صحيفة أمريكية تطالب بالتحقيق في استهداف التحالف للمدنيين في العراق وسوريا
طالبت صحيفة لوس أنجلوس الأمريكية في مقال للكاتبين “مولي هينسي” و”دبليو هينغان” بإجراء تحقيق حول قيام التحالف الدولي الذي تقوده امريكا باستهداف المدنيين في سوريا والعراق.
وقالت الصحيفة الامريكية يعتقد أن الغارة الجوية الأخيرة التي شنها التحالف بقيادة أمريكا في العراق تسببت بمقتل أكثر من 270 مدنياً، وهي مأساة أثارت موجة دولية من الحزن والغضب، حيث يتم التستر على حقيقة قاتمة، فقد قتل مئات، وربما الآلاف، من المدنيين الآخرين في مئات الغارات الجوية في العراق وسوريا خلال الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي ويبدو أن الأغلبية العظمى من هذه الوفيات لم يتم التحقيق فيها من قبل الجيش الأمريكي أو شركاء التحالف.
وتابعت الصحيفة الأمريكية بالقول: يبدو أن عدد الضحايا المدنيين ارتفع في الأشهر الأخيرة وأن التحالف قد ارتكب أعنف قصف منذ بدء الحرب قبل ثلاثة أعوام تقريباً في العراق وسوريا، ويصر البنتاغون على أن قواعد الاشتباك المكتوبة في العراق وسوريا لم تتغير، ولكن هناك دلائل على أن القادة العسكريين على الأرض يتمتعون بقدر أكبر من السلطة في ظل الرئيس ترامب، وقال رائد محمد حسن إنه فقد جيرانه وأقاربه، بمن فيهم ابنته رانيا، البالغة من العمر 11 شهراً، في غارة جوية شرق الموصل يوم 21 يناير / كانون الثاني، بينما يقول سكان آخرون إن 11 مدنياً لقوا مصرعهم في تلك الضربة، وهذه المعركة مستمرة منذ شهور للقضاء على تنظيم “داعش” في ثاني أكبر مدينة في العراق، لكن المسؤولين يقولون إنه لا يجري التحقيق في مقتل المدنيين.
وقالت الصحيفة الأمريكية “لماذا يحدث خطأ من هذا القبيل؟ لديهم كل التكنولوجيا، هذا ليس خطأ صغيراً”، وقال جاسم محمد علي، وهو مواطن آخر في الموصل، إن ابنه وستة أحفاد له قتلوا على ما يعتقد أنه كان غارة جوية للتحالف قامت بتدمير منزله يوم 17 نوفمبر / تشرين الثاني، ولا يزال التحالف يحقق في ذلك بناء على شكوى مقدمة من هيومن رايتس ووتش، والتي اكتشفت قطعاً من الذخائر في حطام منزل علي كقنبلة صغيرة قطرها 39، وهي ذخيرة موجهة تستخدمها قوات التحالف، وقال علي إنه خلال الهجوم الذي وقع في حيه المتواضع، سحق أحفاده تحت الأنقاض في غرفة نومهم بينما كان يقف بجانب المنزل مع ابنه البالغ من العمر 17 عاماً، والذي قتل أيضاً.
وتابعت الصحيفة الأمريكية بالقول: إن الجيش الأمريكي يرفض الإفصاح عن تفاصيل حول الخسائر في صفوف المدنيين، وسط انعدام التحقيقات الشاملة، ويقوم التحالف بالتحقيق في إصابات المدنيين استناداً إلى تقارير من موظفيه ووسائل الإعلام الإخبارية ووسائل الإعلام الاجتماعية ومجموعات المراقبة المستقلة مثل إيروارز وهيومان رايتس ووتش وموصل أتيكا، وهي شبكة متطوعين من سكان الموصل الحاليين، ويقول المراقبون إن عدد الضحايا المدنيين أكبر مما ذكره التحالف بكثير، وقد نفذت طائرات التحالف 20205 ضربة في العراق وسوريا منذ عام 2014، وفقاً لأحدث الأرقام المنشورة، التي تقول البنتاغون إنها ساعدت في مقتل أكثر من 70 ألف من المسلحين، غير أن مسؤولي البنتاغون يدعون أيضاً أنهم قتلوا 229 مدنياً فقط خلال تلك الفترة، لكن إيروارز، وهي منظمة تعمل مع عدد من الموظفين من الصحفيين والباحثين الذين يحتفظون بسجلات مفصلة وإجراء بحوث مستقلة، أظهرت أرقامها أن ما لا يقل عن 3 الاف مدني قد قتلوا في 552 ضربة، كما قامت إيروارس بتتبع 610 تقارير إضافية عن الضربات التي قتل فيها مدنيون على أساس مصدر واحد أو مطالبات متنازع عليها، ما قد يعني أن عدة آلاف من المدنيين الإضافيين قد قتلوا.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ميكا زينكو المسؤول الأمريكي البارز في العلاقات الخارجية قوله إن التاريخ يوحي بأن البنتاغون لم يبلغ عن سقوط ضحايا من المدنيين، وأضاف “إن الأعداد التي يتم الإفصاح عنها غير قابلة للتصديق بالمقارنة مع أي حملة جوية أخرى في التاريخ، وهذا كله وسط وجود انتقادات متزايدة، لأولئك الذين يقولون إن التحالف يتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
واختتمت الصحيفة بالقول: وحتى عندما يقر الائتلاف بالخطأ، لكن لا تتم أي عملية تعويض رسمية لضحايا الغارة الجوية الخاطئة والتي كثرت في الآونة الأخيرة.
المصدر / الوقت