تشييع العشرات من شهداء بلدتي الفوعة وكفريا في مقام السيدة زينب (س) بريف دمشق
سوريا – الرأي –
تجمع المئات من المدنيين والمقاتلين في مقام السيدة زينب (س) جنوب دمشق الأربعاء لتشييع أكثر من خمسين شهيدا قضوا خلال تفجير ارهابي استهدفهم قبل نحو أسبوعين بعد اجلائهم من بلدتي كفريا والفوعة في شمال غرب سوريا.
ولقي 126 شخصا بينهم 68 طفلا على الاقل مصرعهم في الخامس عشر من الشهر الحالي جراء تفجير انتحاري استهدف حافلات متوقفة في منطقة الراشدين غرب حلب (شمال) بعدما أقلتهم من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الجماعات الارهابية في محافظة ادلب (شمال غرب).
وتم ذلك في اطار اتفاق بين الحكومة والفصائل المسلحة لاخلاء بلدتي كفريا والفوعة في ريف ادلب على مراحل مقابل اجلاء مدنيين ومقاتلين من مدينتي الزبداني ومضايا ومناطق أخرى في محيطهما تحاصرها القوات الحكومية في محيط دمشق.
ومنذ ساعات الصباح، توافد عدد كبير من عائلات الفوعة وكفريا الى مقام السيدة زينب (س)، لتشييع اقربائهم الذين قتلوا في هجوم الراشدين.
وقال أحد منظمي مراسم التشييع لمراسل فرانس برس في المكان “يشيع 52 شهيدا اليوم في مقام السيدة زينب (س)بعدما تم التعرف الى هوياتهم على ان يواروا الثرى في مقبرة مجاورة للمقام”.
وبتأثر بالغ، قال الشاب عبد السلام رمان (19 عاما) وهو يحمل صورة شقيقته تقى (6 سنوات) التي قتلت في التفجير “لا ابشع من هذا الشعور، ان تشيع شقيقتك ولا تتمكن من رؤيتها”.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في مقام السيدة زينب (س) عن تجمع عشرات النساء في احدى زوايا المقام متشحات بالسواد وهن يندبن أفراد عائلاتهم، فيما كان شبان يطلقون صيحات التكبير مع وصول النعوش الى باحة المقام حيث تم فرش السجاد الاحمر.
واتخذ عناصر من الجيش والامن السوري ومقاتلون موالون اجراءات امنية مكثفة في محيط المقام، حيث تم اخضاع الداخلين اليه لعمليات تفتيش دقيقة.
وفي باحة المقام، انتشر عناصر شرطة ومقاتلون من دون اسلحتهم وتولوا مراقبة المشيعين. وشاهد مراسل فرانس برس عشرات الشبان وهم يحملون رايات حمراء وسوداء اللون الى جانب لافتات يطغى عليها اللون الاحمر وفيها صور عدة للباصات المحترقة جراء التفجير مع شعارات عدة، بينها “من دمائكم يزهر النصر”. وتحمل لافتة اخرى صورة طفل مع تعليق “بأي ذنب قتلت”.
ويعد مقام السيدة زينب (س) مقصداً لزوار من العراق وايران ولبنان ، يدأبون على زيارته رغم الحرب التي دخلت عامها السابع، وتعرضت المنطقة لاعتداءات وتفجيرات أوقعت عشرات القتلى خلال السنوات الماضية. وتبنت تنظيمات ارهابية تنفيذ عدد منها.
وجرى يوم أمس الثلاثاء في مدينة حلب وبمشاركة شعبية ورسمية تشييع جثامين 51 شهيدا من أبناء بلدتي كفريا والفوعة الذين ارتقوا جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلات كانت تقلهم في منطقة الراشدين غرب مدينة حلب.
وأكد عدد من ذوي الشهداء أن دماء أبنائهم غالية ولكن الوطن أغلى وهو يستحق من الجميع التضحية في سبيله معربين عن استعدادهم لتقديم المزيد من التضحيات فداء للوطن والدفاع عنه ضد التنظيمات الإرهابية حتى تحقيق النصر المؤزر عليها وإعادة الأمان إلى ربوع سوريا.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق