التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

الجعفري من اثينا : الإرهاب المعاصر يهدد الحضارة كلها 

بغداد – سياسة – الرأي –
أكـَّد وزير الخارجيَّة إبراهيم الجعفريّ أنَّ العراق مهد الحضارة في العالم، فحتى الآن مضت سبعة آلاف سنة على ولادة الحضارة في العالم، وكانت من بلاد وادي الرافدين من مناطق العراق الجنوبيَّة من العمارة، والناصريَّة، والبصرة، والمناطق الأخرى.
ونقل بيان لمكتبه تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه اليوم عن الجعفري القول خلال كلمة ألقاها في مُنتدى الحضارات العريقة المُنعقِد أعماله في العاصمة اليونانية أثينا ” عندما نتحدَّث عن الحضارة نتحدَّث عن مكامن القوة الفكريَّة، والإنسانيَّة التي خلقها الله في نفوس البشر، وجعلها مبعث خير لإعمار الأرض.. والحضارة بزغت منذ زمن بعيد، وكانت قد نشرت ظلـَّها على هذه الدول، ولكنـَّها لا ينبغي أن تتوقـَّف عليها، ويجب أن تتحرَّك بشكل مُستمِرٍّ، وتنشر ظلـَّها على دول أخرى”.
واضاف ” لا ينبغي أن نـُقسِّم العالم اليوم على بعيد وقريب بالأرض، بل إنَّ البعيد والقريب بالقِيَم، وبالإنسانيَّة، وبالأخلاق، وبالمصالح.. هذا هو العالم الجديد.. وهكذا يكون الإنسان حامل لواء الحضارة إذ يمدُّ بصره إلى أقصى العالم؛ ليجد في البعيد الجغرافيِّ قريباً في الفكر، وقريباً في القِـيَم”.

واوضح الجعفري ” حضارتنا اليوم مُهدَّدة، والإرهاب المُعاصِر يُهدِّد الحضارة كلـَّها.. العراق -وهو مهد الحضارة- تعرَّض لحالة من التخريب على يد الدواعش، وتخريب لنفسيَّة الإنسان، وعبث بهويَّـته الفكريَّة، وحاوَل دحر التراث، والإرث الحضاريّ.. ماذا حصل في مدينة الموصل، ومدينة أور؟.. كيف استهدفها داعش، وحاول تدميرها؟”.

وتابع ” ما تقوم به داعش اليوم في العراق ليس استهدافاً للعراق، بل هو استهداف للعمق الحضاريِّ، واستهداف للمُستقبَل الحضاريِّ، واستهداف لدولكم؛ لأنَّ هؤلاء لا يُميِّزون بين بلد وآخر.. وهؤلاء يُريدون أن يغتالوا الثقافة.. كلُّ شيء يقوم على ثقافة.. ما من بناء، وصرح حضاريّ بُنِيَ إلا واعتمد على ثقافة، وما من عدوٍّ أخطر من العدوِّ الثقافيّ”.

واكد الجعفري ” علينا أن نـُكثـِّف جُهُودنا؛ للحفاظ على حضارتنا الحقيقـيَّة؛ ومادامت الحضارة تستهدف الإنسان كهدف تـُريد خدمته، وتـُقيم الحاضرة الجديدة على أساس مُراعاة حقوق الناس يجب أن نـُشيعها، ولا نكتفي بالظواهر المدنيَّة.. يجب أن نـُشيع ظاهرة الحضارة.. كلُّ شيء له علاقة بالإنسان، ويحترم الإنسان، ويحترم الطفولة، ويحترم المرأة، ويحترم الشيخوخة، ويحترم كلَّ مُفرَدة من مُفرَدات الإنسانيَّة ينبغي أن نتمسَّك به”.

وبيـَّنَ أنَّ ” هدف كلِّ حضارة هو الإنسان، وليس غير الإنسان؛ ومادام هذا هو الهدف فلابُدَّ أن نتمسَّك به، ونـُدافِع عنه، ونحفظ هذه الحضارة؛ حتى تمشي من ضفة الانطلاق من هذه الدول؛ لتنتهي إلى ضفة مُستدِيمة تـُعمِّم خيراتها، وثقافتها على كلِّ شُعُوب الأرض”.

وذكر الجعفري ” يُعاني الإنسان اليوم من المرض، والجهل، والجوع، والتمييز العنصريِّ، وتقسيم العالم على أساس عالم الشمال، وعالم الجنوب، عالم الشمال 20% يتمتعون بـ80% من الثروات، وعالم الجنوب 80% من الناس يتمتعون بـ20% من الثروات.. وهذه الحالات تتطلـَّب أن نـُجنـِّد كلَّ طاقاتنا من أجل مُواجَهتها”.

واضاف “حان الوقت لأن ترسم دول النشوء، والأصالة الحضاريَّة التي تـُمثـِّلها هذه الدول معالم المسار الحضاريِّ الجديد، وتعمل على إشاعة ثقافة حضاريَّة لا تـُفرِّق بين البشر إلا بمقدار ما يكون أكثر عطاءً، وأكثر إنتاجاً، وأكثر إنسانيَّة مع الآخرين.. نحن نتطلـَّع من هذا المُؤتمَر لأن يرسم معالم الوئام الحضاريِّ، والمَحبَّة، والأخوَّة الحضاريَّة الجديدة”.
واشار الجعفري الى ان ” ما يجمعنا في هذه القاعة هو الأصالة الحضاريَّة التي نتمتـَّع بها.. ونحن مدعوون لئلا نكتفي بأن نكون بلدان الأصالة الحضاريَّة، وإنـَّما لابُدَّ أن نكون بلدان التجديد الحضاريِّ.. لا أصالة بلا تجديد، كما لا تجديد بلا أصالة، ولا تـُوجَد أصالة لا تـُجدِّد نفسها بمُرُور الزمن، كما لا يُوجَد مَن يحترم نفسه، ويُريد أن يُواكِب الزمن، ويتجدَّد مع الزمن من دون أن يتمسَّك بخُيُوطه الأولى، وبأصالته القديمة، وهذه توافرت في حضاراتنا”.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق