مابعد حلفايا؛ الجيش السوري يُشرع الأبواب لمعركة ادلب الكبرى
بدأ الجيش السوري وحلفاؤه رسم خريطة جديدة للمعارك الدائرة في ريف حلب الشمالي، بعد تمكنه من تحرير مدينة حلفايا الاستراتيجية وتساقط القرى والبلدات المجاورة لها تباعاً، مستفيداً من حالة الانهيار في صفوف الجماعات المسلحة.
ومن محور الترابيع وبطيش جنوب المدينة، استطاعت وحدات الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة تنفيذ عمليات مكثفة ضد فلول إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له أسفرت عن استعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى حلفايا وزلين والويبدة وبطيش وزور الناصرية وزور أبو زيد وفرض السيطرة على تل الناصرية وتل المنطار.
كذلك أحكمت وحدات الجيش سيطرتها على احدى النقاط الاستراتيجية شمال صوران قرب مفرق بلدة لحايا إضافة إلى مزارع بلدة الناصرية الواقعة بين بلدتى حلفايا وطيبة الامام وذلك بعد يوم من اعادة الامن والاستقرار إلى بلدة طيبة الإمام والمناطق المحيطة بها.
خسائر فادحة في صفوف الجماعات الارهابية
وعلى صعيد الخسائر في صفوف الجماعات المسلحة، أكدت مصادر عسكرية سورية أن عمليات الجيش السوري والقوات الرديفة في ريف حماة الشمالي وتحديداُ في مدينة حلفايا أسفرت عن مقتل مئات وإصابة أعداد كبيرة من الإرهابيين وفرار العشرات منهم بعد ترك أسلحتهم التي اغتنمتها وحدات الجيش وشملت 7 مدافع هاون وسيارتين مزودتين برشاشات وكمية كبيرة من الذخائر المتنوعة الثقيلة والخفيفة، كما تم تدمير 38 سيارة متنوعة و3 مستودعات ذخيرة و 3 دبابات وعربة مفخخة.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة سانا أن من بين القتلى عدد من قيادات الجماعات الإرهابية وهم “أحمد سعيد دودي” و”محمود عبد الرزاق جركس” و”قاسم محمد أمين” و” يوسف العبود” و”حسان العبود” و”إسماعيل بدران” من ما يسمى “جيش النصر” و”إياد النداف” و”خالد الغجر”و”كمال الديري” من ما يسمى “جيش العزة”، بينما سقط شهدين في صفوف الجيش السوري.
وتأتي خسائر الجديدة للمسلحين لتضاف، الى سلسلة خسائر فادحة بشرياً ومادياً حيث سقط أكثر من 2670 إرهابي من جنسيات مختلفة خلال عدة أيام من المواجهات مع الجيش السوري منذ تاريخ 21 اذار مارس الماضي، ليرتفع عدد قتلى الجماعات الارهابية الى قرابة 5 الاف مسلح بحسب اعترافات تنسيقيات المسلحين.
تسلسل العمليات العسكرية منذ اذار الماضي
وتمكن الجيش السوري وحلفاؤه من كسر الهجوم الذي شنته جبهة النصرة وعدد من الجماعات المسلحة المتحالفة معها، منذ 21 من آذار مارس الماضي حيث استطاعت القوات المهاجمة أن ذاك التقدم في معظم بلدات الريف الشمالي لمدينة حماه وصولا إلى بلدة قمحانة بوابة مدينة حماة، واصبحت على حوالي 4 كيلومترات فقط من مطار حماة بالقرب من بلدة الشيحة، في ظل استماتة المسلحين لفتح ثغرة فيها، لما تملكه البلدة من موقع استراتيجي مواقع الجيش السوري في ريف حماة وجبل زين العابدين، كما تعد مدخلاً رئيسياً لمدينة حماة وبوابة لتقدم مسلحي “النصرة” القادمين من مناطق خطاب، طيبة الإمام، صوران، ولكن زحف الجماعات الارهابيةانكسر على أبوب البلدة، وفشلت النصرة في سلسلة هجمات متتالية من اقتحام البلدة التي قاومت بطريقة أسطورية، وبعد فشل الهجوم في اختراق جبهة قمحانة بدأت الهجوم المعاكس للجيش السوري واستعاد كل المناطق التي تقدمت الجماعات المسلحة.
ومع بداية نيسان الجاري بدأ التغير النوعي في مجريات الاحداث الميدانية في المنطقة، اذ بدأت القرى والبلدات تتساقط مثل أحجار الدومينو وتمكن الجيش السوري من تحرير كل من بلدات معردس، خطاب، كوكب، کوکب، رحبة خطاب، زور المسالق، المجدل، الشیر، خربة الحجامة،بلحسین، ارزة الشرقية و ارزة الغربية، سوبین، المقیبر.
انجازات الجيش السوري تواصلت خلال الايام الماضية فبعد القرى الصغيرة والسيطرة على معردس تمكن الجيش السوري من التقدم مجدداً والسيطرة على بلدتي صوران وطيبة الأمام الاستراتيجيتين وتعزيز مواقع الجيش حول مدينة محردة، مما مهد الطريق لتحرير مدينة حلفايا يوم أمس.
ماذا بعد حلفايا؟
وبهذا التقدم النوعي يبقى للجيش السوري والقوات الرديفة مدينة مورك أخر معقل للجماعات الارهابية ضمن حدود محافظة حماة الادراية لتنتقل العمليات العسكرية بعدها الى معركة طال انتظارها وهي معركة تحرير محافظة ادلب انطلاقا من مدينة خان شيخون (أول منطقة تقع ضمن نطاق ادلب اداريا، والتي حصل فيها الهجوم الكيمياوي المزعوم)، ومن المتوقع خلال الساعات القادمة أن يبدأ الجيش السوري عملياته الحربية نحو مثلث اللطامنة- مورك- كفريزيتا، والتي يعني عملياً تثبيت نجاحاته السابقة، ودق أخر اسفين في حرب الريف الحموي.
المصدر / الوقت