انتي ميديا: وسائل الإعلام الغربية تشوه الحقائق في سوريا وتدق طبول الحرب
قال موقع أنتي ميديا على لسان الكاتب “بين نورثين”: إن النفاق الأخلاقي والفساد في وسائل الإعلام الغربية التي تروج للحرب في سوريا أدت إلى عدم تغطية هذه الوسائل لتفجير الراشدين في حلب، حيث قتل أكثر من 100 مدني، من بينهم 80 طفلاً، هربوا من القرى ذات الأغلبية الشيعية التي يحاصرها تنظيم “القاعدة” وحلفاؤه المتطرفون منذ أكثر من عامين، وفي المقابل، قتل عشرات المدنيين في هجوم كيماوي حمّلت امريكا وحلفاؤها على الفور مسؤوليته للجيش السوري، على الرغم من عدم وجود أدلة قوية على ذلك ليقدمها مراقبون دوليون مستقلون، وتساءل الخبراء عما إذا كان الجيش السوري مسؤولاً حقاً عن هكذا هجوم أم لا.
وتابع الموقع: لقد كان الهجوم السابق في بلدة الراشدين التي يسيطر عليها المتمردون في ضواحي حلب، أكثر دموية، ولكن يبدو أن الصحفيين الغربيين لم يكونوا يتعبون أنفسهم لتغطية ذلك على الإطلاق، وقد أغفلت وسائل الأنباء الرئيسية هوية الجناة المحتملين – المتمردون السلفيون الجهاديون المتشددون الذين يتلقون الدعم من أمريكا وحلفائها منذ سنوات وتم التعامل مع الضحايا على أنهم مجرد “أنصار للنظام”، حتى أن بعض النقاد المؤيدين للمتمردين حاولوا أن يعلقوا على التفجير الانتحاري (وهو تكتيك مفضل للمتمردين المتطرفين) بأنه من صنع الحكومة السورية، ما يعني أن الحكومة السورية قصفت أنصارها أثناء فرارهم من تنظيم القاعدة.
وتابع الموقع: إنه وعلى النقيض من ذلك، كان الهجوم السابق، في خان شيخون في محافظة إدلب التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، على الصفحة الأولى من كل صحيفة غربية، وذكر البنتاغون أنه تم بث أحداث خان شيخون في جميع أنحاء العالم واستخدمت لتبرير هجوم صاروخي أمريكي على الحكومة السورية والذي دمر حوالي 20 في المئة من طائرات الدولة السورية، ولم تكن تفاصيل الهجومين واضحة، لكن وسائل الإعلام الغربية قفزت إلى استنتاجات حول المأساة في إدلب، وبررت الضربة الصاروخية لإدارة ترامب، أما المأساة في حلب فقد تم التعامل معها وتخفيضها على أنها مجرد “زوبعة”، فإن الاستجابات غير المتناسبة إلى حد كبير للهجمات تؤكد التحيز الفاحش في الطريقة التي تغطي بها وسائل الإعلام الغربية الحرب المروعة في سوريا والتي تسببت في تشريد أكثر من نصف السكان في ست سنوات من القتال الدامي الذي أدى إلى تشريد أكثر من نصف السكان ومئات الآلاف من الناس.
وقال الموقع: إن وسائل الإعلام الغربية تغطي المتمردين المتطرفين الذين يتماشون مع القاعدة لا بل قد تم تسليحهم وتدريبهم من قبل وكالة المخابرات المركزية وحلفاء الولايات المتحدة، والتقليل من جرائمهم، وفي الوقت نفسه، فإن هذه الشبكات نفسها تصور الرئيس السوري بشار الأسد كشرير يتجول بشغف في فيلم هوليوودي.
وقال الموقع: إن الكاتب الأمريكي الشهير “تشارلز ديكنز” افتتح كتابه “قصة مدينتين”، بالقول: ” نعم إنها كانت أفضل الأوقات، وكانت أسوأ الأوقات، أي إنه كان عصر الحكمة، وعصر الحماقة، وكان عصر التعصب هذه هي قصة مدينتين سوريتين، الراشدين وخان شيخون”.
وتابع الموقع: في 15 أبريل، هاجم انتحاري قافلة من الحافلات التي تقل مدنيين من القرى التي يحاصرها تنظيم القاعدة، ما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 109 من الذين تم إجلاؤهم، بينهم 80 طفلاً إلى جانب العديد من عمال الإغاثة، وكانت الحافلات قد توقفت بعد خلاف في الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، وتبعاً للاتفاق، سيسمح لحوالي 5 آلاف شخص، كثير منهم من المرضى والجرحى، بمغادرة بلدتي الفوعة وكفريا المؤيدتين للحكومة، في مقابل الإجلاء الآمن لحوالي 2000 شخص، بمن فيهم مسلحون ومدنيون، من قريتي مضايا والزبداني وذكر الشهود في مقطع الفيديو الذي أكده الحادث في وقت لاحق أن منفذ التفجير كان يعطي المواد الغذائية للأطفال في محاولة للحصول على العشرات من الأطفال الجوعى من حوله، قبل أن يفجرهم جميعاً في مجزرة مروعة.
وتابع الموقع: إن الجهاديين السلفيين المتشددين الذين يشكلون الجزء الأكبر من المعارضة السورية يعتقدون أن المسلمين من بعض الطوائف مرتدون، حيث تعرض الشيعة وغيرهم من الجماعات الدينية للاعتداءات العنيفة والتطهير العرقي من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا، وبالرغم من هذا أشارت وكالة فرانس برس ببساطة إلى أن تنظيم القاعدة وحلفاءه المتطرفين “متمردون”، وكررت وكالة فرانس برس نقاط الحديث المؤيدة للمتمردين، بل أشارت إلى “مصدر متمرد” مجهول الهوية، ولم تعترف ولا مرة واحدة بأن هؤلاء “المتمردين” هم تنظيم القاعدة المسلحون الجهاديون السلفيون.
وقال الموقع: إن رويترز لم تذكر أبداً تنظيم “القاعدة” ووصفت المقاتلين المتطرفين بأنهم “متمردون”، وأشارت إلى إدلب على أنها “معقل المتمردين”، ورويترز، مثل غيرها من وسائل الإعلام الغربية الكبرى، التي تعكس وجهة نظر المعارضة.
وقد اعترفت هيئة الإذاعة البريطانية”بي بي سي” في نهاية المطاف بأن “كفريا والفوعة، ومعظم سكانهما، محاصرون من قبل المتمردين والجهاديين المسلمين الذين يرتبطون بالقاعدة منذ مارس 2015.”
وقال الموقع: ولم تذكر صحيفة الغارديان البريطانية ولو مرة واحدة أن تنظيم القاعدة يسيطر على تلك المنطقة، وفي تقريرها الطويل عن الهجوم، أخفقت الصحيفة أيضاً في كشف الحقائق التي تتستر هي بالأساس عليها.
وتابع الموقع: إن رامي عبد الرحمن، الرجل الذي يقف وراء مرصد المعارضة السورية لحقوق الإنسان، اعترف عبر شبكة سي إن إن بأنه من غير المحتمل أن تقوم الحكومة السورية بالهجوم على أنصارها، ولكن هذا لم يمنع مناصري تغيير النظام من الإصرار على خلاف ذلك، وفور وقوع التفجير الانتحاري الدموي، أصر المحلل الموالي للمعارضة “تشارلز ليستر” والذي دعا الولايات المتحدة مراراً لتفجير سوريا إلى أن بشار الأسد كان من المحتمل أن يكون وراء الهجوم هذا، حتى في الوقت الذي اعترف فيه بأن الراشدين تسيطر عليها قوى المعارضة السورية”.
كما فشلت قناة “آيه جي”، وهي الذراع الموجه لوسائل الإعلام الاجتماعية في قناة الجزيرة القطرية، في توفير السياق للتفجير الانتحاري، ما يعني بأن الهجوم كان من الممكن أن تقوم به الحكومة السورية، ولم تذكر وسائل الإعلام القطرية أن الضحايا هربوا من الحصار الذي فرضه عليهم المتمردون المرتبطون بالقاعدة.
المصدر / الوقت