التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

الانتخابات الرئاسية الفرنسية وسط توتر امني واحتدام سياسي 

وسط تحديات سياسية و اجراءات امنية مشددة بدأ الفرنسيون في الساعة الثامنة من صباح اليوم بالتوجه الى صناديق الاقتراع لتعيين رئيس جديد للبلاد يكون خلفا للاشتراكي فرانسوا هولاند.

فقد دعي نحو 47 مليون ناخبا للادلاء باصواتهم في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي يتواجد فيها احد عشر مرشحا من مختلف التيارات السياسية. والتي ستنتقل الي جولة ثانية حاسمة في السابع من شهر ايار المقبل اذا لم يتمكن اي منهم من الحصول على نسبة اكثر من 50% من الاصوات.

المرشحون و احتدام المنافسة

بعد حملة انتخابية حافلة بالمفاجآت والتقلبات في المواقف، و سقوط المرشحين الرئيسيين الذين كانوا يشغلون الساحة السياسية منذ عقد الواحد تلو الآخر، ومن أبرزهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي خرج من السباق منذ الانتخابات التمهيدية لليمين. تشتد المنافسة اليوم بين أربعة مرشحين يتصدرون نوايا الأصوات، وفي طليعتهم الوسطي الشاب إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، يتبعهما بفارق طفيف المحافظ فرنسوا فيون وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.

هجوم في قلب الشانزيليزيه

دفع مشهد الرعب الفرنسيين في قلب عاصمتهم السلطات الفرنسية الى التشديد من الإجراءات الأمنية حول مكاتب التصويت خلال الانتخابات الرئاسية، فقد ترجل مسلح من سيارته مساء الخميس وسط جادة الشانزيليزه في العاصمة الفرنسية، وأطلق النار على حافلة للشرطة. في قلب الشارع الأرقى والأشهر في باريس. وفي ظاهرة اختلفت عن سابقاتها سرعان ما تبنى داعش او ما يسمى بتنظيم الدولة الهجوم، معلنا ان المنفذ هو احد عناصره المعروف بأبي يوسف البلجيكي، وبعدها اعلن المدعي العام الفرنسي ان مطلق النار هو مجرم مدان يدعى كريم شرفي.

وفي هذا السياق أفادت مديرة موقع سايت المعني بتتبع الحركات الإرهابية، أن هذا التبني يختلف عن كل ما سبق من قبل داعش، فهو أتى سريعاً جداً، كما حدد مباشرة اسم المنفذ، ما يدل على أن المهاجم الذي قتل على أيدي الشرطة الفرنسية ليس غريباً عن التنظيم، لا بل على اتصال مباشر معه، وليس بأي حال مجرد “ذئب منفرد”.

رؤية الاعلام الغربي للإنتخابات الفرنسية

هذا وقد تناولت الصحف الغربيه الانتخابات الفرنسية، فقد نقلت صحيفة إندبندنت عن الخـبير الاقتصــادي الفرنســي تشارلس غيف، الذي تنبأ من قبل بفوز ترمب، قوله إنه يرجح فوز مارين لوبان، ويتوقع أن تنحصر المنافسـة فــي الجولة الثانية بينها وبين المرشح الجمهوري فرانسوا فيون .و يعتقد غيف بأن نصف مؤيدي اليسار «المتطرف» ويمين الوسط سيفضلون عدم الإدلاء بأصواتهم لماكرون إذا صعد إلى الجولة الثانية، كما يعتقد بأن مؤيدي فيون ونسبة كبيرة من مؤيدي ماكرون يفضلون لوبان إذا تواجهت هي والمرشح الشيوعي جين-لوس ميلينشون في الجولة الثانية.
وقالت الصحيفة إن هناك تحليلات تشير إلى أن هجوم تنظيم الدولة في باريس الخميس الماضي سيعزز فرص لوبان أو فيون؛ فقد أعلن المرشحان «الحرب ضد الإسلاميين»، الأمر الذي أثار كثيرا من الإدانات لسعيهما للحصول على مكاسب سياسية من الهجوم.

و بحسب “فرانس برس”، تم إخلاء القنصلية الفرنسية في نيويورك حيث كان مئات الفرنسيين يصوتون السبت، لفترة وجيزة إثر إنذار بوجود قنبلة، قبل أن يعود الوضع إلى طبيعته، وقد كان الناخبون في بعض الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار قد توجّهوا إلى مراكز الاقتراع يوم السبت، قبل يوم واحد من التصويت داخل الأراضي الفرنسية.

أما مجلة إيكونوميست فقالت إن هذه الانتخابات تــأتي وفرنسا تشعر بالتعاسة بشكل عميق، وبأنها في حالة حرب مع نفسها، وتوقعت للجولة الأولى أن تصعّد أي اثنين من المرشحين الأربعة الذين قالت إنهم يتراوحـون بين «اليمين المتطرف البغيض» و«اليسار المتطرف الشرير»، مع حزبين يناصران حرية السوق في الوسط.
وأضافت أنه من النادر أن تصبح أي ديموقراطية غربية ممزقة بين التقدم والكارثة مثلما هي فرنسا اليوم، مشيرة إلى أن فوز ترمب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ حولت معركة الأممية الليبرالية إلى بدايات حركة التنوير.
وأوضحت أن فوز لوبان أو ميلينشون برئاسة فرنسا سيكون هو الكارثة، وأن فوز أي من مؤيدي حرية السوق الاثنين فيون أو ماكرون مقارنة بالخيار الأول سيكون خبرا «مفرحا». وقالت أيضا إن هذه الانتخابات لا يتوقف عليها مصير فرنسا وحدها، بل الاتحاد الأوروبي بأكمله، الذي يتهدده الانهيار في حالة فوز لوبان.

هذا وأفاد موقع صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الانتخابات الرئاسية وضعت العديد من صفوف الشعب الفرنسي المنفتح على مختلف الثقافات والمتسامح مع جميع الأعراق، في حيرة من أمرهم، كما سببت لهم أزمة في الهوية الفرنسية، خاصة بعد تصريحات لوبان وفيون حول الإرهاب والتشديد الأمني في ظل وجود الجهمات الإرهابية التي تستهدف فرنسا بين الحين والآخر.

وأرجع الموقع السبب وراء الارتباك إلى الأحداث الإرهابية التي تشهدها البلاد، بالإضافة إلى تصريحات كل المرشحين عن الخروج من الاتحاد الأوروبي والإرهاب إلى جانب التشديد الأمني، حيث يرى العديد من أطياف الشعب أن السياسين يكذبون عليهم منذ وقت طويل ولا يستطيعون الوثوق بهم بعد اليوم، خاصة أن الشعب الفرنسي متمسك بالبقاء في الاتحاد ولا يريد خروج البلاد منه.

الجدير ذكره ان نتائج الدورة الأولى ستعلن بشكل شبه رسمي مساء اليوم عند الساعة الثامنة بتوقيت فرنسا، ويكون الفصل للشعب الفرنسي القلق من الهجمات الارهابية، والمتأمل بمجيئ رئيس جديد يحقق له اماله و يؤمن له جزءا من الاستقرار.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق