإيراني و لثني عزيمته وانسجامه الداخلي مع النظام، ومع قرب استحقاق الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي من المنتظر أن تكون نموذجا يحتذى به إن من مستوى المشاركة الشعبية أو الديمقراطية التي تطبعها.
ختاما ورغم أنف الحاقدين على الجمهورية الإسلامية في إيران، فإن البلاد في تطور وتقدم مستمر رغم العوائق والعقوبات، كما أنها أصبحت قطبا إقليميا لا يمكن لأي قوة في العالم أن تتحاشاها، بل أكثر من ذلك فإن بعض المحللين اليوم باتوا يصفون إيران على أنها قوة ذات تأثير عالمي وليس فقط إقليمي. والسبب الرئيسي وراء هذا الأمر وبشكل مختصر إنما بسبب الانسجام الداخلي بين سماحة القائد والحكومة والشعب، إضافة إلى القدرات الدفاعية والهجومية التي تختزنها القوات المسلحة الإيرانية، التي تحمل عقيدة قتالية راسخة أساسها طلب الشهادة وعدم الخوف من العدو.
المصدر / الوقت